تفوقت على «تسلا» و«فيس بوك» عبر رسام موجات المخ دون جراحة أو زرع أجهزة

شركة ناشئة تكشف عن نظام جديد للتفاعل المباشر بين المخ والحاسب

«نورو» أجرت تجربة مباشرة مع مصابي النخاع الشوكي الفاقدين للنطق والسمع عبر «ميكروفون» ذكي. من المصدر

في ديسمبر الماضي، وخلال مؤتمر بعنوان «قمة الويب»، عقد في العاصمة البرتغالية لشبونة، ركز بعض الباحثين ورواد الأعمال المشاركين على عرض ومناقشة توجه تقني جديد، أطلقوا عليه «تفاعل المخ والحاسب»، ويعني إمكان حدوث اتصال من المخ إلى الحاسب مباشرة، من دون أي أدوات أو عمليات وسيطة، وبرز كل من مؤسس ورئيس شركة «تسلا»، إيلون موسك، ومؤسس ورئيس شركة «فيس بوك»، مارك زوكربيرغ، كأكثر شخصين يهتمان وينفقان على هذه النوعية من الأبحاث. غير أن شركة ناشئة مغمورة كشفت، الأسبوع الماضي، عن نظام جديد وأسلوب خاص بها في تحقيق الربط والتفاعل المباشر بين المخ البشري والحاسب.

اختصار الطريق

استخدامات أوسع

أفادت شركة «نورو» بأن هناك فرصة لاستخدام نظام «نوز» الذي يربط بين المخ والحاسب، في المستشفيات وغرف الرعاية الحرجة في المقام الأول، لأنه يمكن أن يسمح للمرضى بالقيام بأشياء مثل طلب أي شيء أو تشغيل الموسيقى على مكبرات الصوت الذكية في «أمازون إيكو»، مشيرة إلى أنه إذا نجح «نوز» في هذه السوق المتخصصة، ستخطط الشركة لتوسيع النظام واختباره على نطاق أوسع في السيارات والمنازل.

ووصف بعض الخبراء المتابعين طريقة هذه الشركة بأنها تتفوق على جهود موسك وزوكربيرغ، وتقدم نهجاً يمكنه اختصار الطريق إلى بناء رابطة مباشرة بين المخ البشري والحاسب، ليتفاعل ويترابط في عمله مع الذكاء الاصطناعي، وصولاً إلى مستوى من الذكاء الخارق، الذي يمكنه التعامل بكفاءة مع أعقد المشكلات وأصعب الظروف.

وتدعى هذه الشركة الصغيرة «نورو»، وكشفت عن طريقتها خلال تنظيمها لجولة تمويل بين المستثمرين لدعم أنشطتها التي تندرج تحت مفهوم «تفاعل المخ والحاسب»، وهو مجال لم يعد محض خيال علمي كما قد يتصور البعض، لكنه من الناحية الواقعية أصبح علماً واقعياً لدى البعض.

اختلاف

وبحسب تقرير نشره موقع «بيزنس إنسايدر» أخيراً، حول ما عرضته «نورو»، فإن الفارق الأساسي بينها وبين جهود زوكربيرغ وموسك، هو أن الأخيرين يعتمدان على أسلوب الأجهزة «المتغلغلة» أو المزروعة في الجسم أو الرأس عبر جراحات مفتوحة، كوسيلة تحقق التفاعل المباشر بين المخ والحاسب.

أما شركة «نورو» فتعتمد على قراءات وبيانات رسام موجات المخ الكهربائية المستخدم المعروف باسم «إي إي جي»، في تحقيق التواصل المباشر بين المخ والحاسب، من دون زرع أجهزة أو جراحات مفتوحة أو غيرها، إذ إنها قامت ببناء ما يشبه نظام تشغيل، يعمل جنباً إلى جنب مع تقنيات قائمة ومستخدمة فعلياً، مثل الحاسبات اللوحية، و«الميكروفونات» الذكية، لنقل إشارات عصبية من المخ يمكن استخلاصها من جهاز رسم موجات المخ الكهربية إلى النظام، ليتفاعل الاثنان مباشرة في نقل الأوامر أو الأفكار من المخ إلى الحاسب ليتم ترجمتها في صورة رسائل نصية أو صوت مسموع أو خلافه.

وبسبب الطبيعة الآمنة، وعدم التعرض لقضية زرع الأجهزة وفتح الدماغ جراحياً، أتيح للشركة أن تطبق طريقتها مع بعض المرضى المصابين إصابات بالغة في النخاع الشوكي، وسببت لهم فقد النطق والسمع، وبدأت تحقق نتائج مباشرة.

تجربة

وخلال العرض قدم المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «نورو»، فرانسوا جاند، تفاصيل التجربة التي تمت باستخدام التنقية التي توصلت إليها الشركة، وجرى خلالها الربط المباشر بين المخ والحاسب. وقال جاند إن حزمة البرمجيات التي طورتها الشركة تدعى «نوز»، وجرى استخدامها مع مجموعة أشخاص يعانون إصابات في النخاع الشوكي، وإصابات أخرى تجعلهم غير قادرين على التواصل مع الآخرين كما كانوا في السابق.

وأوضح أنه خلال التجربة تم وضع جهاز رسم موجات المخ الكهربية على رأس أحد المرضى، وربطه بحزمة البرمجيات، وتسليم المريض حاسباً لوحياً مرتبطاً بالحزمة البرمجية، وبـ«ميكروفون» ذكي من طراز «أمازون إيكو»، وتم تقسيم الشاشة إلى مربعات كبيرة، تظهر فيها رسائل وجمل مكتوبة سلفاً، منها على سبيل المثال «أريد ماء» أو «أشعر بالبرد»، ووضعت الشاشة أمام عيني المصاب، وما أن ركز على واحدة منها حتى تمت قراءة الموجة الكهربية المصاحبة لها وترجمتها إلى صوت يخرج من «الميكروفون» الذكي، وكأن أحداً يقرأ الجملة، وفي الوقت نفسه يصل المعنى إلى المريض وكأنه يسمع نفسه يتحدث في «الميكروفون» كلما ركز بعينيه في الجملة، وهكذا مع الجمل الأخرى على الشاشة، حيث كان مطلوباً من المريض أن يركز ذهنه فقط على جملة أو رمز يظهر على الشاشة، فيتحول إلى صوت في «الميكروفون»، وبهذا الشكل تم أول اتصال بسيط مباشر بين المخ والحاسب من دون لوحة مفاتيح أو خلافه.

تويتر