فرقة روبوتات بشوارع كاليفورنيا لتسليم البضائع والطرود في «الميل الأخير»
ظهرت في شوارع منطقة «إيرفين» جنوب كاليفورنيا، قبل أيام عدة، فرقة من الروبوتات تحمل اسم «سكوت»، تعمل في توصيل البضائع والطرود والمشتريات من آخر نقاط تجميع إلى مقار ومنازل أصحابها، في ما يعرف بـ«الميل الأخير» لتسليم البضائع، أو آخر مرحلة في النقل والتوزيع. وتتبع هذه الفرقة من الروبوتات شركة «أمازون»، التي حصلت رسمياً على حق نشرها وإدارتها في شوارع المنطقة، لتخدم مشتركي خدمة «أمازون برايم»، أحد البرامج المميزة للشراء والنقل والتوزيع بالشركة، ما يجعل الشركة تستغني عن الشاحنات والسيارات في تسليمات «الميل الأخير».
وبحسب التقارير التي نشرت خلال الأيام الماضية في عدد من مواقع التقنية الكبرى، فإن «أمازون» تُعد متأخرة في الدخول إلى سباق روبوتات تسليم بضائع «الميل الأخير». وعملياً، تعتبر الشركة الثالثة في هذا السياق عالمياً، حيث قامت في مطلع العام الجاري شركة «ستار شيب تكنولوجيز»، بنشر فرقة روبوتات بكل من لندن، وحرم جامعة «جورج ميسون» بولاية ميريلاند الأميركية، لتقوم بنقل الطرود والبضائع الخاصة بالطلاب والأساتذة.
كما قامت شركة «ريفراكشن إيه آي» الأميركية بنشر فرقة روبوتات بحرم جامعة ولاية «ميتشيغان» للغرض نفسه، وهاتان الفرقتان سبقتا فرقة تجريبية محدودة نشرتها «أمازون» لوقت قصير بأحد أحياء واشنطن.
تحفة تقنية
وصف عدد من المحللين روبوتات «سكوت» التي نشرتها «أمازون» في كاليفورنيا بأنها «تحفة تقنية»، فالروبوت مزود بحزمة من أجهزة الاستشعار القياسية، وخدمة «جي بي إس»، وكاميرات «استيريو» عدة، وأجهزة قياس بالقصور الذاتي، ونظام «ليدار» لاستكشاف الطريق، ويسير على ست عجلات بسرعة تماثل سرعة البشر.
كما يستخدم الروبوت أجهزة استشعار الرادار والموجات فوق الصوتية لمزيد من السلامة. ومن حيث الحجم، يبدو كافياً لاستيعاب الطرود الصغيرة والمتوسطة، ومع اتخاذ «أمازون» لهذه الخطوة، والدخول في التشغيل الميداني للروبوتات على هذا النحو بالشوارع، بات في حكم المؤكد، كما يرى كثير من الخبراء، أن مؤسس ورئيس «أمازون»، جيف بيزوس، سيعمل على أن تكون «أمازون» هي الناشر الرئيس للروبوتات الأرضية التي تعمل بصورة مستقلة، وغير مأهولة بالبشر، وتعمل في نقل البضائع والطرود، كوسيلة لخفض عدد السيارات على الطرق، وإخراجها من خدمة التوزيع في «الميل الأخير». وسيحقق هذا الأمر العديد من الفوائد البيئية، عبر التخفيف من عوادم السيارات، ومستوى الضوضاء بالشوارع، كون الروبوتات تعمل بالكهرباء، ولا تصدر ضوضاء أو عوادم.
ردّ الفعل
وقالت «أمازون» في بيان لها، إن «روبوتات (سكوت) ستقوم بنقل الطرود بشكل مستقل من نقاط التوزيع الحضرية إلى عملاء (أمازون برايم)، ما يزيل الحاجة إلى الشاحنات والسيارات في تسليم (الميل الأخير)، وعلى الرغم من أن الروبوت مصمم للعمل بشكل مستقل، فإن مجموعة من البشر سترافق روبوتات (سكوت) لقياس ردّ فعل الجمهور تجاه الروبوتات، وهو العامل الخفي الذي يتعين الاستعداد له، لضمان نجاح خطط نشر الروبوتات المتنقلة المستقلة في شوارع المدينة، والتعامل مع اي أخطاء غير متوقعة بين البشر والروبوتات أثناء التشغيل».
المنافسة على الرصيف
ونفذ محررو شبكة «زد دي نت»، المتخصصة في التقنية «معايشة ميدانية» لعمل فرقة روبوتات «سكوت» خلال أيامها الأولى بشوارع كاليفورنيا. وبحسب الملاحظات التي وردت في تقرير المعايشة الميدانية، فإن أهم التحديات التي تواجه الروبوتات أنها تتنافس مع المشاة على مساحة الرصيف، كما تتنافس مع راكبي الدرّاجات على المسار المخصص للدراجات. لأنها لا يمكنها السير في المسار السريع للسيارات، وهنا يتوقع أن تصطدم بالقيود التي تضعها الهيئات التشريعية والسلطات المحلية في المدن، والتي تحاول أن يكون الوصول للرصيف ومسارات الدراجات سهلاً، والمسارات خالية قدر الإمكان.
ومن التحديات أيضاً أن الروبوتات جرى اختبارها في بيئات عمل تحت السيطرة، مثل أحياء منتقاة بعناية، أو داخل الحرم الجامعي. أما شوارع المدن فتمثل بيئة مفتوحة، وفيها العديد من العقبات، منها الحفر الضخمة، ومناطق العبور والتقاطعات، واحتمالات التخريب وردود الفعل السلبية من المشاة.
«ستار شيب»
وتأسست شركة «ستار شيب تكنولوجيز» عام 2014، وأنتجت الروبوت «ستار شيب» وقامت بتشغيله في توزيع طرود وبضائع «الميل الأخير»، داخل حرم جامعة «جورج ميسون» بولاية ميريلاند الأميركية. ويعمل الروبوت بست عجلات، ويسير بقيادة ذاتية مستقلة تماماً. وحتى الآن، قطعت فرقة روبوتات «ستار شيب» 100 ألف كيلومتر داخل الجامعة، وفي إحدى المناطق بمدينة لندن.
وفي جامعة «ميسون» تتخصص الروبوتات في توزيع المنتجات الغذائية، لأكثر من 40 ألف طالب وعضو هيئة تدريس، يتواصلون مع المطاعم والمقاهي بالجامعة عبر تطبيق على المحمول.
«ريفراكشن إيه آي»
وقدمت شركة «ريفراكشن إيه آي» روبوت تسليم طرود وبضائع تحت اسم «آر إي في ـ 1»، وقالت إنه مخصص للسير في ممرات الدراجات وعلى جانبي الطريق. وأضاف مؤسسا الشركة، ماثيو جونسون روبرسون، ورام فاسوديفان، الأستاذان بجامعة «ميتشغان»، أن هذا الروبوت خفيف الوزن، وسهل الحركة وسريع بما يكفي للعمل في ممر الدراجات وعلى جانبي الطريق، ويبلغ طوله خمس أقدام، وارتفاعه 4.5 أقدام، وعرضه 30 بوصة، ويستطيع حمل وزن يصل إلى 100 رطل، ويسير بسرعة 15 ميلاً في الساعة.
«آر إي في ـ 1»
قال مؤسسا الشركة، ماثيو جونسون روبرسون، ورام فاسوديفان، الأستاذان بجامعة «ميتشغان»، إن الروبوت «آر إي في ـ 1» يتوقف على مسافة تبلغ خمس أقدام، مقارنة بمسافة إيقاف التشغيل المعتادة التي تبلغ 45 قدماً، التي قد تحتاج إلى مركبة كبيرة الحجم بالسرعة نفسها لكي يتجنب الحوادث، ولذلك فهو يعد حلاً أكثر أماناً وفاعلية وأقل كُلفة للخدمات اللوجستية «للميل الأخير»، من أي روبوت آخر في هذا المجال.
الروبوتات مزوّدة بـ6 عجلات وأجهزة استشعار لاستكشاف الطرق.