تستخدم المرايا لمزج صورتين في «واحدة».. وتساعد على رؤية التصميمات الثلاثية
شركة ناشئة تطرح نظارة واقع افتراضي تعرض الصور بدقة شبكية العين
كشفت شركة تقنية ناشئة عن نظارة واقع افتراضي، استطاعت الوصول بمستوى الدقة والوضوح في الصور التي تعرضها إلى مستوى الدقة والوضوح الذي يفترض أن شبكية العين البشرية تعمل به وتحققه. وتعمل النظارة الجديدة «فارجو في آر -1» بتقنية الواقع المختلط، وتضم مرآتين تعرضان صورتين للشيء الواحد، ثم تمزجانهما في صورة واحدة عالية الدقة، حيث يمكنها عرض التصميمات ثلاثية الأبعاد والأشياء التي تظهر في نظم المحاكاة، داخل مصانع الطائرات والسيارات، ومراكز تصميم العقارات وغرف العمليات في المطارات ومراكز المراقبة الجوية والبحرية وغيرها.
وتم عرض النظارة الجديدة بسعر يصل إلى 6000 دولار خلال فعاليات معرض متخصص في أجهزة ونظم الواقع الافتراضي، جرى تنظيمه على نطاق ضيق في مدينة نيويورك الأميركية، أخيراً، وشاركت فيه الشركات المصنعة للنظم المتقدمة في الواقع الافتراضي، التي تعمل مع التطبيقات الاحترافية المتخصصة بالمؤسسات الكبرى.
أعلى مستويات الوضوح
أفاد موقع «سي نت نيوز» بأن شركة ناشئة تدعى «فارجو» أسسها ويديرها مجموعة من الموظفين والخبراء السابقين في شركتي «مايكروسوفت» و«نوكيا»، أنتجت النظارة الجديدة، مشيراً إلى أنه خلال الكشف عن تفاصيل النظارة، قال مسؤولو الشركة إنها مصنعة بحيث تحقق مستوى من الدقة في العرض يصل إلى المستوى الذي تعمل به شبكية العين البشرية، الذي تصل فيه درجة الوضوح والدقة في عرض الصور إلى «60 بيكسل للدرجة الواحدة فأكثر»، وهو مقياس متعارف عليه في وصف كثافة النقاط المستخدمة في عرض الصورة المرئية.
ونقل الموقع عن الشركة أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها عرض نظارة واقع افتراضي تحقق تلك الدرجة من الوضوح والدقة في ما تعرضه من صور أمام عين المشاهد، وذلك لأنها مزودة بمرآتين للتعامل مع الصورة الواحدة، ثم مزج صور المرآتين في واحدة، ما يحقق أعلى مستويات الدقة والوضوح، على طريقة شبكية العين التي تكون الصورة الواحدة مما تلتقطه عينا الإنسان معاً وتجمعهما في صورة واحدة.
الجمع بين مستويين للدقة
وأوضحت الشركة المنتجة لنظارة «فارجو في آر -1» أنها تعمل بمستوى دقة مكون من مستويين، الأول هو مستوى الدقة (1920× 1080 بكسل) بتقنية «أو إل إي دي»، والثاني (1440× 1600 بيكسل) بتقنية «إيه إم إو إل إي دي»، حيث يقوم كل مستوى بالعمل على نصف مرآة أو مرآة صغيرة، ثم يتم مزجهما معاً وعرضهما أمام عين المشاهد، لإنشاء جزء فائق الدقة عالي الوضوح في المركز، تماماً مثل بؤرة الرؤية في شبكية العين البشرية.
وأضافت أن النظارة تتضمن أسلوباً آخر للتتبع يطلق عليه «20/ 20» الذي طورته أخيراً، معتبرة أن هذا الأسلوب سيجعلها أفضل من أقوى المنافسين وأكثرهم دقة، وأبرزهم نظارة «فيف بروآ ي»، التي تنتجها شركة «إتش تي سي».
وبينت الشركة أن تأثير هذا الأسلوب ظهر بصورة كبيرة في التجربة الخاصة بعرض محاكاة لمراقبة الحركة الجوية داخل أحد مطارات بولندا، حيث ظهر المطار على النظارة، وفيه الطائرات التي تقلع وتهبط، وتلك الواقفة على مدرج الإقلاع، وكذلك سيارات الأجرة، وسيارات الشحن والتفريغ، وعمليات نقل الركاب وغيرها، فضلاً عن جميع المعلومات التي يتم عرضها على شاشات العرض بالمطار، وتظهر بها قوائم الرحلات، ومحطات الوصول والمواعيد والتأخيرات وخلافه.
عروض حية
وكانت «فارجو» أتاحت للزوار والمشاركين في المعرض من الخبراء والإعلاميين اختبار نظارتها الجديدة بصورة عملية، إذ تضمنت عروضاً لرؤية واقع افتراضي في مجالات مختلفة، من بينها عرض تصميمات السيارات الجديدة بصورة ثلاثية الأبعاد، عالية الوضوح، تخدم مراكز تصميم السيارات، إضافة إلى أنشطة عرض الطرز الجديدة في معارض السيارات الكبرى، إلى جانب عرض محاكاة لقمرة قيادة طائرة وسفينة عملاقة، تستخدم في عمليات التدريب والمتابعة واختبار الخصائص والتصميمات الجديدة، ثم عرض لقمم جبلية بمناطق اليابان والهملايا والتبت وغيرها، ما يحتاجه المستكشفون والمتخصصون في بحوث البيئة والسياحة والسفر والمغامرات.
وتضمن العرض أيضاً استخدام النظارة في التعرف إلى التفاصيل الدقيقة للتماثيل، والتغييرات الصغيرة للغاية في عمليات طلاء الجدران، وملاحظة الظلال التي تخلفها الفرشاة المستخدمة في الطلاء أو الرسم، من دون ظهور أي «تنقيط» في الصورة عند تقريبها.
أبرز العيوب
أوضح موقع «سي نت نيوز» أن أبرز العيوب في نظارة «فارجو في آر -1» الجديدة، يتمثل في أن مستوى الدقة المبهر الذي يناظر دقة شبكية العين يتحقق بصورة كاملة في مركز الرؤية، أو بؤرة النظر داخل الصورة، ويخفت إلى حد ما على المحيط والأطراف، حيث لوحظ أن مستوى الدقة ينخفض من 60 بيكسل على الدرجة الواحدة في منطقة المركز إلى 16 بيكسل على الدرجة الواحدة في بعض مناطق الأطراف، وهو تحد يتعين على الشركة المنتجة التغلب عليه. كما يضاف إلى ذلك، أن السعر المرتفع للنظارة (6000 دولار) فأكثر، يمثل حاجزاً كبيراً أمام النظارة وأحد أبرز عيوبها، إذ إن هذا السعر سيجعلها محدودة الانتشار، وليست في متناول جميع المستخدمين.