«آي روبوت» تطرح جيلاً جديداً من روبوتات المنازل الذكية
مع الجيل الجديد والمختلف كلياً من الروبوتات المنزلية، سيتغير مفهومك عن المنازل الذكية بصورة جذرية، إذ لن يعود المنزل الذكي هو ذلك الذي يضم شبكة تدير أجهزة التلفزيون، والتكييف، والستائر، والحاسبات المنزلية، وكاميرات المراقبة، والهواتف الذكية، بل سيكون هو المنزل الذي يضم شبكة من الروبوتات أشبه بفريق «أوركسترالي» يعمل كل أفراده بصورة متناغمة متزامنة منسجمة، لتنفيذ مهام منزلية متنوعة، من التنظيف، والطبخ، والترتيب، وجز عشب الحديقة، وإدارة نظام الإنارة والتكييف، والستائر، وأنظمة الترفيه والاتصال، وكل ذلك بسلاسة وراحة، وبهدوء تام، بعيداً عن الأوامر الصوتية في أجهزة «غوغل هوم»، و«أمازون إيكو» و«أبل سيري».
حول هذا المفهوم المختلف من الروبوتات المنزلية، وأنظمة المنازل الذكية، ستدور الكلمة الافتتاحية التي سيلقيها الرئيس التنفيذي لشركة «آي روبوت» الأميركية، إنجل كولن، أمام «مؤتمر أمازون للذكاء الاصطناعي والروبوتات»، الذي يبدأ أعماله في مدينة «لاس فيغاس» الأميركية بعد غد الثلاثاء.
روبوتات منزلية
في ورقة تمهيدية حول هذا المفهوم والتقنيات المرتبطة به نشرها كل من موقع المؤتمر remars.amazon.com، وموقع «تيك ريبابليك» للتقنية، شرح كولن كيف استخدمت شركته علوم البيانات والحوسبة السحابية ومنهجية «ديفوبس» للبرمجة، وتعني «التطوير أثناء التشغيل»، في الوصول للمفهوم الجديد القائم علي بناء فريق «أوركسترالي» من الروبوتات المنزلية، ليكون هو الأساس في المنزل الذكي، كبديل مختلف جذرياً عن المفهوم الذي يعمل به عمالقة التقنية الكبار الآن، مثل «غوغل»، و«أمازون»، و«سيسكو»، و«أبل»، والذي يحصر فكرة المنزل الذكي في شبكة معلومات، مقام عليها سلسلة من الأنظمة، وترتبط عبر الإنترنت بوصلة عالية السرعة.
«رابط البصمة»
تستند فكرة فريق الروبوتات «الأوركسترالي» داخل المنزل إلى تقنية جديدة مبتكرة طورتها شركة «آي روبوت» تعرف باسم «رابط البصمة»، والمقصود بها أن تكون هناك «بصمة برمجية» أو مكون رئيس من الأكواد البرمجية موجود بصورة موحدة في جميع الروبوتات المنزلية، لتشكل القاعدة التي تتصل وتتناغم وتتعرف بها الروبوتات إلى بعضها بعضاً، وتسمح لها بالتواصل والتفاعل المشترك أثناء العمل، مع الإبقاء على مساحة جزئية من الأكواد البرمجية التي تختلف من روبوت إلى آخر.
والهدف من «رابط البصمة» أن تتفاعل الروبوتات مع بعضها بعضاً، وتنسق العمل وترتبه داخل المنزل دون تدخلات بشرية لتوجيهها أو ضبط إيقاعها في العمل، ولتحقيق هذا الهدف، تعتمد الروبوتات بصفة أساسية على المعلومات المكانية التفصيلية التي تخصها داخل المنزل، فروبوت يعمل في المطبخ سيتعامل مع بيانات مكانية مختلفة عن روبوت يعمل في غرفة المعيشة والاستقبال، عن روبوت ثالث في الحديقة، أو رابع ينظف السيارة، وهو أمر غير موجود في نظم المنازل الذكية الحالية التي تقوم على فكرة تأدية وظيفة بعينها، دون اعتبار كبير لتفاصيل المكان وبياناته المتغيرة على مدار اليوم.
يشير كولن إلى أن إطلاق هذه الروبوتات الجديدة يعد أول دورة للمنتجات التي تمثل الجيل الثاني من منتجات الشركة أو «آي روبوت 2» التي تتضمن لغة تصميم جديدة ومنصة برمجية مشتركة، وتستند إلى الفهم المكاني كأساس للعمل، وبحسب قوله، فإن ما تقوم به الشركة هو الانتقال من مرحلة «من يشتري هذا الروبوت؟» إلى مرحلة: «من يستمتع بهذه الخدمة؟».
«رومبا» و«برافا»
من المقرر أن تعرض شركة «آي روبوت» خلال المؤتمر أول فريق روبوتات «أوركسترالي» تم اعداده وتجهيزه للطرح في الاسواق فعلياً، وهذا الفريق مكون من روبوتين، الأول يحمل اسم «رومبا إس 9»، ويعمل كمكنسة كهربائية ذكية، والثاني يحمل اسم «برافا جيت إم 6» ويعمل كممسحة ذكية لتنظيف الأرضيات بالماء.
وعرضت الشركة على موقعها irobot.com فيديو قصيراً، يظهر فيه الروبوتان «رومبا» و«برافا» وهما يعملان معاً بصورة متناغمة متزامنة، ويتحدثان معاً وينسقان العمل، في تطبيق أولي لفكرة فريق الروبوتات «الأوركسترالي»، ولطريقة شركة «آي روبوت» الجديدة في البرمجة وعلوم البيانات والتصميم والذكاء الاصطناعي وبناء الروبوتات.
من المقرر أيضاً أن ينضم للفريق عضو جديد خلال فترة قصيرة هو الروبوت «تيرا» المخصص لجز العشب بالحدائق، وأكدت الشركة أن الروبوت يعمل بصورة تجريبية في الولايات المتحدة، ويباع تجارياً بالفعل في ألمانيا.
يعمل الروبوتان «رومبا» و«برافا» بمعالجات «سناب دراغون» من «كوالكوم»، مع ذاكرة الكترونية موسعة، ومن خلال «رابط البصمة»، يستطيعان تبادل خرائط المنزل، ومعالجة الوظائف المطلوبة واحدة تلو الأخرى بحسب ترتيبها المنطقي، وفي الوقت نفسه تلقي الأوامر والتعليمات من صاحب المنزل عبر تطبيق «آي روبوت» على الهاتف المحمول الذكي.
أسعار الأجهزة
يتضمن الروبوت «رومبا» فرشاة مطاطية تحتوي على قطع متطورة لالتقاط الأتربة، ومزودة بأجهزة استشعار ثلاثية الأبعاد وتنتج في طرازين: الأول بسعر 999 دولاراً (3659 درهماً)، والثاني بـ1299 دولاراً (4757 درهماً).
أما الروبوت «برافيا» فوظيفته التنظيف بالماء في الأماكن التي ينتهي منها «رومبا»، ويصل سعره إلى 1828 درهماً.