«الاستماع المباشر».. خاصية تحوّل «آي فون» و«إير بودز» إلى ميكروفون للتجسّس
قبل أن تخرج هواتف «آي فون» الجديدة من مشكلتها الكبيرة المتعلقة بانخفاض المبيعات، وتأثير ذلك في قيمة أسهم الشركة وتراجعها عن المركز الأول، باعتبارها أكثر شركات التقنية قيمة في الأسواق، دخلت الهواتف في دوامة جديدة خلال الأيام الماضية، بعد إضافة خاصية جديدة لسماعات «إير بودز» AirPods العاملة معها، إذ تبين أنه يمكنها تحويل الهاتف والسماعة معاً إلى ميكروفون للتجسس والتنصت على المحيطين دون علمهم عبر خاصية الاستماع المباشر.
وقد اكتشف بعض المستخدمين هذه الخاصية، ونشروا تفاصيلها في سلسلة تغريدات متوالية عبر «تويتر»، وسرعان ما انتشر الأمر بصورة واسعة، وبلغ عدد التغريدات 47 ألف تغريدة خلال اليومين الأولين لاكتشاف الأمر، مسبباً مخاوف لدى زملاء العمل والأصدقاء والجيران من هذه الخاصية.
ولفت هذا الأمر اهتمام العديد من الخبراء والمتابعين، ونشرت هذه المخاوف مواقع تقنية كبرى، وفي مقدمتها قسم التقنية بموقع «بيزنس إنسايدر»، وموقع «بي سي» وموقع «تيك ريبابليك».
آلية العمل
أصل الفكرة وراء هذه الخاصية، أن يعمل جهاز «آي فون» وسماعة «إير بودز» كنظام متكامل يخدم من يعانون مشكلات في السمع، فبدلاً من أن يكون لديهم نظام سمعي طبي متخصص في ذلك، فإن هاتف «آي فون» يقوم بوظيفة الميكروفون الذي يلتقط الأصوات، فيما تقوم سماعة «إير بودز» الخاصة بالهاتف بدور السماعة الطبية المتخصصة.
وقد تعاونت «أبل» مع كبار المصنّعين لإنشاء معالجات سمعية ومعالجات صوت مصممة خصيصاً لأجهزة «آي فون» وسماعات «إير بودز»، وتوصلت إلى تضمين مكونات أجهزة السمع المتقدمة في «آي فون» و«إير بودز»، وربطتها بنظام التشغيل الخاص بها «آي أو إس»، ثم طرحت هذا التحديث كاملاً ليعمل مع الطرز الجديدة من «آي فون» و«إير بودز».
وكنوع من التسهيل على الذين يعانون ضعفاً في السمع، فقد جعلت «أبل» هذا النظام يعمل بمجرد توجيه هاتف «آي فون» نحو الشخص، أو الذي ينخرط معه المصاب بضعف السمع، في محادثة، ويقرّبه إليه، ليقوم «آي فون» بالعمل كميكروفون، يلتقط الصوت، ثم تنقّي أنظمة السمع المتقدمة في الجهاز الصوت لحظياً من الضوضاء العالقة به، وتنقله بصورة حية إلى سماعة «إير بودز» التي يرتديها المصاب، وهنا يمكن ضبط درجة الصوت بها لتناسب الحالة المرضية أو الإصابة، بما يجعل الشخص قادراً في النهاية على الاستماع بوضوح لمن يتحدث معه.
كيفية التشغيل
ولأن هذه الخاصية مصممة بالأساس لخدمة أشخاص لديهم إعاقة سمعية، فقد تعمدت «أبل» تبسيط اجراءات تشغيلها، فجعلت من الممكن الوصول إلى أوامر التشغيل من خلال صفحة إعدادات «آي فون» العادية، وذلك من خلال ضغط الشخص ثلاث مرات فوق مفتاح الصفحة الرئيسة، ثم القاء نظرة على حالة البطارية، ثم التأكد من اقتران الهاتف بسماعات «إير بودز»، وبعد ذلك يختار طريقة نقل الصوت للسماعات حسب نوع الإصابة أو حالة الأذن التي تم تشخيصها طبياً، كأن يختار أن تعمل السماعتان معاً أو بصورة منفصلة.
ويمكن الاستفادة من هذه الخاصية في الأماكن الصاخبة مثل المطاعم، ومحطات الحافلات، والمصانع من دون الحاجة الى الاعتماد على أجهزة متخصصة في السمع.
سوء الاستخدام
بدأ العديد يستكشفون هذه الخاصية، ويستخدمونها على النحو الذي يحلو لهم، ومع التشغيل الفعلي، تبين أن هواتف «آي فون» تلتقط الصوت بوضوح، وتنقّيه وترسله عبر «بلوتوث» لمسافات بعيدة، كما تبين أن «إير بودز» قادرة على التقاط الأصوات بنقاء، وإرسالها بصورة حية إلى أذن من يرتديها، بل والأكثر أن الأمر لا يتوقف عند النقل والبث الحي فقط، بل يمكن تسجيلها على «آي فون» للاستماع اليها لاحقاً.
ومن هنا انحرف البعض باستخدام هذه الخاصية، وراحوا يخفون «آي فون» في المكان الذي يريدون التنصت والتجسس عليه، ثم يذهبون بعيداً بسماعاتهم، يلتقطون ويسمعون ويسجلون ما يدور حول الهاتف من محادثات وأصوات، ويمكن أن يظل ذلك لفترات طويلة، ما دامت بطارية الهاتف والسماعة قيد العمل.
حالات تجسّس
وسجل البعض حدوث حالات تجسس وتنصت بين موظفين ورؤسائهم في العمل، إذ راح الموظف يستمع ويتجسس على ما يقوله المدير في مكتبه، أو وهو بعيد عنه، بمجرد أن ترك هاتفه بالقرب منه، أو في بعض الأحيان وجه الميكروفون نحوه من بعد.
وتحدّث مستخدمون آخرون عن حالات استخدم فيها الأزواج «آي فون» للتجسس والتنصت، بمجرد ترك الهاتف في مكان مخفي بالغرفة أو المكان الذي يوجد فيه الزوج، ليستمع الطرف الآخر عبر «إير بودز».
وأوردت بعض التغريدات التي تناولت الأمر، نجاح البعض في استخدام هذا النظام كوسيلة للغش في الامتحانات والاختبارات الدراسية، إذ يرتدي الطالب السماعة، لتنتقل إليه الإجابات من مكان بعيد يوجد به الهاتف.
المسافة الفاعلة
قدّر بعض المستخدمين المسافة التي تعمل بها خاصية الاستماع المباشر بما يراوح بين 10 أمتار و15 متراً، آخذاً في الاعتبار وجود جدران وحواجز من عدمه، ذلك أن «أبل» تستخدم الجيل الأحدث من تقنية «بلوتوث» الذي يطيل المدى الذي تعمل به السماعة، ويرفع قدرتها على التواصل مع الهاتف عبر مسافة أطول.