توقعات بتراجع دور المبرمجين المحترفين في بناء التطبيقات والبرامج
«الكود المنخفض واللاكود» سيغير المشهد بصناعة البرمجيات
بحلول عام 2024 سيتغير المشهد في صناعة البرمجيات بدرجة ملحوظة، إذ سيتراجع دور المبرمجين المحترفين في بناء التطبيقات والبرامج النهائية من المستوى الصغير والمتوسط، ليقوم رواد وأصحاب الأعمال ببناء هذه النوعية من البرمجيات بأنفسهم خلال وقت أقصر، وبكلفة أقل دون الحاجة لمبرمجين. والسبب في هذا التغيير العميق اتجاه جديد وناشئ في مجال البرمجة، يحمل اسم «الكود المنخفض واللاكود»، الذي يجعل بناء البرامج والتطبيقات، عملية قابلة للإنجاز والتحقق، عبر كتابة القليل جداً من الأكواد البرمجية، أو من دون أكواد على الإطلاق. وردت هذه التوقعات في سياق تقرير نشرته أخيراً شبكة «زد دي نت» zdnet.com، حول مستقبل البرمجة بالكود المنخفض والبرمجة بلا أكواد، واعتمدت فيه على دراستين صادرتين عن مؤسستي «غارتنر» و«فورستر» لبحوث سوق تقنية المعلومات.
الكود المنخفض
يطلق مصطلح «الكود المنخفض واللاكود» على منصات البرمجة، التي توفر عدداً كبيراً ومتنوعاً من المكونات البرمجية النمطية السابقة الإعداد، واللازمة لبناء البرامج والتطبيقات المختلفة، مثل مكتبات النماذج البرمجية لهيكلية البرامج والتطبيقات وقواعد البيانات، ومكون أمن المعلومات، ومكون دورات العمل، ومكون إجراءات الأعمال، ومكون الواجهات الأمامية، ومكون الواجهات الخلفية، ومكون أدوات تحليل وعرض البيانات، وغيرها. ويتم توفير هذه المكونات جميعاً في صورة مكتملة، قابلة لأن يتم التعامل معها من خلال أدوات لتطوير وبناء البرمجيات من خلال واجهات تفاعل رسومية سهلة، لا تحتاج سوى فهم بعض أوامر التشغيل والربط مع غيرها من المكونات، عبر خطوات متسلسلة محددة سلفا، ما يقلل احتياج القائم بالتطوير إلى كتابة الأكواد البرمجية إلى أقصي درجة، أو يلغيها تماماً. ومن هنا أطلق عليها «الكود المنخفض أو اللاكود»، حيث يكون مطلوباً من القائم ببناء التطبيق أو البرنامج، أن يمتلك رؤية واضحة حول طبيعة التطبيق وأهدافه، وطريقة تشغيله في بيئة العمل القائمة، ثم يستخدم المكونات والأدوات المتاحة له للتنفيذ.
الحصة السوقية
وتوقعت دراسة «فورستر» أن تنمو سوق تطبيقات وبرمجيات «الكود المنخفض واللاكود» بنسبة 40٪ سنوياً لتصل إلى 21 مليار دولار بحلول عام 2022، بينما توقعت مؤسسة «غارتنر» أن تستحوذ منصات التطبيقات منخفضة «الكود واللاكود» على 65% من جميع عمليات تطوير التطبيقات بحلول عام 2024. وتستند هذه التوقعات إلى ما توفره هذه النوعية من منصات البرمجة من فوائد جمة للشركات الصغيرة والمتوسطة، وجانب من أعمال الشركات الكبيرة، تتمثل في قصر مدة التطوير، وقلة كلفتها، واعتمادها على موظفين يمتلكون خبرات عالية في مجال عملهم، وخبرات أساسية أو محدودة للغاية في مجال البرمجة، ما يسرع من فترة وصول المنتج للأسواق.
منصات متنافسة
ويوجد على الساحة حالياً العديد من منصات تطوير التطبيقات بمفهوم «الكود المنخفض واللاكود»، وعددها يتزايد بشكل مستمر، والمنافسة بينها تشتد بحسب ما ذكرته «غارتنر»، من أبرزها منصة «إيفوك» لتطوير التطبيقات «المنخفضة الكود» في مجال الأعمال والتطبيقات التجارية والصناعية، وهي من إنتاج شركة برمجيات تدعى «بلو إنفنتي»، التي تقول إن «منصتها صممت لمساعدة الشركات على نشر التطبيقات بسهولة عبر الأجهزة المختلفة دون الحاجة إلى الكود، فبدلاً من كتابة كل سطر من التعليمات البرمجية لتطبيق معين، يمكن لمستخدمي النظام الأساسي ذي التعليمات البرمجية المنخفضة أو من دون رمز، إنشاء مشروعهم باستخدام واجهات التأشير والضغط على المفاتيح، بما يتيح لغير المبرمجين، من الناحية النظرية، تجميع كتل التعليمات البرمجية المحددة مسبقاً، لإنشاء برنامج مخصص، بسرعة وبكلفة أقل بكثير من التعاقد مع مبرمج محترف». وهناك أيضاً منصة «دي إس بي كونسبتس» المتخصصة في بناء تطبيقات الصوت «منخفضة الكود».
وهناك أيضاً منصة «ستوديو جرافين»، المتخصصة في خدمة الشركات الناشئة في المجالات المختلفة من أجل مساعدتها على بناء منتجات وخدمات رقمية سريعة تخدم أعمالها.
اختفاء المبرمجين
أكد أصحاب المنصات على أن توجّه «الكود المنخفض واللاكود»، لن يؤدي لاختفاء المبرمجين المحترفين، بل سيغير المشهد، بحيث يكون المبرمجون المحترفون مسؤولين عن تطوير الأدوات والمكونات البرمجية السابقة الإعداد، تاركين لمتخصصي الأعمال وذوي المهارات البرمجية المنخفضة استخدام هذه الأدوات والمكونات في بناء البرامج والتطبيقات.