حسب اختبارات ميدانية على 7 شبكات في 13 مدينة عالمية
الجيل الخامس.. سرعات متفاوتة وتغطية ضيقة والاستقرار غير مكتمل
وسط الضجة المثارة على نطاق واسع حول تجارب تشغيل الجيل الخامس، وقدراته العالية في نقل وتبادل البيانات، أجرى فريق من المحللين اختبارات ميدانية على سبع من شبكات الجيل الخامس التي دخلت حيز التشغيل في 13 مدينة عالمية، وتبين من الاختبارات أن سرعات هذه الشبكات متفاوتة إلى حد كبير، وتراوح بين 1.4 غيغابايت في الثانية كسرعة تنزيل متحققة داخل مدينة لوس أنجلوس الأميركية، و400 ميغابايت في الثانية متحققة بكل من لندن، وسيدني، ودالاس.
وبصورة عامة، لاتزال التغطية ضيقة النطاق، ومقصورة على بعض المدن أو أجزاء من المدن الكبيرة بالمناطق الحضرية دون الريفية، وبقية المناطق الحضرية والطرق الخارجية والسريعة، فضلاً عن تدني ثبات واستقرار هذه الشبكات في كثير من الأحيان، لكنها في كثير من الأحوال قدمت سرعات وخدمات أفضل من الجيل الرابع بنحو 20 ضعفاً.
ونفذ هذه الاختبارات فريق من المحررين والمحللين التابعين لموقع «سي نت نيوز» cnet.com، المتخصص في التقنية، ونشر نتائجه الثلاثاء الماضي، أخيراً، وتم إجراؤه على سبع شبكات محمولة، تقوم حالياً بتشغيل أولي لتقنية الجيل الخامس، في 12 مدينة، من بينها لوس أنجلوس، وشيكاغو، ودالاس، ولندن، وسيؤول، وسيدني.
سرعات متفاوتة
ووفقاً للبيانات التي أمكن الحصول عليها من هذه الاختبارات، فإن أقصى سرعة تم رصدها بالشبكات التي تشغل الجيل الخامس، جرى تسجيلها في اختبار السرعة الذي تم بمدينة لوس أنجلوس في الـ22 من يونيو الماضي، على شبكة «ايه تي آند تي»، التي وصلت في حدها الأقصى إلى 1.8 غيغابايت في الثانية كسرعة تنزيل، داخل منطقة استوديوهات «وارنر بروس». كما جرى تسجيل سرعات أخرى أقل نسبياً، وصلت إلى 1.4 غيغابايت في الثانية بمناطق أخرى بالمدينة في اليوم نفسه.
وجاء في المركز الثاني شبكة «فيريزون»، التي سجلت سرعات وصلت إلى 1.3 غيغابايت في الثانية في مدينة شيكاغو في الـ16 من مايو الماضي، وذلك باستخدام هواتف «غالاكسي إس 10». وكانت التقنية المستخدمة في الشبكتين بلوس أنجلوس وشيكاغو، هي تقنية «الموجات الملليمترية القصيرة» كثيفة الانتشار، والهاتف المستخدم في الاختبار هو «غالاكسي إس 10» المهيأ للعمل مع شبكات الجيل الخامس.
وجاءت شركة الاتصالات الكورية في المركز الثالث من حيث السرعة، حيث وصلت سرعات التنزيل إلى 618 ميغابايت في الثانية، في اختبار أجري في الـ27 من يونيو الماضي بمدينة سيؤول، على شبكة الجيل الخامس العاملة بتقنية الطيف الترددي «6 غيغاهيرتز الفرعي»، وباستخدام هاتف «غالاكسي إس 10».
وفي المركز الرابع، جاءت شبكة «تي موبايل» التي سجلت سرعات قدرها 589 ميغابايت في الثانية، في اختبار اجري بمدينة نيويورك في الـ28 من يونيو الماضي، على هذه الشبكة التي تعمل بتقنية الموجات المليمترية، وباستخدام هاتف «غالاكسي إس 10». وفي المركز الخامس، جاءت المنطقة الأولى من شبكة شركة «تلسترا» الأسترالية، التي جرى فيها الاختبار على جزء من مدينة سيدني، تم فيه تسجيل سرعات وصلت إلى 489 ميغابايت في الثانية، في الـ20 من يونيو الماضي، في هذه الشبكة التي تستخدم تقنية الطيف الترددي «6 غيغاهيرتز الفرعي»، وباستخدام هواتف «رينو» العاملة بالجيل الخامس.
وفي المركز السادس، جاءت شبكة «تلسترا» الأسترالية أيضاً، ولكن في مكان آخر بمدينة سيدني سجلت فيها سرعات بلغت 485 ميغابايت في الثانية، في الـ14 من يونيو الماضي، على شبكة تعمل بالتقنية نفسها، ولكن باستخدام هاتف «إل جي في 50». وفي المركز السابع، جاءت شبكة «سبرنت»، التي سجلت بها سرعات بلغت 484 ميغابايت في الثانية في الـ30 من مايو الماضي بمدينة دالاس الأميركية على شبكة تعمل بتقنية الطيف الترددي «6 غيغاهيرتز الفرعي»، باستخدام هاتف «ال جي في 50». وفي المركز الثامن، جاءت شركة «إي إي» البريطانية التي سجلت بها سرعات تبلغ 460 ميغابايت في الثانية في الـ15 من يونيو الماضي، جنوب مدينة لندن، على شبكة تعمل بتقنية الطيف الترددي «6 غيغاهيرتز الفرعي»، واستخدم فيها هاتف «وان بلس 7 برو».
التغطية والاستقرار
سجلت شركة «سبرنت» الأميركية المركز الأول من حيث التغطية الأكثر ثباتاً بين الشبكات السبع محل الاختبار، بما في ذلك الثبات والاستقرار أثناء الحركة السريعة بالسيارة، وتفوقت بذلك على شركة «تي آند تي»، و«فيريزون». ولم تستطع شبكة «تي موبايل» تحقيق المستويات المتوقعة منها في حي مانهاتن المزدحم داخل نيويورك.
وفي بريطانيا، لوحظ وجود مشكلات في تغطية وثبات شبكة «إي إي»، التي تعمل في خمس مدن، وبدت التغطية غير متناسقة، وتفقد سرعتها العالية في بعض الأماكن، وإن كانت في العموم أعلى من المعدلات المحققة في الجيل الرابع.
وفي أستراليا، تبدو الشبكات جيدة من حيث التغطية والثبات والكفاءة، في 10 مدن على الأقل، لكن المشكلة تكمن في مستويات البيانات المنقولة، التي تظل أقل كثيراً من المتحقق في الولايات المتحدة.
وفي كوريا، أظهرت الاختبارات التي أجريت بوسط مدينة سيؤول أن شبكات الجيل الخامس أسرع بثلاث إلى أربع مرات من الجيل الرابع، من حيث سرعة التنزيل، ونحو ضعف سرعة التحميل، مع استقرار واضح في الأداء.
الفائزون والخاسرون
كان من أوائل الفائزين في بداية سباق الجيل الخامس، شبكة «كوريا تيليكوم»، وذلك عند الأخذ في الحسبان السرعة ونطاق التغطية ومستوى الأداء والاستقرار بصورة مجمعة، وشركة «سامسونغ» باعتبارها الفائز في الهواتف المحمولة المهيأة للعمل مع شبكات الجيل الخامس. تلتها شركة «كوالكوم» باعتبارها الشركة الفائزة في تصنيع شرائح المعالجات التي تعمل بها هواتف ومعدات الجيل الخامس، ثم شركة «تلسترا» بأسترالياـ باعتبارها الفائز بأكبر نطاق تغطية، يصل إلى نحو ثلاثة ملايين ميل مربع.
أما الخاسرون، فجاء في مقدمتهم شركة «هواوي»، التي تعد أكبر صانع لمعدات شبكات الجيل الخامس، بسبب معركتها العنيفة مع الحكومة الأميركية، وشركة «أبل» باعتبارها الخاسر الأكبر في سباق الهواتف المحمولة المهيأة للعمل بالجيل الخامس، بسبب معركتها الطويلة مع شركة «كوالكوم» حول حقوق الملكية الفكرية، ثم رهانها على شرائح «أبل» التي خرجت من سوق الجيل الخامس عملياً، وبات من غير الممكن أن تقدم هواتف مهيأة للجيل الخامس قبل 2020، وربما لا يكون لديها شريحة معالج لهذا الجيل من الهواتف قبل 2025.
الاختبارات الميدانية
كشفت الاختبارات الميدانية أن تركيبات الجيل الخامس تتم بوتيرة متسارعة، لكن حتى الآن لاتزال الأبراج والمحطات ونقاط الاتصال موزعة على المدن أو بعض أجزاء المدن داخل المراكز الحضرية، ما يعني أن المستخدم سيكون عملياً خارج تغطية شبكات الجيل الخامس في أوقات كثيرة من اليوم، أثناء تنقلاته هنا وهناك، حتى داخل المدينة الواحدة.