أول نموذج تجريبي للنظام يكشف عنه رسمياً في 18 ديسمبر الجاري
الإمارات ضمن 7 دول تقود العمل على مشروع «هايبر لوب» للنقل الذكي فائق السرعة
كشف تقرير حديث عن سبع دول تتصدر العمل على مشروع النقل الذكي فائق السرعة عبر «هايبر لوب»، هي: الولايات المتحدة، والإمارات، وكندا، وفنلندا، وهولندا، والهند، وفرنسا.
وأوضح التقرير أن المشروع في الولايات المتحدة يشرف عليه الرئيس التنفيذي لشركتي «تسلا» للسيارات الذكية ذاتية القيادة، إيلون مسك، في حين يشرف على المشروعات الأخرى، شركة «فيرجين هايبرلوب وان».
أول نموذج
وتفصيلاً، من المنتظر أن يكشف النقاب في 18 ديسمبر الجاري، رسمياً، عن أول نموذج تجريبي لنظام النقل الذكي فائق السرعة عبر الأنفاق الأرضية الذي تصمّمه وتنفّذه شركة الحفر التابعة لصاحب نظرية الحلقة المفرطة «هايبر لوب»، والرئيس التنفيذي لشركتي «تسلا» للسيارات الذكية ذاتية القيادة، و«سبيس إكس» المتخصصة في إنتاج وإطلاق الأقمار الاصطناعية، إيلون مسك.
وبحسب ما أعلنته الشركة، فإن الجمهور سيتمكن من مشاهدة الأنفاق التي شيدتها، وتعمل كباكورة لنظام النقل الذي يستهدف انشاء طرق سريعة للسفر عبر شبكات أنفاق تحت الأرض، تخترق المدن وتعمل بسرعات عالية لنقل الركاب والبضائع من مكان إلى آخر داخل المدينة الواحدة، ومن بلد إلى آخر.
ملخص الفكرة
حتى 17 ديسمبر 2016، لم يكن لدى إيلون مسك، أي شيء يتعلق بعالم الحفر والأنفاق، لكن الضيق الذي أصابه بسبب المرور السيئ في شوارع لوس أنجلوس ذلك اليوم، دفعه للتفكير في اختراع آلة يحفر بها نفقاً تحت الأرض يريحه من عذاب المرور، وها هو يستعد الآن لافتتاح المشروع وعرضه للجمهور.
واستناداً إلى المعلومات الواردة على موقع الشركة boringcompany.com، فإن المشروع يقوم على رؤية تستهدف استخدام باطن الأرض في بناء شبكات طرق ونقل ذكية، وتستند إلى مفهوم الحلقة المفرطة أو «هايبر لوب»، وهي طريقة من شأنها أن تدفع بمركبة فوق زلاجة عبر أنبوب ذي ضغط منخفض، بسرعة، يمكن أن تجاوز سرعة بعض الطائرات. وتعمل هذه الزلاجة بمحركات كهربائية خطية، وتمضي في مسارات محددة وهي مرفوعة عن أرضية المسار بوسائد هوائية يصنعها «التنافر المغناطيسي» أو «الرفع المغناطيسي السلبي»، ما يجعل دفعها وتحريكها سهلاً للغاية وبقليل في استهلاك الطاقة.
وكما يبدو من الفيديو المعروض على الموقع، فإن الأنابيب التي يفترض أن تمر فيها السيارات بسرعات تصل إلى 200 ميل في الساعة، يمكن أن تتخذ شكلاً رأسياً أو أفقياً، أو منحنياً، لإتاحة مرور حر.
سيناريو التشغيل
يبدأ سيناريو التشغيل المقترح، بأن يصادف قائد السيارة في أحد الطرق على سطح الأرض، اختناقاً مرورياً أو بطئاً في حركة السير، وفي هذه الحالة، لن يكون مطلوباً منه سوى الدخول في الحارة المرورية أقصى اليمين، ويقود سيارته حتى يقف فوق واحدة من الزلاجات التي تظهر على ظهر الأرض، والتي ليست سوى سطح مصعد يمثل أحد نقاط الانتقال والعبور إلى نظام النقل الذكي الذي يعمل تحت الأرض.
وبمجرد وقوف السيارة فوق الزلاجة، يحدد الشخص المسار أو الوجهة النهائية التي يرغب في الوصول إليها، ثم تبدأ الزلاجة بالهبوط لأسفل حاملة السيارة فوقها. وعند المستوى الذي يحدده نظام تشغيل شبكة النقل تحت الأرض، تبدأ الزلاجة بالاندفاع بسرعة في أحد الأنفاق المرتبطة بالشبكة، وتحرك السيارة من نفق إلى آخر في مسار محدد خالٍ من العوائق وصولاً إلى نقطة النهاية.
وفي هذه الحالة تكون الزلاجة قد وقفت على رأس مصعد، يرفعها من الشبكة الذكية السفلية، إلى نقطة أو منفذ في الشارع أو الموقع المطلوب الوصول إليه، ليتولى قائد السيارة قيادتها من جديد ويسير بها فوق سطح الأرض.
نقل الركاب
لا يقتصر مشروع إيلون مسك على نقل السيارات فقط، بل يتضمن كذلك خيارات للنقل الجماعي، تتمثل في تشغيل حافلات للركاب، كل منها يتسع لعدد كبير من الأشخاص، وتكون هذه الحافلات متوقفة فوق الزلاجات بشوارع المدينة على سطح الارض، ومعلوم مكانها ومسار رحلاتها وتوقيتاتها، وعندما تمتلئ بالعدد المطلوب من الركاب، تهبط الزلاجة بها من سطح الأرض إلى شبكة النقل الذكية تحت الأرض، وتسير بسرعات عالية حتى تصل إلى أهدافها النهائية، لتظهر فوق سطح الأرض من جديد، كما هو الحال مع سيناريو نقل المركبات.
مشروعات أخرى
لم يعد مشروع مسك هو الوحيد من نوعه في مشروعات النقل القائمة على نظرية «هايبر لوب»، إذ إن هناك شركة «فيرجين هايبرلوب وان»، التي تدير مشروعاً للنقل فائق السرعة، وتختبره في صحراء نيفادا الأميركية. وتوصلت الشركة إلى سرعات في الأنفاق وصلت الى 240 ميلاً في الساعة في آخر تجربة عملية نفذتها قبل أسابيع.
كما أن هناك مشروعات يجري العمل عليها للنقل الذكي فائق السرعة عبر «هايبر لوب»، في دولة الإمارات، وكندا، وفنلندا، وهولندا، والهند، وفرنسا.
مشروع أوروبي
قالت شركة «فيرجين هايبر لوب»، في يونيو 2018، إن لديها خططاً لمشروعات محتملة في تسع طرق أوروبية، تربط 75 مليون شخص، وتنتشر على مساحة 5000 كيلومتر. وأكدت أنها حصلت على وعد من السلطات الفرنسية ببناء مسار تجريبي بطول 220 متراً، يتبعه مسار أطول بثلاث مرات في عام 2019.