سحب «ماك برو» وإيقاف «بيكسل سليت» ونفي اختراق التلفزيونات الذكية
حدثت خلال اليومين الماضيين ثلاثة «تراجعات» من قبل ثلاثة من عمالقة شركات التقنية، حيث تراجعت شركة «أبل» الأميركية عن الاستمرار في بيع ودعم حاسباتها المحمولة «ماك برو»، داعية إلى سحبها وإرجاعها من الأسواق، لعلاج خلل في البطارية، يجعل حرارتها ترتفع وتشكل خطراً على المستخدمين، فيما تراجعت شركة «غوغل» عن إنتاج حاسبها اللوحي الذي يحمل علامتها التجارية ويطرح بالأسواق تحت اسم «بيكسل سليت»، مؤكدة أنه لا يفي بالغرض ولذلك قررت إيقافه، بينما تراجعت شركة «سامسونغ» الكورية الجنوبية عن فكرة إصابة التلفزيونات الذكية بالفيروسات، التي أطلقتها الأسبوع الماضي، وسبّبت موجة واسعة من السخرية تجاه الشركة، مؤكدة أن هذا الأمر لم يحدث حتى الآن، ولا يتوقع حدوثه في المستقبل القريب.
وكانت الشركات الثلاث نشرت أنباء تلك التراجعات، التي تناولتها مواقع تقنية عدة، على مواقعها الرسمية. وأفاد تقرير لموقع «بي سي وورلد» المتخصص في متابعة الأجهزة الاستهلاكية التقنية، بأن هذه التراجعات تعد من الخطوات التصحيحية التي غالباً ما تقدم عليها الشركات على اختلاف أحجامها وأنواعها، حفاظاً على مستهلكيها أو استثماراتها الحالية والمستقبلية.
التلفزيونات الذكية
وتحت عنوان «تلفزيونك الذكي لا يصاب بالفيروسات»، عادت «سامسونغ» لتعالج ما قال عنه المراقبون إنه خطأ وقع فيه قسم الدعم الفني للتلفزيونات الذكية التابعة لـ«سامسونغ» بالولايات المتحدة، حينما نشر تغريدة على موقع التدوين المصغر «تويتر»، تتحدث عن ضرورة قيام أصحاب تلك التلفزيونات بمسحها ضد الفيروسات بصفة دورية كل أسابيع عدة، باستخدام حزمة «مكافي» لمقاومة الفيروسات المثبتة مسبقاً على الأجهزة، ونشرت فيديو يشرح كيفية القيام بالأمر.
وأثارت التغريدة في البداية موجة عارمة من القلق والارتباك بين مستخدمي هذه الأجهزة، ليس فقط المصنعة من قبل «سامسونغ»، وإنما جميع التلفزيونات الذكية الأخرى، ثم تحولت إلى موجة سخرية عارمة من «سامسونغ»، حينما بحث خبراء ومحللون كثيرون عن حالات جرت فيها إصابة التلفزيونات الذكية بالفيروسات من قبل، فلم يجدوا سوى ثلاثة حالات فردية فقط منذ عام 2015 وحتى الآن، جميعها ارتبط بحالات خاصة، تعود إلى خطأ واضح من قبل المستخدمين، وليس بطريقة إصابة الفيروسات المعتادة. كما تبين أن وضعية البرمجيات الموجودة على تلك الأجهزة وكيفية اتصالها بالإنترنت لا تسمح بوجود بيئة قابلة للإصابة بالفيروسات، إلا في ظروف محدودة لا تستدعي القيام بالمسح الدوري لتعقب الفيروسات كما هي الحال مع الحاسبات.
ودفعت ردة الفعل «سامسونغ» إلى المسارعة بسحب التغريدة ورفع الفيديو المصاحب لها، ثم العودة للأمر مجدداً للتأكيد على أن التلفزيونات الذكية لا تصاب بالفيروسات.
سحب «ماك بوك برو»
من جهتها، أصدرت «أبل» بياناً ذكرت فيه أنها قررت تنفيذ برنامج للاستدعاء والسحب المجاني الطوعي لحاسباتها المحمولة من طراز «ماك بوك برو»، التي تعمل بشاشة قياس 15 بوصة، وتم بيعها حول العالم من سبتمبر 2015 وحتى فبراير 2017، حيث تبين وجود خلل في بطاريات هذه الأجهزة، يجعل حرارة البطاريات ترتفع إلى مستويات تمثل خطراً على المستخدمين وسلامتهم.
وقالت «أبل» مخاطبة عملاءها من المشترين والمستخدمين: «إذا كنت اشتريت (ماك بوك برو) قياس 15 بوصة بين سبتمبر 2015 وفبراير 2017، فقد تكون لديه بطارية معرضة لخطر ارتفاع درجة الحرارة، ولذلك عليك إرجاع الحاسب، وستستبدل (أبل) البطارية بأخرى سليمة مجاناً».
وأضافت «لمعرفة ما إذا كان الحاسب الذي تملكه يدخل نطاق برنامج السحب والاستدعاء، افتح قائمة (أبل)، ثم اختر أمر (حول هذا الحاسب)، وفي قسم النظرة العامة راجع النص الخاص بمواصفات الجهاز ونظام التشغيل، فإذا وجدت أن الجهاز هو (ماك برو ريتنا 15 بوصة)، ويقع تاريخه في الفترة الزمنية المحددة، احفظ الرقم التسلسلي للجهاز، واذهب إلى موقع (أبل)، وارسل الرقم لمعرفة ما إذا كان الجهاز يدخل في نطاق برنامج السحب والاستدعاء من عدمه».
التراجع عن «بيكسل»
بدورها، أفادت «غوغل» بأنها تراجعت عن إنتاج الحاسبات اللوحية التي تنتجها تحت اسم «بيكسل سي» و«بيكسل سليت 2»، التي تحمل علامتها التجارية، وتعمل بنظام تشغيل «كروم أو إس» ونظام «إندرويد»، مؤكدة أنها لن تنتجها بعد الآن. وأشارت الشركة إلى أن نظام تشغيل «كروم أو إس» اكتسب شعبية كبيرة في مجموعة واسعة من الأجهزة المتنوعة، في الشكل والقدرات والمواصفات التي يتم تصنيعها من قبل الشركاء، ولذلك ستركز «غوغل» على الحاسبات المحمولة العاملة بنظام تشغيل «كروم»، فيما ستتوقف عن إنتاج الحاسبات اللوحية من طراز «بيكسل»، غير أنها ستستمر في دعم الأجهزة المبيعة منها سابقاً.
تأثير محدود
أكدت شركة «أبل» أن المشكلة التي تسببت في سحب واسترجاع حاسباتها المحمولة من طراز «ماك بوك برو»، التي تعمل بشاشة قياس 15 بوصة، تأثيرها محدود، حيث إنها لا تؤثر في أي وحدات أخرى من أجهزة «ماك برو»، أو أي من أجهزة الشركة الأخرى.