يعتمد على العاملين المستقلين من جيل الألفية.. وتحركه تقنية المعلومات
«اقتصاد الجيج» يحوّل 40% من العمالة في أميركا وأوروبا إلى وظائف غير دائمة بحلول 2020
أفاد مسؤولون في شركات تقنية عالمية بأن اقتصادات العديد من الدول، خصوصاً في منطقتي أميركا الشمالية وأوروبا، باتت حالياً عرضة لظاهرة «اقتصاد الجيج»، التي بدأت تنتشر فيها بقوة لافتة، لتحول 40% على الأقل من القوى العاملة المتاحة في سوق العمل في تلك الاقتصادات، بحلول عام 2020، إلى عمالة منخرطة في الوظائف غير الدائمة الذي يشغلها «الجيل زد» أو جيل الألفية، مشيرين إلى أن تقنية المعلومات والاتصالات تعتبر المحرك الأول لهذه الظاهرة، بعدما هزمت «المسافة»، وجعلت من الممكن لأي شخص ممارسة العمل من أي مكان، وقضت على «التوقيت»، حيث جعلت من الممكن لأي شخص ممارسة العمل في أي وقت.
جاء ذلك خلال جلسة حول التطورات الجارية في سوق العمل، ضمن فعاليات «مؤتمر قمة أعمال إيه تي آند تي»، الذي نظمته أخيراً شركة «إيه تي آند تي» الأميركية لشبكات الاتصالات.
«اقتصاد الجيج»
وعرف المشاركون في الجلسة ظاهرة «اقتصاد الجيج» بأنه الاقتصاد الذي يعتمد بصفة رئيسة على العاملين المتعاقدين المستقلين والوظائف المتغيرة غير الثابتة، بعيداً عن الموظفين والعاملين بدوام كامل، موضحين أنه من حيث السن، فإن أعمار العاملين في الاقتصاد حالياً تقع في جيل الألفية، أي من ولدوا مطلع الألفية الجديدة أو ما قبلها بقليل، حيث يعتبرون ممن خبروا وعشقوا العمل من خلال تقنية المعلومات والاتصالات وآلياتها وأدواتها المختلفة، ويتبعون الديناميكية العالية في ممارستهم لحياتهم، ونظرتهم للأمور وكيفية أداء الأعمال، كما أنهم لا يميلون إلى قبول الثبات في الوظيفة أو المكان أو الوقت الذي يعملون وينجزون فيه مهامهم.
«الجيل زد»
وقالت نائب رئيس شركة «دي إكس سي» العالمية للتقنية، ماريا باردي، إن «العديد من المسوح والدراسات الحديثة التي خرجت أخيراً تشير إلى أن 40% من الوظائف في السوق الأميركية والأوروبية ستكون بحلول عام 2020 وما بعده، وظائف بدوام غير كامل، جوهرها العمل عن بعد في أي وقت، ويشغلها (الجيل زد) أو الجيل الذي ولد خلال الفترة بين عامي 1997 و2000، الذي يفضل الاستقلالية، ويستخدم أجهزته الخاصة، ويريد العمل عندما يريد ويرغب في أن يعمل بالطريقة التي يريدها هو لا جهة العمل».
من جهته، قدم الرئيس التنفيذي لشركة «آب وورك» للتقنية، ستيفان كاسرييل، خلاصة لدراسة مسحية حول توجهات وخيارات «الجيل زد»، مبيناً أن «هذه الشريحة العمرية تعد أصغر جيل يدخل سوق العمل، ومعظمهم حزم أمره واختار العمل بالطريقة المستقلة، والبحث عن الوظائف والأعمال غير الدائمة».
وأضاف أن الدراسة وصفت «الجيل زد» بأنهم أشخاص رقميون، نشأوا في عالم رقمي، وكانوا حديثو السن حينما ظهر الـ«آي فون» منذ أكثر من 10 سنوات، وعاشوا في مجتمع مشبع بالتقنية، وبالنسبة لهم بات استخدام التقنية يجعل العمل مرناً ومحبباً وأمراً منطقياً لا نقاش فيه.
وتابع كاسرييل أن «أبناء (الجيل زد) يختارون بشكل متزايد أساليب العمل غير التقليدية، التي تناسب نمط حياتهم المفضل أكثر من عمل تقليدي يستمر من الساعة التاسعة إلى الخامسة كل يوم، حيث إنهم شغوفون بما يوفر لهم الحرية والمرونة والإبداع والإنجاز، ولذلك على الشركات أن تقوم بتعديل استراتيجيات التوظيف الخاصة بها من أجل العمل مع أفضل المواهب الشابة التي ستمثل معظم القوى العاملة في السنوات المقبلة».
تقنية المعلومات
وخلال الجلسة، قدم متحدثون من شركات تقنية أخرى شرحاً للدور الذي تلعبه تقنية المعلومات والاتصالات في الدفع بظاهرة «اقتصاد الجيج» إلى الواجهة، لافتين إلى أن هذا الدور تمثل في أنه حدث تنامٍ سريع في سعات وسرعة خطوط الاتصالات، وانخفاض في كلفتها، ما جعل كلفة نقل البيانات والاتصالات عن بعد بين الحاسبات وبعضها بعضاً تنخفض بشكل كبير، ما يغري باستخدامها على نطاق واسع داخل الشركات والمؤسسات، وبينها وبين أفرعها المختلفة.
ومن ناحية ثانية، حدثت طفرة في نظم المعلومات التي تدير حركة العمل داخل المؤسسات والشركات المختلفة، بحيث أصبحت أكثر سهولة وتكاملاً، وبإمكانها إدارة مختلف أوجه العمل، بدءاً من نظام الحضور والانصراف، إلى أعقد العمليات الحسابية والمالية والمرتبات، وشؤون الموظفين وحركة التسويق والمبيعات، والتخطيط ونظم الإنتاج والتوزيع، وإدارة العلاقات مع الشركاء وعمليات صيانة الأصول والموارد، ونظم دعم القرار على جميع المستويات.
وبيّن المشاركون أنه كان من نتيجة التطورات على هذين المستويين (الاتصالات ونظم معلومات الشركات) أن تم تحييد عامل المسافة، وعامل التوقيت، بحيث أصبح بإمكان العامل أو الموظف أن يعمل من أي مكان، وفي أي وقت، ومن خلال أكثر من وسيلة لينجز مهامه، فخفت الحاجة إلى ضرورة وجوده الفعلي الدائم في مقر العمل فترة معينة.
لا قلق من «الروبوتات»
أظهرت دراسة مسحية حول توجهات وخيارات «الجيل زد» أو الذين ولدوا بين عامي 1997 و2000، أن هذا الجيل هو أقل الفئات العمرية قلقاً مما يمكن أن تحدثه «الروبوتات» والذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة من تغييرات في سوق العمل والتوظيف، إذ إنهم يعتبرون أن لديهم مهارات أخرى تجعل «الروبوتات» وتطبيقات الذكاء الاصطناعي تقوم بأقل مما يمكنهم هم القيام به.
• جيل الألفية يميل إلى العمل والإبداع والإنجاز في أي وقت ومكان.