«المخ الآلى» تم تصميمه على شريحة دقيقة قابلة للتركيب بسهولة داخل أنظمة تشغيل الروبوتات. من المصدر

«إنفيديا إيساك».. مخ آلي يضم 9 مليارات ترانزستور وينفذ 30 تريليون عملية في الثانية

كشفت شركة «إنفيديا»، المتخصصة في صناعة الشرائح الإلكترونية الدقيقة عالمياً، عن ما وصفته بـ«المخ الآلى» أو «إنفيديا إيساك»، المخصص للاستخدام مع الروبوتات العاملة بالمصانع، وخطوط الإنتاج والمخازن والمستودعات وسلاسل الإمداد والتموين، ويضم تسعة مليارات ترانزستور، وينفذ 30 تريليون عملية في الثانية، ويستهلك قدراً من الطاقة يقل عن الطاقة التي يستهلكها مصباح غرفة صغير.

وتم تصميم «المخ الآلي» على شريحة دقيقة، قابلة للتركيب بسهولة داخل أنظمة تشغيل الروبوتات، ما يفتح المجال نحو نشر ملايين الروبوتات التي تعمل وسط البشر، وهي واعية بما حولها وما يدور داخل المصانع، وتستطيع التكيف مع التغيرات.

تصميم الحاسب

أكدت شركة «إنفيديا» أنه تم تصميم الحاسب «جيتسون إكزافييه» ليعمل مع الروبوتات، والطائرات بدون طيار، وغيرها من الآلات المستقلة، التي تحتاج إلى أقصى قدر من الحوسبة على الحافة، لتشغيل أعباء العمل الحديثة، والذكاء الاصطناعي، وحل المشكلات في التصنيع، والخدمات اللوجستية، وتجارة التجزئة، والخدمة، والزراعة وتطبيقات المدن الذكية والأجهزة الطبية المحمولة.

ويتوقع أن تستخدم هذه الروبوتات بالأساس في نقل وإدارة المخزون، وتسليم المنتجات إلى المنازل وأماكن التوزيع، والإسهام في تحسين خبرات البيع بالتجزئة.

ونشرت «إنفيديا»، أخيراً، تفاصيل هذا التطور بغرفة الأخبار على موقعها الرسمي nvidianews.nvidia.com/‏‏‏‏news، منوهة بأن «المخ الآلي» الجديد جزء من مشروعها الطموح، لتوفير منصة جديدة تمثل العمود الفقري للذكاء الاصطناعي المطلوب، للوصول إلى جيل جديد وكامل من الروبوتات المستقلة ذاتية التشغيل، والمعتمدة على ذاتها كلية في أداء مهامها.

وقالت إن هذا المشروع الحاسب، الذي يحمل اسم «جيستون إكزافييه»، هو أول حاسب في العالم مخصص كليةً للعمل مع الروبوتات، أما «المخ الآلي» الجديد أو «إنفيديا إيساك»، فيمثل منطقة «العقل» داخل حاسب «جيستون إكزافييه».

تطوّر لاحق

ويأتي إعلان «إنفيديا»، بعد أقل من شهر فقط على التطورات اللافتة في مجال الروبوت، التي تم الإعلان عنها خلال مؤتمر «تي سي روبوتيك 2018»، الذي عقد بجامعة «بيركلي»، بولاية كاليفورنيا الأميركية، في 11 مايو الماضي، وظهر خلاله خمسة من الروبوتات المتطورة، هي: الروبوت «سبوت ميني»، من إنتاج شركة «بوسطن داينمكس»، والروبوت «كيوري» من شركة «مايفيلد روبوتيكس»، والروبوت «كاسييه» من شركة «أجيلتي روبوتكس»، والروبوت «نابي» من شركة «روميلا للآلات»، والأرجل الروبوتية والأكتاف الروبوتية والظهور الروبوتية، وجميعها من شركة «سويت إكس».

وأكدت هذه الروبوتات الخمسة أن عبارة «الآليون قادمون» على وشك التحقق قريباً جداً، لكونها تقدمت إلى الدرجة التي تجعلها قادرة على التعايش بين البشر بصورة طبيعية، فتجلس وتقوم وتتحرك وتناقش وتتلقى الأوامر وتنفذها، وتنفذ بعض الأشياء بناء على سلسلة الوظائف التي يتم تكليفها بها، كما تقوم ببعض الأشياء بناء على تقديراتها الخاصة، وتشحن نفسها بالطاقة.

ويتقدم هذه الفئة الروبوت «سبوت ميني»، المصمم على هيئة «كلب»، والمقرر أن يظهر تجارياً عام 2019، ويحصل على حق العيش بين البشر، كفرد آلي يتحرك بحرية في مقار العمل والمنازل والشوارع ليؤدي مهامه المكلف بها لحساب من يملكونه، لذلك أثارت هذه الروبوتات تساؤلات عدة حول مستقبلها، وهل ستكون أسياداً أم أصدقاء ودودين يساعدون البشر في مهامهم اليومية.

معيار سائد

وفي تقديمه لهذا التطور المهم، قال المدير التنفيذي لشركة «إنفيديا»، جنسن هوانغ، إن «الآلات والأجهزة المستقلة الذاتية التشغيل أصبحت بسرعة معياراً سائداً وواسع الانتشار في العديد من الصناعات، وسيزداد ذلك فقط مع زيادة طاقة المعالجة وتراجع حجمها وتخفيض استهلاكها من الطاقة، ويعني ذلك مزيداً من الذكاء الاصطناعي داخل البيئات الصناعية، والوصول إلى مستويات جديدة من الميكنة والأتمتة، التي تعزز الإنتاجية في العديد من الصناعات».

وأضاف: «المخ الآلي الجديد (إيساك) سيستخدم في بناء دماغ جيل جديد من الآلات المستقلة، وفي يوم من الأيام ستكون هناك مليارات الآلات الذكية في التصنيع، والتسليم المنزلي، والخدمات اللوجستية للمستودعات وأكثر من ذلك بكثير».

«جيستون إكزافييه»

وأكدت شركة «إنفيديا» أن طرح المخ الآلي «إيساك» يعني أن الحاسب الفائق التقدم «جيستون إكزافييه»، المخصص للروبوتات، أصبح مزوداً بستة أنواع من المعالجات، التي تمكنه من التعامل مع العشرات من الخوارزميات والنماذج الرياضية المعقدة اللازمة لتشغيل الروبوتات، حيث سيعمل مع خمسة معالجات سابقة موضوعة في الحاسب، هي: معالج الصور والفيديو، ومعالج نظام الرؤية بالحاسب، ومعالج الرسوميات طراز «تينسور كور»، ووحدة المعالجة المركزية الأساسية طراز «أيه آر إم 64 ثمانية النواة»، والمعالج الثنائي الخاص بتسريع عمليات التعلم العميق.

ويضيف «إيساك» إلى هذه المعالجات طاقة حوسبة مكونة من تسعة مليارات ترانزستور، وقدرة على تنفيذ أكثر من 30 تريليون عملية في الثانية، بقدر ضئيل من الطاقة، وتحتاج الروبوتات المتطورة إلى التزود بهذا المزيج المتنوع من الإمكانات، لتقوم بمعالجة مليارات البيانات الواردة من أجهزة الاستشعار، وتنفيذ مليارات العمليات لتقوم بالعديد من المهام في وقت واحد مثل قياس المسافات، والتعريب ورسم الخرائط، والرؤية والإدراك، وتخطيط المسار.

وهذا المستوى من الأداء ضروري لكي يتمكن الروبوت من الحصول على مدخلات من أجهزة الاستشعار، وتحديد موقعه، ومعرفة بيئته، والتعرف إلى حركة الأشياء القريبة والتنبؤ بها، والسبب في أي إجراء يمكن تنفيذه، والتعبير عن نفسه بأمان. وهكذا يصبح الروبوت قادراً على فهم البيئات، والاستجابة بفاعلية والعمل بأمان، جنباً إلى جنب مع المهندسين البشريين.

وأشارت «إنفيديا» إلى أنه مع هذا المستوى من طاقة الحوسبة في الذكاء الاصطناعي على الحافة، يمكن للآلات المستقلة أن تدرك العالم من حولها بقدرات خارقة، وتكشف وتتعرف إلى محيطها عبر مستشعرات من جميع الأنواع.

أدوات التطوير

من ناحية أخرى، قامت «إنفيديا» بتجهيز أدوات تطوير متكاملة، يمكن للمطورين والمبرمجين استخدامها في بناء تطبيقات متخصصة لهذه النوعية من الروبوتات، وستطرح هذه الأدوات بسعر 1299 دولاراً، وستتوفر بدءاً من أغسطس المقبل، وتتضمن أدوات التطوير:

1ـ مجموعة أدوات «إس دي كيه» الخاصة بشريحة «إيساك»، وهي عبارة عن حزمة من واجهات برمجة التطبيقات وأدوات لتطوير برمجيات خوارزمية الروبوتات وإطار وقت التشغيل مع مكتبات متسارعة بالكامل.

2ـ مجموعة أدوات «إيساك أي إم إكس»، وهي مخصصة للاستخدام مع التطبيقات التي تعمل على تسريع أداء الروبوتات، وبناء خوارزميات الروبوتات المتقدمة.

3ـ مجموعة أدوات تطوير «إيساك سيم»، وهي عبارة عن بيئة محاكاة واقعية للغاية، يستخدمها المطورون لتدريب الآلات المستقلة على القيام بالمهام المختلفة، ولإجراء اختبار الأجهزة العاملة بجميع مكونات حاسب «جيستون إكزافييه».

الأكثر مشاركة