«كوالكوم» تطلق معالجاً يوفر الذكاء الاصطناعي و«الجيل الخامس» للنظارات الذكية
كشفت شركة «كوالكوم»، المتخصصة في مجال نظم الاتصالات، عن معالج دقيق جديد يستهدف العمل مع جيل متطور من النظارات الذكية القادرة على المزج بين تقنيات الواقعين الافتراضي والمعزز، فضلاً عن العمل مع المهارات والقدرات البشرية، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وخواص الجيل الخامس للمحمول في وقت واحد، كما أنه في الوقت نفسه قادر على تشغيل ما يراوح بين سبع و13 كاميرا بالنظارة، وتتبع حركة الشفاه والعيون والتعرف إلى طبقات الأصوات وتمييزها، إضافة إلى تشغيل فيديوهات بدقة تبدأ من «3 كيه» إلى «8 كيه»، على شاشة فائقة الوضوح أمام مستخدم النظارة، ما يفتح المجال نحو تطبيقات جديدة وغير مسبوقة في مجالات عدة، كالإنشاءات والمصانع والمزارع ومؤسسات الرعاية الصحية، وغيرها من المؤسسات والشركات.
شريحة
وأوضحت «كوالكوم»، في بيان نشرته على غرفة الأخبار بموقعها الرسمي، أن المعالج الجديد يحمل اسم «سناب دراجون إكس آر 2»، وهو عبارة عن شريحة إلكترونية دقيقة، يتم تثبيتها داخل نظارات الواقعين الافتراضي والمعزز، مثل «هولولينس»، و«أوكيلوس ريفت»، وغيرهما.
وأضافت أن «سناب دراجون إكس آر 2» سيعمل مع خمسة طرز على الأقل من نظارات الواقعين الافتراضي والمعزز، مشيرة إلى أن هذه النظارات ستكون متاحة في الأسواق العالمية بحلول منتصف عام 2020.
الأول
وبينت الشركة أن المعالج الجديد يعد الأول من نوعه عالمياً، ويجعل النظارات الذكية على اتصال تلقائي ودائم عبر شبكات الجيل الخامس للمحمول، مضيفة أنه فضلاً عن دعم الذكاء الاصطناعي، تم تزويد المعالج بتحسينات كبيرة في الأداء، مقارنة بمنصة «إكس آر» الحالية.
وأفادت «كوالكوم» بأنه بالنسبة للصور المرئية، تم العمل على سد الفجوة البصرية بين العالم الواقعي والافتراضي والمعزز والمختلط، من خلال تحقيق قفزة في قدرة المعالجة لتدعم مستوى الرسوميات الفاعلية العالية، التي تساعد على إتاحة التجسد المرن للصورة البصرية مع تتبع العين والتظليل المحسن، مشيرة إلى أنه مع المعالج الجديد بات من الممكن زيادة عبء العمل، ليتم عرض فيديوهات بدقة تصل إلى «3 كيه» و«8 كيه» لكل عين بمعدل 90 إطاراً في الثانية، من أجل الصور المرئية الواقعية أثناء البث والتشغيل، مع الحفاظ على استهلاك منخفض من الطاقة، وتقليل زمن الوصول الكلي للنظام للحفاظ على تجارب الواقع المعزز الغامرة.
التفاعل
وبالنسبة للتفاعل، أوضحت الشركة أن المعالج الجديد يتيح للمستخدم أن ينتقل فعلياً إلى بيئة جديدة للتفاعل المتكامل، عبر ما يراوح بين سبع و13 كاميرا، تعمل بصورة متزامنة، كنظام رؤية بالحاسب يتسم بالشمولية، حيث تقوم الكاميرات المتعددة المتزامنة بتتبع الرأس والشفاه والعينين في الوقت الفعلي بصورة دقيقة للغاية، توفر فهماً عالي الكفاءة للمشهد وإعادة البناء الثلاثي الأبعاد، الذي يجعل المستخدم قادراً على التفاعل بشكل حدسي داخل العالم الرقمي.
الصوت
وفي ما يتعلق بالصوت، ذكرت الشركة أن «سناب دراجون إكس آر 2» يوفر طبقات صوتية من المستوى الشديد الوضوح، بصوت مكاني غني ثلاثي الأبعاد مع توفير تفاعلات صوتية واضحة تماماً لتعميق الانغماس في التجربة، ودعم الميزات المعجلة للأجهزة، مثل تنشيط الصوت، واكتشاف السياق، للمساعدة في الحفاظ على رأس المستخدمين في العالم الرقمي، مع وجود أذن في العالم الحقيقي.
الذكاء الاصطناعي
أما بالنسبة للذكاء الاصطناعي، فأكدت «كوالكوم» أن المعالج الجديد يتيح لها العمل مع المكونات السابقة، من أجل تحسينها ورفع دقتها، لجعل المرئيات والتفاعل والصوت جميعها تعمل في واقع أكثر ذكاء، كما الأمر ذاته بالنسبة للجيل الخامس للمحمول، حيث يوفر المعالج سرعة فائقة في الوصول للبيانات المطلوب عرضها على الشاشة، والتواصل اللحظي مع خدمات الحوسبة السحابية، وحوسبة الحافة، وغيرها من التقنيات العاملة في بيئات عمل المؤسسات والشركات.
تطبيقات محتملة
قدمت شركة «كوالكوم» تجارب توضيحية لتطبيقات محتملة، تعتمد على معالج «سناب دراجون إكس آر 2» الجديد، منها مثلاً أنه يمكنك تخيل أن هناك ماكينة عملاقة لصب الخرسانة تعمل في موقع للإنشاءات، وهناك مهندس مدني متخصص في الإنشاءات، يقف بعيداً ويتابع ما يجري مرتدياً نظارة سميكة بعض الشيء، ليس لتجنب أشعة الشمس وضوئها المبهر، وإنما ليراقب ما إذا كانت عملية الإنشاء تتطابق بنسبة 100% مع الرسومات الهندسية واللوحات الموضوعة للمبنى منذ البداية أم لا، وهل يحدث شذوذ بأي قدر بين ما هو وارد في اللوحة الهندسية، وما هو جارٍ تنفيذه فعلياً لحظة بلحظة، فيستدعي إيقاف العمل وتصحيح الخطأ، وأن الأمور تسير على ما يرام وبالدقة المطلوبة، وهو يقوم بذلك عبر تطبيق أو نظام مراقبة المباني في الوقت الحقيقي، استناداً لتقنية «الهولوغرام» والواقع المختلط التي تعمل بها النظارة. ويسمح له هذا التطبيق بالتجول بنظره بين أجزاء المبنى أو المنشأة الجاري العمل بها، وفي كل ركن أو جزء ينظر إليه، يمكنه إسقاط الرسومات واللوحات التصميمية للمبنى المخزنة والمسجلة في ذاكرة الحاسب، والمعدة بصورة ملونة ثلاثية الأبعاد زاهية الألوان واضحة التفاصيل، على ما يتم إنشاؤه فعلياً في تلك اللحظة بذلك الجزء، فيتم خلط صورة الواقع الفعلي الجارية على أرض الواقع، مع صورة الواقع التخيلي المستمد من الرسوم واللوحات، لتتم مضاهاة الاثنين معاً، وينتج أمام عينيه تقريراً بالأخطاء أو الحيود والانحراف عن الرسوم، ومن ثم يقوم باتخاذ قراره بالإصلاح أو إيقاف العمل.