«سناب دراغون 710».. معالج جديد يجعل الذكاء الاصطناعي والشبكات العصبية «وظائف اعتيادية» في الهاتف المحمول
شهدت الأسواق، أخيراً، طرح المعالج الجديد «سناب دراغون 710» الجديد، المخصص لتشغيل الهواتف الذكية والحاسبات اللوحية والأجهزة اليدوية الأخرى، وتنتجه شركة «كوالكوم»، ويستهدف بالأساس جعل قدرات الذكاء الاصطناعي والشبكات العصبية، المستوحاة من طريقة عمل خلايا المخ البشري، من الوظائف الاعتيادية في الهواتف المحمولة والأجهزة اليدوية، بما يجعل الهاتف قادراً على تشغيل تطبيقات وأنظمة اكثر تعقيداً، تحتاج إلى طاقة حوسبة ومعالجة عالية لا توفرها المعالجات المخصصة للهواتف من قبل. فالمعالج يضم 8 أنوية، محاور داخلية، ترفع كفاءته 100% مقارنة بالهواتف السابقة، فضلاً عن كونه يخفض الطاقة المستهلكة أثناء تشغيل الفيديو والألعاب على الهاتف بنسبة 40%.
سماعات الأذن يدعم المعالج «سناب دراغون 710» تجارب الاستماع من دون أسلاك بين سماعات الأذن اليمنى واليسرى، وتوفير تجربة مستخدم محسنة، بما في ذلك صوت المكالمات في كلتا الأذنين، وزمن استجابة أقل، وعمر بطارية أطول في سماعات الرأس. ويقدّم المعالج تحسناً في الأداء بنسبة تصل إلى 20%، وتصفحاً أسرع للويب بنسبة 25%، وتشغيل التطبيقات بسرعات أعلى بنسبة تصل إلى 15%. |
وكانت شركة «كوالكوم» قد كشفت النقاب عن هذا المعالج أول مرة خلال المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة، الذي عقد بمدينة برشلونة الإسبانية قبل شهرين، وبدأ هذا المعالج يصل للأسواق وللشركات المصنعة للهواتف المحمولة رسمياً أخيراً. وأكدت شركات مثل «سامسونغ» و«هواوي» و«تشاوي مي» و«إل جي» و«أبل» أن بعض طرزها المقبلة التي سيتم اطلاقها نهاية هذا العام، ستعمل بهذا المعالج.
المعالج الجديد
ويأتي طرح المعالج الجديد في إطار باقة من المنتجات الجديدة التي تستعد من خلالها «كوالكوم» للانتقال الى منتجات الجيل الخامس للمحمول بتطبيقاته وسرعاته العالية، فقد أعلنت «كوالكوم» قبل فترة عن «المودم»، وحدة استقبال وإرسال البيانات بالمحمول، طراز «إكس 24 إل تي إي»، الذي تم تصميمه وإنتاجه بتقنية تدعي «فاين فيت» على شريحة مصنعة بتقنية «7 نانومتر». وتصل سرعته في الارسال والاستقبال الى 2 غيغابايت في الثانية، ليتاح للمستخدمين تغطية وسرعة في الاتصال تتناسب مع متطلبات تشغيل شبكات الجيل الخامس مطلع 2019. ويمكن لهذا المودم أن يدعم العمل مع خمس شبكات للاتصالات المحمولة، تعمل بتقنية «إل تي إي»، فضلاً عن العديد من التحسينات التكنولوجية الأخرى في المودم لتزويد المستخدمين بتجربة لاسلكية مثالية.
المواصفات الأساسية
وقال نائب رئيس قسم إدارة المنتجات بشركة «كوالكوم»، كيدار كونداب، إن «(سناب دراغون 10)، هو الأول في فئة معالجات جديدة تحمل الرقم 700، وتقدم تقنيات ومزايا لم تكن متوافرة في السابق».
وطبقاً للمعلومات التي نشرتها غرفة الأخبار بموقع «كوالكوم» qualcomm.com/news، فإن المواصفات الأساسية للمعالج تتمثل في أنه يضم 8 أنوية أو محاور داخلية، اثنان منها بتردد «2.2 غيغاهيرتز كريو 360» لتدعيم الأداء الفائق، وستة بتردد «1.7 غيغاهيرتز كريو» مسؤولة عن الكفاءة، والمعالج مصنّع وفق «معمارية 10 نانومتر»، أي تصل المسافة الفاصلة بين كل ترانزستور وآخر على شريحة المعالج الى 10 نانومتر فقط.
والمعالج به ذاكرة عشوائية سعة 16 غيغابايت من نوع «إل بي دي دي آر 4 إكس»، يمكنها دعم منافذ «يو إس بي 3.1»، و«يو إس بي» من الجيل الثاني، كما يعمل بشريحة رسوميات طراز «ادرينو 616» فائقة الأداء، التي تمكنه من تشغيل الفيديو والألعاب والصور وغيرها من الرسوميات بسرعة عالية.
ويحتوي المعالج على معالج تصوير طراز «سبكترا 250 آي إس بي» الذي يوفر دقة في التصوير تصل الى 32 بيكسل في الكاميرا الواحدة، و20 ميغابيكسل عند استخدام كاميرتين خلفيتين، وهو يدعم التركيز التلقائي للصور بدقة «الترا اتش دي 4 كيه»، بمعدل 30 إطاراً في الثانية، مع احتوائه على أداة تسارع التثبيت الالكتروني، وبالتالي يقدم تحسينات في ما يتعلق بالتقاط الصور ومقاطع الفيديو بجودة احترافية في ظروف الإضاءة المنخفضة، وفي تقليل الضجيج وزيادة سرعة التركيز التلقائي وتثبيت الصورة والتكبير السلس، وإضافة تأثيرات للصورة في الوقت الحقيقي.
ويمكن للمعالج الجديد، العمل مع الشاشات فائقة الوضوح، التي تصل دقتها الى (2560× 1600 كيو اتش دي بيكسل)، ما يحقق مزيداً من السطوع وتدرجات ألوان أوسع وعمق ألوان أكبر، ويؤدي إلى تحسين الجودة المرئية عند مشاهدة المحتوى المدعوم بدقة «كيه اتش دي آر 4» عبر خدمات بث الفيديو الأكثر شعبية. كما يدعم تقنيات «الواي فاي» و«البلوتوث 5»، بجانب دعم تقنية الشحن السريع من الجيل الرابع.
المعالجات الدقيقة
وأكدت «كوالكوم» أن هذه المواصفات تم تجميعها معاً، لكي يصبح «سناب دراغون 710» هو الجيل الثاني من شرائح المعالجات الدقيقة التي تركز بالأساس على دفع الهواتف الذكية المحمولة الى المستويات المطلوبة لتشغيل الذكاء الاصطناعي وتطبيقات الشبكات العصبية كمواصفات اعتيادية في الهاتف.
وأشارت إلى أن منصتها الجديدة تعمل على اتاحة المزيد من التفاعلات الطبيعية الذكية بين الهاتف والمستخدم، عبر معالج الإشارات الرقمية ووحدة معالجة الرسوميات «أدرينو»، وأنوية «كريو»، حيث يعمل الجميع بشكل متناغم لتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي على الجهاز بسرعة وبشكل أكثر كفاءة، ومن الأمثلة على ذلك ميزة التعرف الى الوجه لفك قفل الهاتف بسرعة عالية.
وعمل مهندسو «كوالكوم» على طرق لاستخدام الذكاء الاصطناعي والشبكات العصبية في التطبيقات الشخصية. وقد أدى ذلك إلى تحريك الشركة نحو اتجاه التقاط الصور ومقاطع الفيديو المدركة للسياق، كما هو الحال، مع إدخال صيغ الصورة العميقة واستشعار العمق.
ويوفر المعالج الجديد سرعات غير مسبوقة بين الهاتف الذكي المتحرك، وشبكة الاتصالات المحمولة التي يرتبط بها، إذ يمكنه الوصول بسرعة تنزيل الملفات الى 800 ميغابايت في الثانية الواحدة، بالإضافة إلى تشغيله لتقنية «ميمو 4× 4» التي تزيد من سرعات التنزيل في ظروف الإشارة الضعيفة بنسبة تصل إلى 70%، ومن ثم تساعد في الحفاظ على سرعة أكبر بالمناطق التي لا يتوافر فيها استقبال جيد لإشارة الشبكة، بالإضافة إلى تقنية «إل إيه إيه» التي توفر سرعات أعلى في الأماكن المزدحمة.