«الأبعاد الثلاثية» تتصدر اهتمامات شركات الهواتف الذكية في 2018
في توقيت متزامن ودون ترتيب مسبق، ظهر على ساحة الهواتف المحمولة تطوران جديدان، يقدمان مؤشراً إلى أن خواص «الأبعاد الثلاثية» ربما تكون هي اللاعب الأهم عند طرح الهواتف الذكية الجديدة، في النصف الثاني من عام 2018، من قبل الشركات الكبرى. والتطور الأول يتحدث عن تصميم جديد لبطارية «ثلاثية الأبعاد» للهاتف المحمول، تخفّض زمن الشحن إلى ثوانٍ، بدلاً من عشرات الدقائق حالياً.
• تصميم جديد لبطارية «نانوية» ثلاثية الأبعاد يتم شحنها في ثوانٍ. • العرض الثلاثي الأبعاد قال مؤسس شركة «آر إي دي»، جيم جانارد، في تدوينة على منتدى مستخدمي أجهزة «آر إي دي»، إن العرض الثلاثي الأبعاد سيكون تقنية اختيارية في الهاتف لمن يطلبها، لكونها تزيد وزن الهاتف وسمكه قليلاً، وعند بداية العرض الثلاثي الأبعاد ستنخفض الشاشة قليلاً، قبل أن تبرز صورة مجسمة مبهرة، يمكنك رؤيتها دون الحاجة إلى نظارات خاصة. |
فيما يركز التطور الثاني على إمكانية مشاهدة محتوى الهاتف، من تسجيلات الفيديو والألعاب، وغيرها في صورة «ثلاثية الأبعاد» عبر شاشة الهاتف مباشرة، دون الحاجة إلى ارتداء نظارة خاصة، وهي الخاصية التي تفتح المجال أمام نقل بعض المزايا والخواص الموجودة بكاميرات العرض السينمائي إلى الهواتف المحمولة.
ثلاثي الأبعاد
وتم الكشف عن هذين التطورين عبر العديد من مواقع التقنية الكبرى أخيراً، وصدر البيان الخاص بالتصميم الثلاثي الأبعاد عن فريق من الباحثين والعلماء بـ«جامعة كورنيل».
\فيما صدر البيان الخاص بالشاشة الثلاثية الأبعاد عن شركة «آر إي دي»، التي تنتج الهاتف المحمول المعروف باسم «هيدروجين وان»، وهي في الأصل شركة متخصصة في كاميرات التصوير السينمائي، وتستخدم منتجاتها في تصوير الأفلام الكبرى وأفلام الخيال العلمي، مثل «حراس المجرة»، والتي أوضحت أن خاصية الشاشة الثلاثية الأبعاد ستظهر في الطراز الجديد من هاتفها الذكي «هيدروجين وان»، وسيتم عرضها للجمهور في مؤتمر، تنوي تنظيمه خلال الشهر المقبل.
بطارية الشحن
ووفقاً لبيان علماء «جامعة كورنيل»، فإن البطارية الجديدة تستند إلى فكرة جديدة، مغايرة للأفكار التي تبحث عن شحن سريع للبطارية وفترة عمل أطول، فالبعض مثل «غوغل» حاول استخدام الذكاء الاصطناعي في تنظيم استخدام الطاقة في بطاريات الهواتف الذكية، والبعض الآخر اتجه إلى شحن الهواتف بالطاقة الشمسية، بينما ركز فريق ثالث على تقليل استهلاك الهاتف من الطاقة، أو تسهيل عملية الشحن بطريقة أو بأخرى.
أما الفكرة التي قدمها علماء «جامعة كورنيل»، فتعتمد على إعادة تصميم البطارية نفسها، بطريقة تجعلها لا تحتفظ فقط بمزيد من الطاقة لفترة أطول، لكن يمكن أيضاً شحنها بسرعة أكبر من أي وقت مضى.
وشرح الأستاذ بالجامعة وعضو الفريق البحثي، الدكتور أولريش فيرنر، هذه الفكرة بقوله: إنها تعتمد على بناء بطارية تتشابك مكوناتها في شبكة من المكونات الثلاثية الأبعاد، التي يمكن تركيبها ذاتياً.
ووفقاً لما قاله الدكتور فيرنر، فإن التصميم الثلاثي الأبعاد للبطارية يعد «ثورة في هندسة البطاريات»، لأن تقليص أبعاد هذه المجالات المتداخلة إلى «المقياس النانوي»، كما فعلنا، يمنحك أوامر بكثافة طاقة أعلى، وبعبارة أخرى يتيح الوصول إلى الطاقة في أوقات أقصر بكثير مما يتم عادة باستخدام هياكل البطاريات التقليدية، وبالتالي يمكن أن يقود إلى نتيجة ممتازة في ما يتعلق بزمن شحن البطارية، حيث يمكنك وضع كابل البطارية في المقبس أو مصدر الكهرباء، ليتم شحنها في ثوانٍ.
توقعات وتحفظات
وعقب نشر البيان، توقع بعض المحللين أن تظهر البطاريات ذات البنية النانوية الثلاثية الأبعاد، في الهواتف التي يتم طرحها الخريف المقبل أو مطلع 2019، خصوصاً من قبل الشركات العملاقة مثل «أبل» و«سامسونغ» و«غوغل» و«سوني» وغيرها، لكن في المقابل تشكك آخرون في إمكانية حدوث مثل هذا الأمر، خلال المدى القصير.
ونقل تقرير لشبكة «زد دي نت» zdnet.com، عن خبراء قولهم إن بطاريات البنية النانوية الثلاثية الأبعاد توفر مزايا هائلة، مقارنة بالبطاريات العاملة بالتصميمات التقليدية، لكن المشكلة أنه لا يوجد سوى عدد قليل جداً من البحوث والدراسات، التي تتحدث عن مثل هذه الأنظمة. ورد علماء «جامعة كورنيل» على هذه التحفظات بالتقدم، فعلياً، بطلب الحصول على براءة اختراع للتصميم الجديد للبطارية، وأكدوا أنهم سيواصلون العمل في المشروع، بعدما حصلوا على دعم من وزارة الطاقة الأميركية، والمؤسسة الوطنية للعلوم.
الهواتف المحمولة
ويعتبر الإعلان عن وصول الشاشة الثلاثية الأبعاد لعالم الهواتف المحمولة أمراً متأخراً بعض الشيء، فقد بدأ الحديث عنه لأول مرة بمعرفة شركة «آر إي دي» في يوليو 2017، حينما وعدت بأنها ستتيح هذه الخاصية في هاتفها الذكي «هيدروجين وان»، ووعدت بأن ذلك سيحدث في أغسطس 2017، لكن ظهر الهاتف دون هذه الخاصية المثيرة للاهتمام، التي تجعل المرء يشاهد المحتوى في عرض مبهر مجسم ثلاثي الأبعاد، دون ارتداء نظارة خاصة. وأكدت الشركة، في بيانها الصادر أخيراً، أنها تعاونت مع شركتي «فيريزون»، و«إيه تي آند تي»، للوصول بهذه الخاصية إلى أيدي المستهلكين، وأنها تمكنت مع الشركتين من حل المشكلات التي أخرت إطلاق هذه الخاصية.