فوضى وارتباك في إدارة «الحجز المسبق» لأجهزة الألعاب الإلكترونية
سادت حالة من الفوضى والارتباك الأقسام الخاصة بخدمة الحجز المسبق لأجهزة ومعدات الألعاب الإلكترونية في مواقع الشركات الأربع الكبرى المنتجة لهذه الأجهزة: «مايكروسوفت»، و«سوني»، و«إنفيديا»، و«إيه إم دي»، بعدما تجاوز الطلب على الشراء التوقعات الموضوعة بمعدلات بلغت في بعض الأحيان 10 أضعاف، كما هو الحال مع الطلب على بطاقة رسوميات شركة «إنفيديا» الجديدة.
ومع حالة الارتباك والتوقف والأعطال، والنفاد السريع للكميات المعروضة، صدرت عن الشركات الأربع اعتذارات متكررة خلال الأسبوعين الماضيين، مع التأكيد على طرح كميات جديدة من دون تأكيد على موعد الطرح، أو مكان الحصول عليها.
ورصد تقرير أعده محللو موقع «ذا فيرج» theverge.com المتخصص في التقنية، هذه الحالة من الفوضى والارتباك خلال الأسبوعين الماضيين، وأكد أن الفوضى حدثت مع خدمة الطلب المسبق على جهاز «بلاي ستيشن إس 5» من «سوني»، والطراز الجديد من أجهزة «إكس بوكس» من «مايكروسوفت»، وبطاقتي الرسوميات الجديدة «آر تي إكس 3000» من «إنفيديا»، و«آر إكس 6800» من «إيه إم دي»، وهي المنتجات الأربع التي تشكل موسم إطلاق يعد الأهم من نوعه في صناعة الألعاب خلال السنوات العشر الماضية.
جهاز «إكس بوكس»
في حالة جهاز «إكس بوكس»، فقد أبلغ العديد من المستهلكين عن مشكلات في تأمين الطلبات وتأكيد حجزها، مع اختفاء وحدات التحكم في الجهاز من عربات التسوق بالمواقع، وظهور مشكلات معالجة المدفوعات خلال فترات زمنية حاسمة قبل أن تدرج صفحات المنتج العناصر على أنها «غير متوافرة».
وقال آخرون إن متجر «مايكروسوفت» كان يواجه مشكلات قبل الإبلاغ أيضاً عن رسائل «نفاد المخزون» عبر مجموعة «إكس بوكس» بأكملها، بما في ذلك اشتراك «الوصول الكلي لإكس بوكس»، وهو نوع جديد من الاشتراكات، وقد اعتذرت «مايكروسوفت» عما حدث، مؤكدة أنه «سيتم توفير المزيد من وحدات التحكم».
«بلاي ستيشن 5»
لم يكن الوضع بأقل فوضوية في حالة «بلاي ستيشن 5» من «سوني»، إذ بدأ بعض تجار التجزئة في قبول طلبات الحجز المسبق قبل يوم من الموعد المحدد، وتم بيع المتاح على الفور، وحينما حل الموعد الرسمي للحجز المسبق، لم يجد المستهلكون شيئاً يحجزونه، فقدمت «سوني» اعتذاراً جاء فيه: «لنكن صادقين، كان من الممكن أن تكون الطلبات المسبقة على الجهاز أكثر سلاسة.. نحن حقاً نعتذر عن ذلك، وخلال الأيام القليلة المقبلة سنصدر المزيد من وحدات التحكم للطلب المسبق، وسيشارك تجار التجزئة المزيد من التفاصيل، كما سيتوافر المزيد من الأجهزة حتى نهاية العام».
حالة كارثية
أما الحالة مع بطاقة رسوميات «إنفيديا» الجديدة فوصفها المحللون بأنها كانت «كارثية»، فمع الدقائق الأولى لفتح الحجز المسبق، تعطلت الخدمة، وتعرض موقع الشركة ككل للتوقف. وقالت الشركة إن موقعها تلقى 10 أضعاف الزيارات التي حدثت عند طرح الجيل السابق، فاعتذرت لزوارها ومستهلكيها قائلة: «لم نكن ولا شركاؤنا مستعدين لهذا المستوى من الزيارات والطلبات، ولم نتوقعه».
أسباب الفوضى
ذكر محللون تقنيون ثلاثة أسباب وراء حالة الفوضى الواضحة في إدارة عمليات الحجز المسبق، وتوفير المنتجات في مواعيد واضحة ومحددة للمشترين: الأول يتمثل في ارتفاع الطلب على الشراء إلى معدلات فاقت التوقعات الموضوعة مرات عدة، كما هو الحال مع بطاقة رسوميات «إنفيديا».
أما السبب الثاني فهو اتباع الشركات لتكتيك «إشاعة الندرة» حول المنتج في عمليات التسويق والبيع، وهو ما يطلق عليه أحياناً «التعطيش المتعمد للسوق»، وتقليل المتاح من المنتج، كوسيلة لجذب الانتباه، وما يصاحب هذا التكتيك البيعي والتسويقي من غموض، وعدم وضوح في توقيت وصول المنتجات للمستهلكين، سواء عبر الحجز المسبق والشراء من الإنترنت، أو عبر تجار التجزئة.
وبحسب ما يقوله المحللون فإن اللجوء إلى هذا التكتيك تفرضه المنافسة الشديدة في سوق أجهزة الألعاب، وما يصاحبها من سرية في كل خطوة تخطوها هذه الشركة أو تلك.
ويتمثل السبب الثالث في روبوتات الشراء والتسويق، ويقصد بها الروبوتات البرمجية، التابعة لوسطاء وأطراف يعملون في مجال التسويق والبيع عبر الإنترنت، والتي تسجل بصورة آلية طلبات بالآلاف في خدمات الحجز المسبق، وبمجرد إتمام الطلب تحول هذه الطلبات مباشرة إلى إعلانات بيع عبر متاجر ومراكز التسوق الإلكترونية الكبرى، مثل «أمازون» و«إي باي»، ولأنها تعمل بطريقة مبرمجة وآلية وعالية السرعة، فقد «التهمت» قدراً كبيراً من أوامر الحجز المتاحة خلال وقت قصير، وحرمت الجمهور العادي من الحصول عليها.
إطلاق ورقي
كان الأمر أقرب إلى «فضيحة» في حالة بطاقة رسوميات «إيه إم دي»، إذ تم فتح الحجز المسبق، ومن الدقيقة الأولى لم يكن هناك بطاقة واحدة في المخزون، كما لا توجد أية معلومات حول ما إذا كان ذلك قد يتغير أم لا. ومن هنا وصف المحللون ما حدث في شركة «إيه إم دي» التقنية بأنه «إطلاق ورقي» لا فعلي.
- شركات تلجأ إلى «التعطيش المتعمد للسوق» لجذب الانتباه.