في أقل من عام أصبحت منافساً قوياً للغات أخرى أكثر شهرة واستخداماً عالمياً
«آر» تقفز من المركز 20 إلى 8 بين أكثر لغات البرمجة شعبية
أصبحت لغة البرمجة المعروفة باسم «آر» المتخصصة في مجال التطبيقات الإحصائية وتحليلات البيانات الضخمة، ظاهرة لافتة في مجال البرمجة، ومنافساً قوياً للغات البرمجة الأكثر شهرة والأوسع استخداماً وشعبية عالمياً، وذلك بعدما قفزت خلال أقل من عام من المركز الـ20 إلى المركز الثامن في قائمة لغات البرمجة الأكثر شعبية بين المطوّرين.
جاء الكشف عن القائمة في بيانات شهر يوليو بالمؤشر الخاص بقياس معدلات النمو وشعبية لغات البرمجة عالمياً، الذي تعدّه وتشغله شركة «تايوب»، إحدى أكبر شركات متابعة جودة البرمجيات عالمياً.
ونشرت البيانات الجديدة في صفحة المؤشر الذي يرتب لغات البرمجة من حيث شعبيتها، بناءً على عمليات البحث، التي تتم عن كل لغة في محركات البحث الرئيسة، عبر الإنترنت عالمياً ومعدل استخدامها من قبل المبرمجين والمطوّرين، من دون أن يتعرّض لجودة اللغة أو جدارتها من حيث عمليات التكويد.
مفاجأة
قال الرئيس التنفيذي لشركة «تايوب»، بول يانسن، إن أوضاع لغة البرمجة «آر» في بيانات الشهر الجاري تمثل مفاجأة كاملة، مشيراً إلى أنه حتى بداية العام الجاري كانت هذه اللغة تحتل المركز الـ20 في قائمة لغات البرمجة الأكثر شعبية بين المطوّرين، لكنها أصبحت الآن في المركز الثامن، لتقفز 12 مركزاً دفعة واحدة خلال أقل من عام.
وأضاف أن هذا الأمر غير متوقع في ضوء معدلات النمو والانتشار المعتادة لتلك اللغة، فهي لغة تستخدم بالأساس في التطبيقات الإحصائية وتطبيقات البيانات الضخمة، التي تعدّ محدودة الانتشار والاستخدام، مقارنة باللغات الأخرى المستخدمة كتابة وتكويد التطبيقات الأوسع انتشاراً، سواء في عالم الأعمال التجارية، أو في التطبيقات الشخصية والفردية.
منافسة
أكد يانسن أنه على الرغم من أن «آر» لغة مجانية مفتوحة المصدر، يجري تطويرها من قبل مجتمعات المطوّرين غير التابعة لأي شركة تجارية، فإنها بهذا الأداء تقضي عملياً على منافستيها الرئيستين التجاريتين مغلقتا المصدر، وهما لغة «ساس» ولغة «ستاتا»، الأكثر استخداماً في هذا المجال منذ سنوات.
وأوضح أن القضاء على «ساس» و«ستاتا» لن يتم من قبل «آر» وحدها، بل يشاركها في ذلك لغة «بايثون» الأوسع شعبية وجاذبية في مجال التطبيقات الإحصائية، وتطبيقات تحليلات البيانات الضخمة.
لغات أخرى
وبحسب البيانات المنشورة على مؤشر قياس معدلات النمو وشعبية لغات البرمجة عالمياً، حول حالة لغات البرمجة في يوليو، فإن اللغات التي تتصدر المراكز الأولى في القائمة هي بالترتيب حسب المراكز: «سي»، «جافا»، «بايثون»، «سي بلس بلس»، «سي شارب»، «فيجوال بيزك»، «جافا سكريبت»، ثم «آر» في المركز الثامن قافزة من المركز الـ20.
وإضافة إلى ظاهرة «آر» اللافتة، كانت هناك تغييرات أخرى على المؤشر، حيث تقدمت لغة «جو» التابعة لشركة «غوغل» من المركز الـ16 إلى الـ12، فيما تقدمت لغة «بيرل» التي طوّرتها «آي بي إم» من المركز الـ19 إلى الـ14، ولغة «سكراتش» من المركز الـ30 إلى المركز الـ17، بينما تقدمت لغة «رست» من المركز الـ33 إلى الـ18.
تفسير
يرى خبراء شركة «تايوب» أن ظاهرة لغة البرمجة «آر» وتقدمها المفاجئ والكبير يعود أولاً إلى التوسع الجاري حول العالم حالياً في البحوث والتحليلات الإحصائية المرتبطة بالبحث عن لقاح أو مصل واق من فيروس «كورونا»، وهي جهود تتناسب مع الإمكانات التي تقدمها لغتي «آر» و«بايثون» أكثر من غيرهما، فضلاً عن أن الجامعات ومعاهد البحث العاملة في التطبيقات الإحصائية وتحليلات اللغات الضخمة، باتت تبتعد عن لغتي «ساس» و«ستاتا» التجاريتين، إلى لغات المصدر المفتوح، على رأسها «آر» و«بايثون».
ظاهرة مؤقتة
أظهرت بيانات مؤشر «ستاك أوفر فلو»، وهو تجمع عالمي كبير للمبرمجين، أن لغة «آر» كانت ثاني أكثر لغة استخداماً بعد لغة «بايثون» في الجامعات منذ عام 2017، وتحديداً في مجموعات الأكاديميين المتخصصين في العلوم الاجتماعية والبيولوجيا والرعاية الصحية.
في هذا السياق، يرى محللو موقع «تيك ريبابليك» المتخصص في التقنية، أنه في حال ما كانت فرضية خبراء شركة «تايوب» حول لغة «آر» صحيحة، فهذا معناه أن ظاهرة «آر» مؤقتة، وستتراجع هذه اللغة مرة أخرى، حال الانتهاء من مهمة البحث عن لقاحات وأمصال فيروس «كورونا»، كما أنه يحتمل ان تبطئ من حركتها خلال الفترة المقبلة، وتتعثر شعبيتها لأن المبرمجين لن يغامروا بالقفز إليها، وهم يعلمون أنها مرتبطة بمهمة ستنتهي عاجلاً أم آجلاً، ولذلك على الأرجح سيعود مضمار السباق مرة أخرى قريباً تحت هيمنة «بايثون».