جدل بين خبراء حول أهمية عام 2019 بالنسبة للهواتف الذكية
مع اقتراب حلول الربع الأخير من العام، والذي يتوقع أن تطرح فيه المجموعة الأخيرة من الهواتف الذكية لهذا العام، برز على الساحة تساؤل أشعل الجدل وتسبب في الانقسام بين الخبراء والمحللين، بين رأي يقول إن عام 2019 هو العام «الحلو» أو الأفضل على الإطلاق في مسيرة الهواتف المحمولة الذكية، بينما يقول الرأي الثاني إنه العام «المر» أو الأسوأ على الإطلاق في مسيرة هذه الهواتف.
ويجادل الفريق الأول بأن 2019 كان هو أفضل عام على الإطلاق لشراء هاتف ذكي، فخلاله ظلت الأسعار تنخفض والجودة تتحسن، ما وفر للمستخدمين أفضل الفرص على الإطلاق في المواصفات والأسعار.
بينما يؤكد الفريق الثاني أنه العام الأسوأ على الإطلاق، لأنه عام بلا ابتكار في التصميم أو إبداع في القدرات، وشهد أسعاراً تخطت الألف دولار، وهي ليست سوى خدعة.
ولمتابعة ورصد هذه الحالة من الجدل، قام المحللان بشبكة «زد دي نت» zdnet.com، المتخصصة في التقنية، جيسون سيبرياني، وجيسون بيرلو، بإعداد تقريرين منفصلين حول وجهتي النظر محل الجدل. وتولى سيبرياني عرض وجهة النظر القائلة بأنه العام الأفضل، بينما تولى بيرلو عرض وجهة النظر القائلة بأنه العام الأسوأ، وفي النهاية اتفق الاثنان على ترك الحكم النهائي للمستخدم بناء على ما يراه محققاً لمطالبه ورغباته ومتوافقاً مع قدراته، كما اتفقا على أن الطرز المزمع طرحها خلال الخريف والربع الأخير من العام الجاري، يمكن أن تكون هي العنصر المرجح بين كونه العام الأسوأ أو الأفضل.
«العام الحلو»
يزعم أصحاب هذا الرأى أن عام 2019 أفضل عام للهواتف الذكية على الإطلاق، حيث ظهرت خلاله هواتف أكثر بأسعار معقولة، مع أداء مذهل للكاميرا وعمر بطارية طويل وأداء سريع، وتصميمات جذابة، وهي عوامل تضمن للمشترين الاحتفاظ بهواتفهم لمدة عامين أو أكثر دون إعادة التفكير في الشراء.
أسعار معقولة
ودلل هؤلاء على ذلك بأشياء عدة، أبرزها أنه من حيث التصميم والألوان، ظهرت أنظمة ألوان هواتف «سامسونغ» الرائعة في طرازي «إس 10» و«نوت 10».
كما قدمت «غوغل» لوناً ممتعاً مع أزرار طاقة ساطعة كبديل للألوان بالأبيض والأسود، وجاءت هواتف «آي فون» في أربعة ألوان غير الأبيض والأسود.
أما الأسعار فكانت معقولة بالنسبة للهواتف الرائدة بالأسواق، كهاتف «آي فون إكس آر» من «أبل»، الذي طرح بسعر 749 دولاراً، وهو سعر أقل بـ250 دولاراً عن سعر «إكس إس»، وبـ350 دولاراً عن سعر «إكس إس ماكس»، ومزود بمجموعة من الخيارات الخلفية الملونة، وأطول بطارية، وشاشة كبيرة لمساعدتك على إنجاز العمل.
وقدمت «سامسونغ» هاتف «غالكسي إس 10» بمبلغ في حدود 700 دولار، وفي الوقت نفسه لديه المواصفات والوظائف نفسها تقريباً الموجودة في الطرز الأعلى التي يزيد ثمنها على ذلك بنحو 200 دولار، وهو يلائم الجيوب الصغيرة، ويمكن توصيله أيضاً بشاشة خارجية وتشغيل تجربة شبيهة بالكمبيوتر الشخصي مع تقنية «سامسونغ دي إي إكس».
وفعلت «غوغل» الشيء نفسه، وقدمت نسخاً من «غوغل بيكسل 3» بمبلغ 400 دولار، وزودته بمواصفات تتطابق تقريباً مع مميزات الهواتف الأعلى سعراً، مثل الكاميرا العالية المواصفات، ومعالج متوسط المستوى يلبي احتياجات معظم الأشخاص، مع ضمان بالحصول على التحديثات لمدة ثلاث سنوات، مع توفير جميع الوظائف التي قد تحتاجها في هاتف ذكي يعمل بنظام «أندرويد».
ابتكارات جديدة
وشهدت هواتف 2019 العديد من الابتكارات الجديدة، فهاتف «وان بلس» على سبيل المثال قدم الإصدار الثالث من نظام التخزين الداخلي «يو إف إس»، كما قدم واحداً من أسرع معايير الشحن المتاحة، الذي لا ينافسه في السرعة سوى نظام «سوبر تشارج» من «هواوي»، وحقق إضافة مميزة في مجال ذاكرة الوصول العشوائي، حيث كان من أوائل الهواتف التي بلغت ذاكرة الوصول العشوائي بها 12 غيغابايت. ودفع «وان بلس» الابتكار للأمام قليلاً من خلال كاميرا أمامية قابلة للسحب تضفي مزيداً من المتعة والراحة في العمل والوسائط.
«العام المر»
في المقابل، يذهب أصحاب الرأي القائل بأن عام 2019 هو العام «المر»، إلى أن الهواتف التي صدرت خلال العام الجاري لا تثير الإعجاب، سواء من ناحية التصميم أو الابتكار أو خلافه، ويرونها مجرد ترقيات محدودة لما جرى تقديمه في عام 2018، ولا معنى لها تماماً في استخدام العالم الحقيقي، وهذا هو أهم سبب يجعل عام 2019 هو الأسوأ في مسيرة الهواتف الذكية.
ولا يقتصر الأمر على المكونات والتصميم فقط، بل ينطبق كذلك على التطبيقات والبرمجيات، فما ظهر منها خلال 2019 لم يكن في الأغلب أكثر من تطور طفيف لتطبيقات تم تشغيلها العام الماضي أو ما قبله، أو حتى خلال السنوات الثلاث الماضية.
ويصف هؤلاء أحوال الهواتف الذكية الموجودة بالأسواق خلال عام 2019 بأنها «مضطربة بشكل يبعث على السخرية» عند تقييمها وفق أعباء العمل النموذجية التي تعمل عليها.
ضجيج على الورق
ويصف أصحاب هذا الرأي الكثير مما يقال عن هواتف 2019 بأنه مجرد «ضجيج على الورق»، في إشارة إلى ما تذكره الشركات عن منتجاتها في كتيبات الشرح والتشغيل، ويعتبرون أن هاتف «غالكسي نوت 10» مثال واضح على ذلك،فالبعض قدمه على أنه «أكبر صفقة هاتف ذكي تبلغ قيمتها 949 دولاراً على الإطلاق»، في حين أنه يفتقر إلى مستشعر لبصمة قزحية العين، ولا يوجد به منفذ لشرائح الذاكرة الخارجية فئة «مايكرواس دي»، ولا يحتوي على منفذ لسماعة الرأس السلكية، والحصول على هذه المزايا يجعل السعر يرتفع إلى أكثر من 1100 دولار. وتمتد حالة «ضجيج على الورق» لتشمل حتى الهواتف المنتظر الإعلان عنها خلال الفترة المتبقية من العام الجاري، وعلى رأسها هواتف «غوغل بيكسل 4»، وهي هواتف تسربت معظم مواصفاتها وخواصها وتصميماتها وباتت معروفة، ويبدو من الآن أنهما يفتقران للابتكار، ولن يكون «بيكسل 4» نقلة نوعية عند مقارنته بـ«بيكسل 3».
كلفة باهظة
اختتم أحد المحللين الجدل حول ما يمثله عام 2019 بالنسبة للهواتف الذكية بقوله: «بصراحة تامة هواتف 2019 باهظة الكلفة، قبيحة التصميم، منتفخة بسبب الكاميرات الكبيرة المزودة بها، وإذا ما تساءلنا عن مجموعة الهواتف الذكية الممتازة ذات الأسعار التنافسية التي تتبوأ مراتب قيادية في السوق، فسنجد أن ما يقال إنها أفضل المنتجات ليست ملهمة على الإطلاق».
طرز الخريف والربع الأخير العنصر المرجح بين كون 2019 الأسوأ أو الأفضل بالنسبة للهواتف.