ضمن جهود استكشاف الفضاء وصديق للبيئة
«وايزا وودسات».. قمر اصطناعي «خشبي» سيكون جاهزاً للإطلاق بنهاية 2021
من المقرر إطلاق أول قمر اصطناعي مصنوع من الخشب، إلى المدار، في وقت لاحق من هذا العام، كجزء من مشروع لاختبار استخدام المواد المستدامة في الفضاء. وستجمع مهمة «وايزا وودسات» بيانات عن متانة الخشب في ظروف الفضاء القاسية، من أجل تقييم ما إذا كان من الممكن بناء محطات فضائية مستقبلية أو حتى مركبات فضائية من الخشب. وسيتعرض القمر الاصطناعي التجريبي، الذي يبلغ طوله 10 سنتيمترات، ويزن كيلوغراماً، لدرجات حرارة قصوى وضغط الفراغ، والإشعاع الفضائي، على مدى فترة طويلة، إذ سيدور حول الأرض على ارتفاع 500 كيلومتر.
وقال مدير مشروع الفضاء لشركة «يو بي إم بلاوود»، التي تشرف على المشروع العلمي، آري فاوتيلانين، لصحيفة «الإندبندنت»: «يمكننا اختبار العديد من الأشياء في مختبراتنا، لكن الاختبار النهائي للجدوى الفضائية لا يمكن إجراؤه إلا في الفضاء». وتبحث صناعة الفضاء باستمرار عن ابتكارات مادية للمركبات الفضائية ومحطات الفضاء.
وتابع فاوتيلانين: «نحن نعمل مع وكالة الفضاء الأوروبية لمعرفة ما إذا كان يمكن استخدام الخشب، والخشب الرقائقي على وجه الخصوص لهذه الأغراض».
وقمر «وايزا وودسات» الاصطناعي مصنوع من الخشب الرقائقي، ويحمل رسالة مفادها استبدال المواد الحالية التي تُصنع بها الأقمار الاصطناعية، بمواد متجددة قائمة على الخشب.
ويأتي القمر الاصطناعي مزوداً بمجموعة من أجهزة الاستشعار والكاميرات على متنه، بما في ذلك عصا «سيلفي» قابلة للتمدد لالتقاط صور ذاتية. والمهمة عبارة عن مشروع مشترك بين «يو بي إم بلاوود»، وشركة التصميم الاسكندنافي «هالد»، وشركة تكنولوجيا الفضاء «أركتيك أسترونوتيكس». ولا يوجد تاريخ محدد للإطلاق، لكن من المتوقع أن يتم بين سبتمبر وديسمبر، من العام الجاري، على متن مركبة الإطلاق «إلكترون» التابعة لمجمع الإطلاق «ماهيا بيننسيولا»، في نيوزيلندا. وقال غاري ماكنين، من «أركتيك أسترونوتيكس»، الذي يشغل منصب مدير مهمة «وايزا وودسات»، إن «القمر الاصطناعي الخشبي المزود بعصا سيلفي، سيظهر إلى حد كبير النوايا الحسنة ويرفع مستوى التفاؤل، ولكن هذا في الأساس مسعى علمي وتكنولوجي جاد». وتابع ماكنين «بالإضافة إلى اختبار الخشب الرقائقي، سيعرض القمر الاصطناعي إمكانية الوصول إلى اتصالات لاسلكية عبر الأقمار الاصطناعية لهواة اللاسلكي، وسيستضيف العديد من التجارب التقنية الثانوية، وسيعمل على نشر تكنولوجيا الفضاء».
التلوث الفضائي
أضحى «التلوث الفضائي» مصطلحاً شائعاً في العالم، خلال السنوات الأخيرة، وهو يشير بالأساس إلى الأجسام التي تخلّفها أنشطة البشر في الفضاء مثل أجزاء الطائرات والصواريخ أو الأقمار الاصطناعية التي تعطلت ولم تعد تعمل، أو انفجار أجسام تسير بسرعة فائقة في مدار الأرض.
وفي أكتوبر 2019، قدرت شبكة مراقبة الفضاء الأميركية وجود ما يقارب 20 ألف جسم اصطناعي في المدار الذي يعلو كوكب الأرض، من بينها 2218 قمراً اصطناعياً في حالة عمل.