10 عوامل تمنع انهيار «تسلا» ومؤسسها ماسك
طفت إلى السطح، أخيراً، موجة جدل حول مصير شركة «تسلا»، أكثر الشركات الرائدة في تقنية معلومات ونظم القيادة الذاتية للسيارات العاملة بالكهرباء عالمياً، ومؤسسها ورئيسها التنفيذي، إيلون ماسك، الذي يعد أبرز الأيقونات العالمية حالياً في مجال الإبداع بتقنية المعلومات.
جاءت هذه الموجة في أعقاب تقارير تحدثت عن أن «تسلا» وماسك، سيلقيان مصير شركة «ثيرانوس» ومؤسستها إليزابيث هولمز، التي عملت في مجال تقنية المعلومات الطبية، وتحديداً في نظم تحليلات الدم السريعة الرخيصة الفائقة الدقة المعتمدة على تقنية المعلومات، والتي انتهت إلى فشل ذريع، وتبين أنها «وهم كبير» بدد الشركة تماماً، وقاد مؤسستها إلى اتهامات جنائية عقوبتها السجن.
وبدأت هذه الموجة من الجدل داخل أروقة «بورصة وول ستريت» بعد أداء سيئ لسهم «تسلا»، خلال الفترة الأخيرة. وظهرت وجهات نظر تقول بأن «تسلا» ومؤسسها إيلون ماسك يمضيان على طريق ثيرانوس نفسه، لكونهما ينطويان على قدر كبير من الوهم والغموض، المتمثل في وصول الشركة إلى أكثر من 15 سنة من العمر، وطرحها للاكتتاب العام قبل تسع سنوات، من دون أن تتوازن أو تحقق أرباحاً قوية ومستقرة لمساهميها حتى الآن.
لكنَّ تقريراً مضاداً نشره محللو موقع «بيزنس إنسايدر» businessinsider.sg، في 15 أبريل الجاري، أكد أنه من الصعوبة الشديدة، إن لم يكن من المستحيل، أن تواجه «تسلا» مصير «ثيرانوس»، لوجود 10 اختلافات بين الحالتين على النحو التالي:
منتج مفهوم
كان المنتج الأساسي لشركة «ثيرانوس» عبارة عن جهاز يسمى «إديسون» يعمل بعينة دم صغيرة، ويسرع التشخيص، ويخفض التكاليف، ويعمل في مختبرات التحاليل الكبيرة والمتوسطة والصغيرة الحجم، لكن الجهاز ظل طوال الوقت أمراً غامضاً، ولم يعمل أبداً.
في المقابل، فإن المنتج الرئيس لـ«تسلا» هو سيارة، كل أسس تصنيعها معروفة ومختبرة ومجربة، وكل نظم تقنيات المعلومات العاملة بها مفهومة، فضلاً عن كونها منتجاً حقيقياً من السهل جداً معرفة مواصفاته.
الشفافية والحجب
تأسست «تسلا» قبل 15 عاماً، لكنها طرحت للاكتتاب العام في 2010، وقد أجبرها القانون على كشف بياناتها المالية أربع مرات في السنة، ما يعني أنها عاشت فترة من عمرها في شفافية مالية، شأن أي شركة أخرى مسجلة بالبورصة، أما «ثيرانوس» فتأسست عام 2003، وظلت حتى انهيارها في 2018 دون أي التزام قانوني بالإبلاغ عن بياناتها المالية.
إبداعات متعددة
كانت «ثيرانوس» الشيء الوحيد الذي قامت به مؤسستها إليزابيث هولمز، من دون أن تكون لديها خلفية في مجال الأعمال أو الشركات الناشئة، أما إيلون ماسك فقد أسس أولى شركاته عام 1999، ودخل في شراكة انتهت بتأسيس أفضل شركة للمدفوعات الإلكترونية هي «باي بال»، التي باعها ليؤسس «تسلا» و«سبيس إكس» معاً.
عوامل منافسة
تم بناء نموذج عمل «ثيرانوس» بأكمله على عامل واحد هو المنافسة في السعر، من خلال جعل عملية فحص الدم أرخص مقابل التحليلات القائمة، أما «تسلا» فقدمت منتجاً باهظ الكلفة، ينافس في التقنية العالية والأمان والراحة، والوقود النظيف من الكهرباء، والتوافق مع البيئة.
فرص التقييم
انهارت «ثيرانوس» دون أن تحصل الأسواق على فرصة لتقييمها بشكل صحيح، لكن «تسلا» توفر العديد من الطرق لتقييم إخفاقاتها ونجاحاتها طوال الوقت، وتوثيق حتى خسائرها أولاً بأول، ومن ثم فإن من يتشكك فيمكنه عدم شراء أسهمها، أو يحتفظ بأسهمها أو يبيعها.
عمل تحت الضغط
ظلت إليزابيث هولمز تعمل في «ثيرانوس» دون قلق أو ضغوط واقعة عليها من المستثمرين وحملة الأسهم أو المستهلكين، فهي ليست مطروحة بالبورصة، وليس لديها منتج يتعامل معه المستهلكون، أما إيلون ماسك فهو مثقل طوال الوقت بضغوط حملة الأسهم، وبمن يشترون ويستخدمون سيارات «تسلا» ويقودونها على الطرق.
شركة تجارية
أنشئت «ثيرانوس» وانهارت دون أن تصبح فعلياً «شركة تجارية» بالمعنى المحدد، لكن «تسلا» كانت منذ البداية شركة تجارية، بدأت ببيع بضعة آلاف من سيارة واحدة هي «رودستر»، ثم بدأت تبيع السيارة «سيدان إس»، ثم طرحت الطراز الثالث نهاية العام الماضي، الذي أدى إلى تحسين المبيعات بنسبة 100%.
رؤية واضحة
ظلت إليزابيث هولمز تتحدث دوماً عن أنها تسعى ليعيش الناس حياة أكثر صحة، عبر تبسيط التشخيص والاختبار وخفض التكاليف، وكان ذلك هدفاً غامضاً دون آلية محددة، أما ماسك فيتحدث عن أشياء محددة واضحة، مثل التحول للوقود النظيف، والقيادة الآلية الآمنة.
منتج صامد
بمجرد تبيُّن أن الفرضيات التي تتبعها «ثيرانوس» خاطئة علمياً وعملياً، انهارت وتلاشت لأنه لم يكن لديها منتج يمكنه الصمود أمام ذلك، أما «تسلا» فلديها منتجاتها على أرض الواقع، ومن يشكك في أنها تصنع سيارات سيئة، يمكنه إعادتها للشركة، أو بيعها لشخص آخر متحمس لها.
قاعدة معرفية
تستند «تسلا» في أعمالها إلى قاعدة معرفية علمية مستقرة، معروفة على نطاق واسع في صناعتي السيارات والتقنية معاً، أما «ثيرانوس» فكانت تقوم على ما سمته ثورة في علم الاختبارات الطبية غير معهودة من قبل.