في دراسة مقارنة بين «عملاقَي» تلفزيون الإنترنت الرقمي وبث الفيديو الحي

«نيتفليكس» تتفوّق على «هولو» بالمحتوى الأصلي مقابل السعر

«هولو» خفّضت أسعارها أخيراً بصورة وصفها المحللون بأنها «عدوانية» ضد «نيتفليكس». من المصدر

أظهرت دراسة مقارنة حديثة، أجراها موقع «سي نت نيوز» المتخصص بالتقنية، أن هناك تنافساً حاداً بين خدمتي «هولو» و«نيتفليكس» لتلفزيون الإنترنت الرقمي وبث الفيديو الحي عبر الانترنت، اللتين تعدان الأكثر انتشاراً عالمياً، حيث تركزت المنافسة بين الخدمتين على التخفيض الكبير للأسعار من جانب «هولو»، مقابل تركيز «نيتفليكس» على المحتوى الأصلي المميز والحصري.

وكشفت نتائج الدراسة، التي نشرها الموقع أخيراً، أن تلفزيون الإنترنت الرقمي أصبح منافساً قوياً للتلفزيون التقليدي، مع سيطرة مفهوم المشاهدة حسب الطلب، وفقاً لرغبات المشاهد.

وحددت الدراسة نقاط الضعف والقوة في المنافسة بين خدمتي «هولو» و«نيتفليكس»، وتتمثل بما يلي:

عدد المشتركين

بلغ عدد المشتركين في خدمة «نيتفليكس» 140 مليون شخص من مختلف أنحاء العالم وليس من الولايات المتحدة فقط، ما يجعل «نيتفليكس» الخدمة الأكثر شعبية في مجال التلفزيون الرقمي، وليس خدمة تخصصية يعرفها البعض ولا يعرفها البعض الآخر، وهو ما يقدم دلالة على سطوع التلفزيون الرقمي المبثوث عبر الانترنت بمحتواه المرن القابل للتخصيص حسب الطلب والرغبة، وتوجه التلفزيون التقليدي القائم على البث في اتجاه واحد من محطات الارسال لأطباق الاستقبال للأجهزة المنزلية.

الأسعار

خلال السنوات الأخيرة، تصدرت خدمة «نيتفليكس» كرائد متميز لتلفزيون الانترنت الرقمي، لكن مع اتساع رقعة المشاهدين والمشتركين، والتحول النوعي في صناعة البث والترفيه والإعلام، أصبح هناك الكثير من المنافسين الذين يتطلعون إلى أخذ مكانة «نيتفليكس» أو التنافس معها على «الكعكة الجديدة» المتمثلة في سوق التلفزيون الرقمي الجديد عبر الانترنت. وواحدة من أكثر الخدمات المنافسة من حيث الشعبية والانتشار والقوة هي خدمة «هولو»، التي قامت في الأشهر الأخيرة ببعض التحركات للمنافسة بشكل أفضل ضد «نيتفليكس»، وخفضت أسعارها بصورة وصفها المحللون بأنها «عدوانية»، حيث خفضت الأسعار إلى ستة دولارات في الشهر، مقابل مشاهدة الآلاف من الافلام عالية الدقة، المصحوبة بإعلانات، و12 دولاراً من دون اعلانات، كما قدمت عرضاً آخر يتضمن حزمة خدمات، من بينها خدمة موسيقى «سبوتيفاي» كاملة بصورة مجانية، فضلاً عن بعض الألعاب الالكترونية الشبكية المحببة، كأشياء إضافية.

أما أسعار «نيتفليكس» فتراوح بين تسعة دولارات كسعر أساسي لمواد تبث على جهاز واحد، و13 دولاراً لمواد تبث على جهازين، و16 دولاراً لمواد تبث على أربعة أجهزة، ويتضمن ذلك أفلاماً وعروضاً، ومحتوى أصلياً متاحاً فقط على «نيتفليكس».

المحتوى

لا تنشر «نيتفليكس» أرقاماً محددة عن المحتوى الموجود لديها، وإن كانت قد ذكرت أنها قدمت 569 عرضاً تلفزيونياً أصلياً، العام الماضي، و4010 أفلام. اما خدمة «هولو» فقدمت بيانات تقول إن لديها 85 ألف حلقة تلفزيونية متاحة للعرض، تشكل 2900 مسلسل، فضلاً عن 2500 فيلم.

ويختلف النهج المتبع في الخدمتين في كثير من النواحي، حيث إن خدمة «هولو» تقدم تلفزيوناً تقليدياً اكثر من خدمة «نيتفليكس»التي تركز على المحتوى الاصلي المنتج خصيصاً لها، وتتضمن خدمة «هولو» بث قنوات مثل «فوكس» و«إيه بي سي» و«إن بي سي» و«سي إن إن» و«بي بي إس» وغيرها، بينما «نيتفليكس» تملك حقوق توزيع وبث انتاج معظم استوديوهات الافلام والبرامج التلفزيونية، مثل «إن بي سي» و«سي بي إس» و«وارنر»، لكن أقوى نمط هو المحتوى الأصلي الخاص بـ«نيتفليكس» نفسها.

العنصر الأهم

بينت دراسة موقع «سي نت نيوز»، أن المحتوى الأصلي هو العنصر الأهم في سباق عمالقة تلفزيون الإنترنت الرقمي، وهو الأمر الذي تملكه خدمة «نيتفليكس» وتتفوق فيه.

وفي رأي المحللين القائمين على الدراسة فإن المحتوى الاصلي لا ينضب لدى «نيتفليكس»، مشيرين إلى حصول «نيتفليكس» على البث الحصري لفيلم «روما» الفائز بجوائز الأوسكار، فضلاً عن تقديمها بعضاً من أفضل العروض والافلام، إضافة إلى حصولها على البث الحصري لفعاليات بعض المهرجانات العالمية المهمة، إلى جانب الأفلام الوثائقية الحصرية، والكثير من محتوى الجريمة الحقيقية.

أما بالنسبة لـ«هولو»، فأفاد المحللون بأن ليس لها هذا الثراء في النسخ الأصلية، لكنهم لفتوا إلى أن جوهرة التاج بالنسبة لها هي عروض «حكايات الخادمة»، التي هي واحدة من أفضل العروض خلال السنوات القليلة الماضية، في حين أن العروض الأخرى التي تقدمها «هولو»، حصلت على تقييم «مستوى منخفض» مع بعض الثناء من قبل النقاد.

تويتر