بعد ضغوط من «الكونغرس» ووسائل إعلام وخبراء في نمو الأطفال
«فيس بوك» تتجه إلى «تعليق» «إنستغرام» للأطفال
قالت إدارة «شركة فيس بوك» الأميركية، إنها ستعمل على تعليق تشغيل نسخة تطبيق «إنستغرام» المخصصة للأطفال، بعد تعرضها لضغوط من أعضاء في «الكونغرس»، ومنتقدين، إضافة إلى وسائل إعلام، وخبراء في نمو الأطفال.
وتأتي خطوة «فيس بوك» بعد تقرير أصدرته صحيفة «وول ستريت جورنال» منتصف سبتمبر الماضي، جاء فيه أن «فيس بوك» تدرك من خلال الأبحاث الخاصة بها أن تطبيق «إنستغرام» يسبب أذى لبعض الأطفال في سن المراهقة، خصوصاً الفتيات، إذ إنه يؤدي إلى أضرار ذهنية ومشكلات في صورة الجسم، وفي بعض الحالات، تسبب تلك الأضرار بعض الاضطرابات في تناول الطعام، والتفكير في الانتحار.
جلسة استماع
لكن من الناحية العلنية، لطالما قللت «فيس بوك» من أهمية الجوانب السلبية لتطبيق «إنستغرام»، إذ لاتزال النسخة المخصصة للأطفال حتى الآن، في حال متقدمة ومزدهرة، على الرغم من التحذيرات التي أطلقها الخبراء، وأعضاء في الكونغرس، فضلاً عن الأبحاث التي قامت بها «فيس بوك» نفسها.
وقد وجهت «فيس بوك» انتقاداً شديد اللهجة ضد التقرير الذي نشرته «وول ستريت جورنال»، باعتباره مأخوذاً أو مقتبساً عن أبحاث «فيس بوك» نفسها.
وليس من قبيل المصادفة أن تقوم لجنة التجارة في الكونغرس الأميركي، بإجراء جلسة استماع حول الآثار السيئة لـ«فيس بوك» و«إنستغرام» على الأطفال، وهي الجلسة الأخيرة من نوعها للوقوف على ما تخفيه شركات التقنية الضخمة من أضرار تسببها منتجاتها.
ولم تحدد «فيس بوك» ما إذا كانت ستتخلى عن تطبيق «إنستغرام» أم لا، بل إن مدير التطبيق، آدم موسيري، قال في مدونة نشرت الأسبوع الماضي، إن الشركة ستستغل الفترة التي تعلق بها التطبيق، للعمل مع الآباء، والخبراء، والسياسيين لإظهار مدى القيمة والحاجة إلى هذا المنتج.
خبراء وأبحاث
وقبل أربعة أعوام، قالت «فيس بوك» إنها جمعت فريقاً من الخبراء يعملون في مجال سلامة التعامل مع الإنترنت، ونمو الأطفال، ووسائل إعلام الأطفال، لتقديم خبراتهم وأبحاثهم وإرشاداتهم، لافتة إلى أن الفريق تلقى تمويلاً من «فيس بوك». ويعترف النقاد بأن العديد من الخبراء المشاركين كانت نيتهم حسنة، بيد أن نفوذهم كان ضئيلاً للغاية، إذ قال مدير برنامج الإشراف الحقيقي على «فيس بوك»، كيل تايلور، إنه لطالما أظهرت «فيس بوك» أنها غير قادرة على الحكم الرشيد أو تقديم المشورة لنفسها بنزاهة. وأضاف أن تمويل «فيس بوك» للأبحاث والمجتمع المدني، يسبب مشكلات عويصة، ويمنع أي عملية مطلوبة تهدف إلى إحداث تغيير حقيقي.
أسوأ منصة
بدوره، يرى المدير التنفيذي لمحرك البحث «فايرفوكس»، جوش غولين، أن تطبيق «إنستغرام» المخصص للأطفال، ربما يكون قد غرق الآن تحت الأمواج.
وأضاف أن «تعليق» العمل بالتطبيق فكرة جيدة من «فيس بوك» لإنقاذ ماء الوجه، على أمل أن ينسى المستخدمون سيئاته. وقال إن شركته وآخرين فشلوا في الضغط على «فيس بوك» من أجل إلغاء التطبيق المخصص للأطفال.
وتابع غولين: «(إنستغرام) أسوأ منصة رقمية للأطفال، يليه (ماسنجر)»، لافتاً إلى أن لدى «فيس بوك» الكثير من الأبحاث والأدلة الوافرة التي تؤكد ذلك.