«غوغل» أطلقت نسخته الرسمية.. وتوقعات بانتشار بطيء له
«آندرويد باي».. نظام تشغيل يستهدف إطالة عمر البطارية والحد من إدمان الهاتف
بعد الإعلان عنه للمرة الأولى في مارس 2018، وعرض نسخ للمعاينة والمراجعة، ثم عرض مزيد من التفاصيل في مايو، طرحت شركة «غوغل» الأميركية رسمياً مساء السابع من أغسطس الجاري، النسخة النهائية المعتمدة من الإصدار الجديد لنظام تشغيل «آندرويد» للهواتف الذكية والأجهزة المحمولة، ويحمل اسم «آندرويد باي (الفطيرة)».
تطورات رئيسة
وطبقاً للتحليلات الأولية التي جرت خلال الأيام الماضية، فإن النظام الجديد يحمل ثلاثة تطورات رئيسة هي: التوسع في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تشغيل الهاتف وتطبيقاته المختلفة، والإدارة «التكيفية» للبطارية التي تستهدف إطالة عمر التشغيل، وطرح العديد من الخيارات والأدوات التي تستهدف الحد من إدمان استخدام الهاتف وتطبيقاته، خصوصاً تطبيقات شبكات التواصل الاجتماعي.
أما أول ملاحظة على النظام الجديد، فهي أن اسمه يسير على خطى سابقيه في أنه مستمد من عالم صناعة الحلويات، إذ إن أقدم نظام «آندرويد» مستخدم حالياً يحمل اسم «لولي بوب»، وبعده ظهر «مارشميلو»، ثم «نوغا»، وآخرها كان «أوريو»، وجميعها أسماء حلويات معروفة، فيما جاء الاسم الجديد ليحمل اسم «باي» أو «الفطيرة».
وكما هو متوقع، كانت هواتف «بيكسل» من «غوغل» هي أول هواتف ذكية تعمل بالنظام الجديد، وتحديداً هواتف «بيكسل 2 إكسل إل». وذكرت «غوغل» في البيان الخاص بطرح النظام الجديد، أن كل من سجل نفسه في برنامج «آندرويد باي» الاختباري، سيمكنه الحصول على النسخة الجديدة من النظام في نهاية الخريف، وذلك إن كان يستخدم هواتف من «سوني» و«تشاومي»، و«أوبو»، و«فيفو»، و«وان بلس»، و«إسينشيال»، تليها هواتف الشركات الأخرى مثل «إل جي»، لكن البيان لم يتضمن مواعيد محددة أو تفاصيل خاصة بتنفيذ هذه التحديثات بالضبط.
وطبقاً لتقديرات مؤسسة «آي دي سي» العالمية لبحوث سوق تقنية المعلومات، فإن أكثر من 85% من الهواتف المحمولة الذكية حول العالم تعمل بنظام «آندرويد» بإصداراته المختلفة، أو ما يقرب من تسعة هواتف من كل 10 هواتف ذكية يتم شحنها عالمياً، ما يعني أن ظهور نظام «باي» رسمياً في نسخته النهائية يعني أن 85% من هواتف العالم ستتغير تدريجياً في طريقة عملها وإمكاناتها خلال الأشهر المقبلة، لتستفيد من الخصائص والوظائف الجديدة.
البطارية التكيفية
أول شيء يحمله النظام الجديد هو طريقة عمل مختلفة ومبتكرة للبطارية، أطلقت عليها «غوغل» اسم «الطريقة التكيفية»، أو جعل البطارية تتكيف مع حالة استخدام الهاتف لحظياً، فتطلق قدراً من الطاقة يتناسب مع المهمة التي يقوم بها الهاتف في كل لحظة، فإضاءة الشاشة تنخفض وترتفع حسب الاستخدام، وطاقة المعالجة تحصل على قدر من الطاقة يتحدد بحسب طبيعة المهام الجارية، وكل تطبيق يحصل فقط على قدر الطاقة التي يحتاجها.
ذكاء اصطناعي
ويتضمن نظام «آندرويد» الجديد توسعاً غير مسبوق في الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، إذ تعمل هذه الأدوات بهدوء وفي الخلفية، بطريقة لا يلاحظها المستخدم، لتدعم الكثير من العمليات، مثل البحث الذكي على الإنترنت، وتقديم الاقتراحات والاختصارات عند تحميل الصفحات، وإبراز المعلومات الدقيقة التي يرغب المستخدم في الوصول إليها.
ويركز النظام في الغالب على التحسينات التي تجري وراء الكواليس والمصممة لجعل هواتف «آندرويد» تعمل بشكل أسرع مع توفير عمر البطارية، ويتضمن ذلك تنزيل قطع أو «شرائح» من الصفحات أو المواقع التي تزورها وليس كل ما هو موجود بها، بما يجعل المستخدم يحصل على المعلومات المحددة الدقيقة التي يبحث عنها فقط من دون الحاجة إلى تنزيل تطبيق بالكامل أو صفحات موقع بكامله، أو المساعدة على حجز تذكرة سفر أو سينما في عملية تستهلك قدراً لا مبرر له من الوقت وطاقة البطارية.
الشقوق والقواطع
ومن أكبر التحديثات التي تمت إضافتها إلى نظام «آندرويد» الجديد فكرة «الشقوق والقواطع»، التي تظهر على شاشات الهواتف التي تمتد بها مساحة العرض من الحافة للحافة، لتظهر بها مقاطع تعرض وظائف أو خصائص معينة في الهاتف، وهي فكرة ظهرت في «آي فون إكس»، ونظام تشغيل «آي أو إس 11» للمرة الأولى.
وأوضحت «غوغل» أن دعم النظام الجديد لهذه الخاصية لا يعني أن كل هاتف يعمل به مستقبلاً ستظهر به خاصية القواطع والشقوق، لكن التحديث يعني أنه بات بإمكان المطورين ومنتجي التطبيقات العمل بسلاسة على الهواتف ذات الشاشات الممتدة من الحافة للحافة.
وقد سار نظام التشغيل الجديد على خطي «آي فون إكس» في استخدام مفتاح مركزي واحد للتنقل من الشاشة الرئيسة للهاتف إلى الشاشات الداخلية والعودة إليها، وفتح التطبيقات الحديثة واستدعاء «مساعد غوغل الصوتي»، وكذلك استخدامه كمفتاح للرجوع عند الحاجة، لكن «غوغل» جعلت هذا الأمر اختيارياً بالنسبة لمنتجي المساعدات الصوتية الذكية.
إدمان الهاتف
أما بالنسبة لمدمني الهواتف الذكية، فيقدم النظام الجديد أدوات تساعد على استخدام الهاتف بقدر أقل، في مقدمتها لوحة تحكم جديدة، تخبر صاحب الهاتف بمقدار الوقت الذي قضاه في استخدام الهاتف، والوقت الذي أنفقه في التعامل مع التطبيقات المختلفة، وفي تعيين حدود زمنية لمدى استخدام تطبيقات بعينها. وقد توسعت «غوغل» في هذا المجال بعدما أظهرت دراسات أن المستخدمين يفحصون هواتفهم بمعدل 47 مرة في اليوم كمتوسط عام، وهو أمر يدخل في نطاق الإدمان على الاستخدام، ويتوافق هذا التوجه مع ما فعلته «أبل» في نظام تشغيل «آي أو إس 11»، ومع خطوات أقدمت عليها كل من «فيس بوك» و«تويتر» و«إنستغرام»، للحد من الإدمان على استخدام الهاتف.
الوصول للمستخدم
لايزال أمام «آندرويد باي» تحدي الوصول فعلياً إلى المستخدمين، لأن الأمر مرتبط بخطوات يتعين على مصنعي الهواتف وشركاء «غوغل» القيام بها، وليس أدل على ذلك من أن 12.1% فقط من مستخدمي «آندرويد» يعملون على نسخة «أوريو»، و75% منهم لايزالون يعملون على إصدارات «مارشميلو» و«لولي بوب». وفي ضوء هذه الحقائق يتوقع أن يكون انتشار «باي» بطيئاً نوعاً ما، وربما يستغرق الأمر ما يقرب من عام حتى تصل نسبة انتشاره بين المستخدمين إلى 25%.
الإيماءات وحركات الرأس
يدعم «آندرويد باي» خاصية التحكم في بعض خواص ووظائف الهاتف بالإيماءات وحركات الرأس والوجه، لاسيما وظيفة التنقل والملاحة من صفحة إلى أخرى، ويتوقع أن تظهر هذه الخاصية في هواتف «موتورولا» و«تشاومي» المقبلة.