تقنية «الصوت عالــي التحديد» تشق طريقها إلى الهواتـف الذكية

أصبحت الدقة العالية التحديد، أو ما يُعرف بتقنية «إتش دي» معياراً تتميز به معظم شاشات الهواتف المحمولة الحديثة ذات المواصفات المرتفعة، لكن من المتوقع أن نشهد قريباً انتشار نوع جديد من التقنية في الهواتف المحمولة، تُدعى «الصوت العالي التحديد» «إتش دي فويس»، أو ما يُعرف تقنياً بالصوت العريض الموجة، وهي تقنية مصممة لتجعل صوت المُتصل أقرب ما يكون، خلال المكالمات الهاتفية، لصوته خلال الحديث معه وجهاً لوجه.

وكانت بعض شركات الاتصالات في الولايات المتحدة، بدأت تطبيق هذه الميزة بشكل تجريبي قبل نحو عامين، إلا أنها أصبحت متوافرة الآن لدى جميع الشركات الكبرى تقريباً.

ومن المتوقع أن ينتشر الصوت العالي التحديد خلال فترة قريبة، وعلى مستوى أوسع داخل الولايات المتحدة وخارجها، وذلك تزامناً مع انتشار تقنية الجيل الرابع «إل تي إي».

وكان نائب رئيس شركة «إيه تي آند تي» الأميركية صرح خلال مؤتمر «فينتشربيت موبايل» الذي عقد في كاليفورنيا، حديثاً، بأن شركته ستكون رابع شركة في الولايات المتحدة تتبنى هذه التقنية.

وتعد شركة «تي موبايل» من المبادرين في هذا المجال، إذ أعلنت في يناير الماضي توافر ميزة «إتش دي فويس» على عدد من الهواتف الذكية منها هاتف «سامسونغ غالاكسي إس ‬3» و«إتش تي سي ون إس»، كما أعلنت الشركة الشهر الماضي أنها ستدعم تقنية «إتش دي فويس» على هاتف «آيفون ‬5».

وكانت شركة «فيرايزون» تحدثت عن خطتها لتطبيق التقنية في عام ‬2014، وكذلك بالنسبة لشركة «سبرينت» التي تخطط لتوفير «إتش دي» فويس على هاتف «إتش تي سي إيفو فور جي إل تي إي».

وبفضل تقنية الجيل الرابع «فور جي إل تي إي» بات بإمكان شركات تقديم خدمة الهاتف المحمول تحسين نوعية الصوت من خلال نقل الصوت عبر هذه التقنية، على خلاف التقنيات المستخدمة حالياً.

ويحتوي صوت الإنسان على طيف واسع من الترددات يفوق ما تستطيع خطوط الهاتف الحالية التعامل معه بسبب عرض الحزمة المحدود الذي يمكن أن تتعامل معه، ونتيجةً لذلك يتم ضغط الأصوات الأكثر علواً أو الأقل انخفاضاً مما يستطيع الخط التقليدي تمريرها، ما يؤدي إلى انخفاض جودة الصوت.

أما الصوت العريض الحزمة، فهو عبارة عن حزمة صوتية أعرض من الحزمة التقليدية، وعلى الرغم من أنه لا يصل إلى عرض حزمة الترددات التي يتمتع بها صوت الإنسان، لكنه قريب منها. لكن على الرغم من أن تقنية اتصالات الجيل الرابع بدأت في الانتشار بشكل متزايد في الكثير من دول العالم إلا أن بعض الصعوبات قد تؤخر انتشارها بالشكل الكافي، فعلى سبيل المثال، وكي تعمل تقنية الصوت العالي التحديد، يتوجب على الهواتف توفير التقنية اللازمة التي تمكن الهاتف من التقاط وبث الأصوات ذات النوعية العالية، بالإضافة إلى ذلك يتوجب على كلا الهاتفين أن يكونا على شبكة واحدة، وبالتالي يتوجب على شركات الاتصالات توسيع هذه التقنية كي تدعم العمل عبر الشبكات المختلفة.

ومن أشهر الشركات التي دعمت تقنية الصوت العالي التحديد في هواتفها «أبل» في هاتفها الأخير «آي فون»، وذلك كما أكدت في معرض كشفها عن الهاتف، حيث قالت إنه مزود بالتقنية المناسبة لدعم هذه التقنية الجديدة، على أكثر من ‬20 شركة حول العام من الشركات الداعمة لها.

وتتميز التقنية كذلك بقدرتها العالية على إلغاء الضجيج من الخلفية، فأصوات مثل الضجيج في الشارع أو الأسواق والمجمعات التجارية تتم تصفيتها بحيث يصل صوت المتحدث بأنقى شكل ممكن.

كما تساعد هذه التقنية مُتلقي المكالمة على تمييز الأصوات بسهولة عالية للتفرقة بين أصحاب الأصوات المتشابهة، كما تساعد على فهم الكلمات بوضوح عندما يكون الصوت منخفضاً، ويسهم في تمييز الأصوات بوضوح وفهم العبارات عند تحدث أكثر من شخص في مكالمة جماعية واحدة.