تنزيل ملف فيديو عالي التحديد مدته 5 ساعات خلال دقيقة
نفذت شركة «إيه تي آند تي» الأميركية، العاملة في مجال الاتصالات، تجربة للجيل الخامس من الاتصالات اللاسلكية المحمولة، حيث تم خلال دقيقة واحدة تنزيل ملف فيديو عالي التحديد، مدته خمس ساعات، على هاتف «سامسونغ غالاكسي إس 10»، وجرى تشغيل لعبة شبكية ثقيلة معقدة بين عشرات اللاعبين بسرعات «مجنونة»، بدت فيها اللعبة كأنها تعمل على جهاز واحد من أجهزة «بلاي ستيشن»، وليس عبر خوادم متصلة بالإنترنت. وفيما كان فريق سينمائي يصور فيلماً، تمت مشاركة لقطات حية لفريق التصوير والممثلين لمتابعة أعمال الفيلم بين بعضهم بعضاً، بمعدل كمون «أو زمن استجابة» اقترب من الصفر.
وجاءت تجربة «إيه تي آند تي» في إطار فعاليات مؤتمرها السنوي «إيه تي آند تي شيب» الذي عقدته أول من أمس، في مدينة لوس أنجلوس الأميركية، وتابعتها «الإمارات اليوم» عبر خدمة البث الحيّ بموقع المؤتمر، وجرت وقائعها داخل استوديوهات «وارنر بروس» في هوليوود، وتابعها ميدانياً مئات المشاركين في المؤتمر من الخبراء ومحرري التقنية.
التجربة الثالثة
ووفقاً لتقرير نشره موقع «سي نت نيوز»، المتخصص في التقنية عن وقائع التجربة الميدانية فإنها تعد الثالثة من نوعها خلال العام الجاري على شبكات الجيل الخامس داخل الولايات المتحدة، بعد تجارب مماثلة أجرتها كل من شركة «فيريزون»، التي نفذت تجربتها خلال مارس الماضي، وشركة «سبرنت» التي نفذت تجربتها في مايو.
لكن «إيه تي آند تي» حققت في تجربتها الأخيرة سرعات بلغت 1.782 غيغابايت في الثانية، وبذلك تفوقت على السرعات المحققة في تجربة «فيريزون» التي بلغت 1.41 غيغابايت في الثانية، وسرعة شركة «سبرنت» التي وصلت إلى 484 ميغابايت في الثانية.
أفكار متقدمة
وتعليقاً على تلك النتائج، ذكرت شركة «إيه تي آند تي» في بيان على موقع المؤتمر، أنها تستهدف تطبيق أهم الأفكار وأكثرها تقدماً وإبداعاً، وجعلها حقيقية، لتحدث ثورة في كيفية استخدام الهواتف وأجهزة الحاسبات وسائر الأجهزة المتصلة الأخرى، للقيام بمهام مثل تنزيل الأفلام على الهواتف في ثوانٍ أو تشغيل تطبيقات عاملة بالواقع الافتراضي والواقع المعزّز بلا تأخير، ولا عوائق، وفي الوقت الحقيقي فعلياً، لتحدث تطورات مثيرة في العديد من الصناعات والقطاعات، بدءاً من السيارات ذاتية القيادة، وانتهاء بخدمات الرعاية الصحية والطبيعة عن بعد في الوقت الحقيقي.
سرعة أعلى
وخلال التجربة ظهرت الهوائيات الصغيرة أو وحدات الاتصال الخاصة بالجيل الخامس، منتشرة عبر المباني كالمزرعة داخل استوديوهات «وارنر بروس»، لتنقل الموجات المليمترية القصيرة العاملة بالجيل الخامس ما بين بعضها بعضاً، وهي محطات اتصال صغيرة الحجم مثبتة على مسافات قصيرة مقارنة بما هو معتاد في الجيلين الثالث والرابع.
أما اختبارات السرعة فتضمنت تنزيل حلقات كاملة من برامج تلفزيونية في غضون ثوانٍ، حيث تم تنزيل وتثبيت برنامج «بوبجي موبيل»، وحجمه 1.9 غيغابايت في أقل من دقيقتين، واستغرق تنزيل ملف يتضمن الموسم الأول من برنامج الكوكب الأزرق «بلو بلانيت» الذي تبلغ مدته أكثر من خمس ساعات من الفيديو عالي التحديد في أقل من دقيقة للتنزيل على المحمول باستخدام تطبيق «نيتفليكس».
وقدر الخبراء المتابعون للتجربة أن هذه السرعات تعادل ستة أضعاف سرعة خطوط الإنترنت المنزلية الأرضية عالية السرعة، وتتجاوز سرعات الجيلين الثالث والرابع للمحمول بمرات عدة.
«زمن الكمون»
وبحسب ما نقل تقرير «سي نت نيوز» عن خبراء مستقلين تابعوا التجربة، فإن الجانب الأهم الذي تمكنت «إيه تي آند تي» من تحقيقه هو تخفيض ما يعرف بـ«زمن الكمون»، أو الوقت الذي تستغرقه شبكة الاتصالات لكي تستجيب للأوامر والطلبات المتداولة داخلها، لأن هذا هو العامل الحاسم في التطبيقات القائمة على فكرة «الوقت الفعلي» أو التنفيذ اللحظي بلا إبطاء.
وأظهرت التجربة أن «زمن الكمون» في الجيل الخامس للمحمول ينخفض بشدة، حيث كان الزمن الذي يستغرقه جهاز حاسب أو وحدة تحكم في الألعاب لإرسال البيانات إلى حاسب خادم عبر الإنترنت، ثم الحصول على البيانات المطلوبة يقترب من الصفر.
تشغيل لعبة
وعند تشغيل لعبة «whack-a-mole-style» وهي من تطوير شركة «أريكسون»، ظهر مدى الاختلاف في تشغيل اللعبة على الجيل الثالث والرابع والخامس، ففي الجيل الثالث كان الأمر غير مناسب على الإطلاق، بسبب «زمن الكمون» الطويل الذي جعل اللعبة تبدو غير طبيعية وبطيئة، ثم تحسن الأمر بعض الشيء مع الجيل الرابع، لكن «زمن الكمون» كان لايزال ملحوظاً على أداء اللعبة، وعند تشغيل اللعبة على الجيل الخامس، انخفض «زمن الكمون» بشدة وكاد يختفي.
مؤتمر «إيه تي آند تي شيب»
يعد مؤتمر «إيه تي آند تي شيب» السنوي من الأحداث المهمة التي تستكشف التقارب بين التقنية والترفيه، وكيف ستسهم أحدث تقنيات الاتصالات في إنشاء المحتوى وتوزيعه، للوصول إلى عصر جديد من التجارب التي يعيشها الجمهور، ويتم خلاله عرض تجارب تفاعلية من قبل الشركات الناشئة والصاعدة، العاملة في مجال الإعلام والترفيه الرقمي، بالتعاون مع استوديوهات «وارنر بروس» داخل هوليوود.