«الألعاب السحابية» تغيّر قواعد الترفيه الإلكتروني
تخيل أن لاعبي الفيديو غير مربوطين بأجهزة الكمبيوتر ووحدات التحكم الخاصة بهم، يلعبون نسخاً واضحة تماماً من ألعابهم المفضلة في أي مكان، وقد يجتازون العالم المستقبلي للعبة تصويب الخيال العلمي (Halo) على هواتفهم المحمولة أثناء ركوب المترو، أو نفض الغبار عن أجهزة كمبيوتر «ماك بوك» القديمة، والقفز مباشرة إلى غابة ساحة المعركة في لعبة League of Legends.
هذا هو المستقبل الوردي الذي وعدت به الألعاب السحابية، وهي تقنية ناشئة يمكنها إعادة تشكيل طريقة لعب الأشخاص. فقد أعلنت شركة «فيس بوك»، الخميس، أنها وسعت نطاق منصة الألعاب السحابية الخاصة بها، التي تم إصدارها في الخريف الماضي، لتغطي 98% من مناطق الولايات المتحدة. كما أتاحت «مايكروسوفت» خدمة الألعاب السحابية الخاصة بها على المزيد من الأجهزة. وسعت «أمازون» للوصول إلى خدمتها السحابية.
ومن المتوقع لصناعة الألعاب السحابية الصغيرة والمتنامية أن تتجاوز مليار دولار من العائدات، و23 مليون مستخدم بنهاية هذا العام، وفقاً لشركة «نيو زوو»، وهي شركة لتحليلات الألعاب، والتي توقعت أن تنمو الإيرادات إلى أكثر من خمسة مليارات دولار بحلول عام 2023، مع تحسن التكنولوجيا.
وقال محلل الألعاب في شركة التحليلات «غلوبال داتا»، روبانتار جوها، لصحيفة «وول ستريت جورنال»، إنه «بعد سنوات من التطوير، الآن هو الوقت الحاسم لاكتساب الألعاب السحابية شهرة كبيرة».
والألعاب السحابية هي القدرة على فصل القوة التقنية المطلوبة لتشغيل لعبة فيديو عن الجهاز الذي يتم تشغيلها عليه، ويتم تحقيق ذلك باستخدام مراكز البيانات البعيدة، التي تسخر قوة معالجة الشركة وتدفق اللعبة مباشرة إلى جهاز المستخدم.
وهذا يعني أن الألعاب لن تكون مرتبطة بعد الآن بمنصات أو أجهزة معينة، لذلك يمكن تشغيل أي لعبة، ليس فقط على وحدة تحكم «جهاز اكس بوكس»، بل على هاتف محمول أو حتى مباشرة في جهاز تلفزيون، كما يمكن لأي شخص استخدام قوة السحابة للعب لعبة عالية الجودة وكثيفة الرسومات على جهاز أقدم أو أضعف.
وقد يؤدي ذلك إلى قضاء الناس وقتاً ومالاً أقل على أجهزة ألعاب الفيديو باهظة الثمن من «مايكروسوفت»، و«سوني»، و«نينتندو»، والابتعاد عن أجهزة الكمبيوتر المخصصة للألعاب باهظة الثمن، كما يمكنهم نظرياً لعب ألعاب جديدة على الفور على أي جهاز في أي مكان.
لكن الألعاب السحابية، التي لاتزال في مرحلة تجريبية، تتعثر أحياناً بسبب مواطن الخلل التي تحبط المستخدمين، إذ تتطلب اتصالاً بإنترنت محلي قوي.
وقال خبير الألعاب السحابية في «نيو زوو»، جيلهيرمي فرنانديز، إن «الألعاب السحابية يمكن أن تؤدي إلى زعزعة التفوق الذي تتمتع به (سوني)، و(مايكروسوفت)، وغيرهما من الشركات المصنعة للأجهزة في ألعاب الفيديو. وبدلاً من ذلك، فإن عمالقة التكنولوجيا، مثل (غوغل)، و(أمازون) يتقدمون، ويرون ذلك فرصة للدخول إلى سوق الألعاب العالمية».
بدوره، قال الأستاذ في جامعة نيويورك، جوست فان دريونين، الذي يدرس أعمال ألعاب الفيديو، إن «شركات التكنولوجيا الكبرى لديها إحساس بالغطرسة، بحيث يمكنها الاستيلاء على قطاع الصناعة وتعطيلها بالكامل». بينما أفاد نائب رئيس شركة «فيس بوك» للألعاب، فيفاك شارما، بأن الألعاب السحابية سهّلت على الأشخاص الانتقال فوراً إلى الألعاب مع أصدقائهم على «فيس بوك».