«فيس بوك» تواجه «أزمة قيادة» بعد 4 فضائح
لم يكن عام 2018 مريحاً على الإطلاق بالنسبة لشركة «فيس بوك» الأميركية ومؤسسيها وقادتها، إذ شهد سلسلة فضائح وأزمات حادة انتهت، هذا الأسبوع، بجدل حاد حول كيفية تجاوب وتصرف المديرين التنفيذيين الكبار بالشركة، مع هذه السلسلة من الفضائح والأزمات، وتأثير ذلك في نحو 2.3 مليار شخص يستخدمون موقع «فيس بوك»، لتواجه هذه الشبكة العملاقة، ونحن نقترب من نهاية 2018، «أزمة قيادة» حوّلت مؤسس الشركة، مارك زوكربيرغ، من «رمز» إلى «بؤرة جدل»، وتثار تساؤلات عن مدى قدرته وجدارته بمنصب الرئيس التنفيذي للشركة، ليس هو فقط بل كبار مساعديه وفي مقدمتهم مدير العمليات وأقرب معاونيه، شيري ساندبرغ.
وصلت «أزمة القيادة» في «فيس بوك» إلى ذروتها، الأسبوع الجاري، بعدما نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية تقريراً تحليلياً يزيد على 5000 كلمة، حول تصرفات طاقم المديرين التنفيذيين في الشركة، تلا ذلك اتساع نطاق النقد ليصبح زوكربيرغ وفريقه «تحت المجهر»، بحسب تقرير كتبه محللو موقع «بيزنس إنسايدر businessinsider.com». وأصبح موقع «فيس بوك» نفسه يواجه إمكانية الخضوع لمزيد من القيود من قبل الكونغرس الأميركي، في دورته التي ستبدأ يناير المقبل.
4 فضائح
كانت بداية 2018 غير مريحة على الإطلاق لـ«فيس بوك»، ففي يناير تكشّفت فضيحة التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016، واعترفت الشركة بأنها وجدت أدلة ضد عملاء روس استخدموا الشبكة الاجتماعية لشراء إعلانات حول موضوعات مثيرة للانقسام السياسي، وأنها اكتشفت أكثر من 100 حساب ربما تم ربطها بوكالة أبحاث الإنترنت الروسية.
وفى مارس 2018 تكشفت فضيحة أخرى مرتبطة بالأولى، وهي أن شركة استشارية سياسية، تسمى «كمبريدج أنالتيكا»، حصلت بصورة غير مشروعة على بيانات عشرات الملايين من بيانات مستخدمي «فيس بوك»، لاستخدامها في أغراض سياسية لها علاقة بالانتخابات الأميركية.
وفي سبتمبر 2018 وقع اختراق أمني كبير لـ«فيس بوك»، تسبب في سرقة وتسريب بيانات أكثر من 29 مليون مستخدم، بسبب ثغرة أمنية، وشملت السرقة بيانات تتضمن أرقام هواتف وتواريخ وأمكنة الميلاد.
وخلال أكتوبر الماضي ونوفمبر الجاري، تكشفت تفاصيل فضيحة رابعة، وهي توظيف «فيس بوك» شركة تسويق وعلاقات عامة هي «ديفيرز ببلك أفيرز»، لتشويه منتقديها ومعارضيها من محللين وشخصيات بارزة ومنافسين وصحافيين. ومن أبرز ما قامت به حملة للضغط على الصحافيين، ومهاجمة الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، تيم كوك. كما استخدمت الشركة شبكة «إن تي كيه» الإخبارية لنشر مقالات نقدية ضد «أبل» و«غوغل».
تعامل «فيس بوك»
بحسب ما ورد في تقرير «نيويورك تايمز»، فإن أداء مديري «فيس بوك» في الفضائح الأربع لم يكن كما يجب، ففي فضيحة التدخل الروسي قدّرت «نيويورك تايمز» أن «فيس بوك» عرفت بالنشاط الروسي في وقت مبكر، منذ ربيع عام 2016، أي بأكثر من عام قبل أن تنبه الشركة الجمهور لذلك.
وفي قضية «كمبريدج أنالتيكا»، حاولت «فيس بوك» إخفاء خطورة التساهل في خصوصية البيانات. وبحسب التقرير فإن «فيس بوك» استغرقت نحو ثلاث سنوات لتنبيه المستخدمين حول إساءة استخدام البيانات.
وفي قضية الخرق الأمني، التي وقعت خلال سبتمبر، تبين أن إجراءات التأمين لم تؤخذ بجدية كافية من قبل المديرين التنفيذيين، وأن التصرف والتجاوب لم يكونا سريعين كما يجب.
أما الفضيحة الأخيرة المتعلقة بتشويه المعارضين، فذكر تقرير «نيويورك تايمز» أن «فيس بوك» استخدمت علاقاتها مع واشنطن لتحويل اللوم إلى الخصوم التقنيين، ما دعا بعض الشركاء والمعلنين في «فيس بوك» إلى القول إن الأعمال التي قامت بها شركة التسويق تشير إلى أن مديري «فيس بوك» على استعداد لاستخدام سياسة قذرة لحماية علامتهم التجارية.
وخلص تقرير «نيويورك تايمز» إلى أن مديري «فيس بوك» تجاهلوا علامات التحذير، ثم سعوا لإخفائها عن الرأي العام، وكانوا مشتتين في ما يتعلق بإدارة المشروعات، وتمرير القرارات الأمنية والسياسات إلى مرؤوسيهم.
زوكربيرغ وساندبرغ ينفيان
ردّ مارك زوكربيرغ وشيري ساندبرغ على الانتقادات الموجهة إليهما، قائلَين إن «القول إننا لم نكن مهتمين بمعرفة الحقيقة، أو أردنا إخفاء ما كنا نعرفه، أو كنا نريد منع التحقيقات، ببساطة غير صحيح».
وأشار زوكربيرغ إلى أنه وساندبرغ لم يكونا يعرفان أن «فيس بوك» تستعين بالشركة المشار إليها في تقرير «نيويورك تايمز»، وأنه بعد ظهور التقرير تم إنهاء التعاقد معها. وقال «عندما تدير شركة بها عشرات الآلاف من الموظفين، سيكون هناك أشخاص يقومون بأشياء لا تعرفها داخل الشركة».
• اختراق «فيس بوك» تسبب بتسريب بيانات 29 مليون مستخدم.