تقرير: تقدّم كبير بـ «الجيل الخامس» تقوده «هواوي» و«سامسونغ» و«كوالكوم»

«بحيرات البيانات» وتقديم الذكاء الاصطناعي كخدمة أبرز توجّهات 2020

من المتوقع أن تحل «بحيرات البيانات» محل «مراكز البيانات» كآلية للتعامل مع الكم الهائل من البيانات. من المصدر

سيكون إنتاج وإدارة البيانات وتحليلها، ثم الاندفاع الكبير نحو تقديم كل شيء كخدمة مثل الذكاء الاصطناعي، الأكثر بروزاً واتساعاً خلال العام المقبل، حيث سيتم الانتقال من نموذج «مراكز البيانات» السائد حالياً، إلى نموذج «بحيرات البيانات» الأشد اتساعاً واكثر استيعاباً وأقل كلفة، كما سيتم تقديم الذكاء الاصطناعي كخدمة سحابية أو غير سحابية لمن يريدها في أي قطاع، كبديل عن الانظمة التي يجري تثبيتها وتشغيلها داخل المؤسسات.

وسيتوسع مفهوم الخدمات ليشمل كل شيء، بما في ذلك تقديم الاجهزة والمعدات من حواسيب وغيرها وفق نموذج قائم على الاشتراكات لا الشراء، والحيازة بدلاً من الامتلاك، والدفع مقابل الاستخدام اثناء الحيازة، بدلاً من الدفع عند الشراء والامتلاك.

جاء ذلك في تقرير أصدرته مؤسسة «جي بي بول هوند» البحثية، حول أبرز التوجهات المتوقع أن تسود عالم التقنية في العام الجديد، ونشرته على موقعها أخيراً.

«بحيرات البيانات»

وتوقع التقرير أن يحل نموذج «بحيرات البيانات» محل نموذج «مراكز البيانات»، كآلية للتعامل مع الكم الهائل والمتدفق من البيانات المنتجة على مدار الساعة من أنظمة إنترنت الاشياء، وأدوات توليد البيانات الأخرى.

وأوضح أنه في هذا النموذج ستختفي قواعد البيانات «العلائقية» أو القائمة على الهيكلية المعمارية المستندة للعلاقات البينية في ما بين البيانات وبعضها، والتي ظهرت منذ عقود، ولاتزال الهيكلية الأكثر انتشاراً ورسوخاً في مراكز البيانات المنتشرة عالمياً، لتبرز قواعد بيانات جديدة فائقة الاتساع، وذات هيكلية معمارية مختلفة، ستكون مسؤولة عن تشغيل نموذج جديد يطلق عليه «بحيرات البيانات»، أو مرحلة ما بعد مراكز البيانات، وهو مصطلح يشير إلى تجمعات البيانات فائقة الضخامة وسريعة ومتواصلة التجدد.

تعلّم الآلة

وقال نائب رئيس «جي بي بول هوند»، براندون أوفيرمير، إن عروض البرامج الجديدة التي تستخدم تقنيات تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي يمكن أن تتعامل مع مجموعة متنوعة من مصادر البيانات، ما يجعل من الممكن الانتقال من مستودعات البيانات إلى «بحيرات البيانات»، التي هي أرخص أيضاً في الاستخدام.

«الجيل الخامس»

إلى ذلك، أشار التقرير إلى أن هناك ثلاث شركات ستكون مسؤولة عن الانطلاق بأقصى طاقة نحو الجيل الخامس للمحمول خلال العامل المقبل، وهي: «هواوي» الصينية و«سامسونغ» الكورية و«كوالكوم» الأميركية، حيث تقوم هذه الشركات بدفع الجيل الخامس للمحمول نحو مزيد من الانتشار والتشغيل، سواء على صعيد تطوير وبناء شبكات الاتصالات المحمولة، او على صعيد وحدات مودم الجيل الخامس في الأجهزة المختلفة، مثل الحواسيب والهواتف وغيرها، أو على صعيد الهواتف الذكية المحمولة التي ستعد الوقود الأساسي لتوصيل الخدمات المستندة لشبكات الجيل الخامس الفائقة السرعة.

الذكاء الاصطناعي

من جهة أخرى، أورد التقرير إحصائية منسوبة الى مؤسسة «فوربس» تظهر أن 25% من المؤسسات في جميع أنحاء العالم التي تستخدم حلول وأنظمة للذكاء الاصطناعي داخل وحداتها وبيئات عملها، تبلّغ عن معدل فشل يصل إلى 50%.

وتوقع تقرير «جي بي بول هوند» أن يقدم عام 2020 مساراً مختلفاً للتعامل مع هذا الأمر، من أجل رفع نسب النجاح في استخدام انظمة الذكاء الاصطناعي عن معدل الـ50%، مبيناً أن هذا المسار هو التحول نحو تقديم الذكاء الاصطناعي كخدمة سحابية، بدلاً من تقديمه كأنظمة مضمنة في حلول أخرى يتم تثبيتها داخل المؤسسة، ليحصل العملاء النهائيون على ما يريدونه من الذكاء الاصطناعي، دون تكبد أعباء ومشاق التركيب والتدريب والتشغيل وغيرها.

البث الحي

كما توقع التقرير أن تتسع موجة البث الحي للفيديو عبر الانترنت، لتشمل خدمات منافسة ومتميزة الى جانب خدمة «نيتفليكس» وغيرها، لافتاً إلى أن العام الجديد سيشهد تطوراً أساسياً في كيفية استهلاك المشاهدين لمحتوى الأفلام والتلفزيون التقليدي، من إنتاج قنوات «الكبلات» على التلفزيونات إلى منصات المحتوى عند الطلب المتوافرة على أي جهاز، في حين ستظل «نيتفليكس» بمثابة منصة الربط الرئيسة، بينما تتوسع منصات أخرى مثل «هولو» و«أمازون برايم» و«ديزني بلس» وغيرها، لتقدم هذه الخدمات بمحتوى عالمي، وليس أميركياً فقط.

الاشتراك لا الشراء

أكد تقرير مؤسسة «جي بي بول هوند»، أن العام المقبل سيشهد توسعاً مؤثراً في مفهوم «كل شيء كخدمة»، حيث سيصل الأمر إلى التعامل مع الحاسبات ومعدات بناء الشبكات وأوعية التخزين وغيرها من أجهزة تقنية المعلومات باعتبارها خدمات، يمكن للعميل النهائي الفرد أو المؤسسة، الحصول عليها وحيازتها كخدمة بالاشتراك يتم الدفع لها شهرياً حسب الاستهلاك، عبر اشتراكات ذات سياسات تسعير خاصة، بدلاً من شرائها وامتلاكها.

تويتر