«أبل» لجأت إلى استخدام براءات اختراعها لمقاضاة منافسيها من الشركات. من المصدر

«أبل» مهدّدة بسحب عـــدد من براءات اختراعها

أصدرت محكمة ألمانية، أمس، حكماً ببطلان أحقية شركة «أبل» الأميركية، بواحدة من أبرز براءات الاختراع المسجلة باسمها، وهي براءة اختراع الميزة الخاصة بفتح قفل شاشة الهاتف عن طريق السحب، وهي الطريقة التي يتم من خلالها فتح هواتف «آي فون» عبر سحب الزر الخاص بفتح الشاشة من اليسار إلى اليمين.

ويُعد قرار المحكمة الفيدرالية في ألمانيا تحديداً، نصراً كبيراً لشركتي «سامسونغ» الكورية الجنوبية للإلكترونيات، و«موتورولا موبيليتي»، وذلك لأن «أبل» تمكنت قبل فترة من استخراج حكم يقضي بمنع بيع بعض الهواتف الخاصة بالشركتين في ألمانيا، بعد أن ادّعت «أبل» أن هذه الهواتف تنتهك براءة الاختراع المذكورة.

ولايزال بإمكان «أبل» استئناف الحكم أمام محكمة العدل الاتحادية في ألمانيا، وذلك بحسب المدون التقني والمتخصص في شؤون براءات الاختراع وقضايا شركات التقنية، فلوريان مولر.

لكن مولر يرى أن موقف «أبل» سيكون صعباً حتى لو استأنفت الحكم، وذلك لأن المحكمة ترى أن براءة اختراع «أبل» لا تحقق الحدود التقنية الدنيا الضرورية للحصول على براءة اختراع.

وكانت «أبل» ربحت حكماً في مدينة ميونيخ الألمانية، في فبراير من عام ‬2012 ضد شركة «موتورولا موبيليتي» يقضي بمنع بيع بعض هواتف «موتورولا» التي استأنفت الحكم لاحقًا.

وكانت «أبل» على وشك الحصول على حكم مشابه ضد «سامسونغ» باستخدام براءة الاختراع نفسها أمام محكمة «مانهايم»، إلا أنه تم إيقاف القضية مؤقتاً، ريثما ينظر مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الألماني مدى صحة براءة اختراع «أبل».

لكن «أبل» التي باتت تعتمد بشدة على مخزونها من براءات الاختراع لمهاجمة منافسيها، مهددة بفقدان مزيد من براءات اختراعها الثمينة داخل الولايات المتحدة نفسها، إذ أعلن «مكتب براءات الاختراع الأميركي» في ديسمبر ‬2012، بطلان براءة الاختراع الخاصة بـ«اللمس المتعدد» المسجلة باسم «أبل»، وأبطل جميع النقاط الـ‬20 التي تستند إليها براءة الاختراع التي لطالما استخدمتها الشركة لمقاضاة شركات منافسة تعتمد إنتاج هواتف تحمل شاشات لمسية.

وإضافة إلى ذلك، قال مكتب براءات الاختراع الأميركي ببطلان براءة اختراع التكبير والتصغير عبر «اللمس المتعدد» وهي براءة اختراع أخرى اعتمدت عليها «ابل» لمقاضاة كل من «سامسونغ»، و«موتورولا»، و«إتش تي سي».

وقبل أيام فقط، تلقّت «أبل» ضربة أخرى، عندما أكد مكتب براءات الاختراع الأميركي وبشكل نهائي، أن «أبل» لا تستحق الاحتفاظ ببراءة الاختراع الخاصة بميزة «باونس باك» في واجهات الهواتف الذكية، وهي الميزة التي تسمح للصفحات بالعودة إلى مكانها بعد سحبها باتجاه الأعلى أو الأسفل وإفلاتها.

وبحسب موقع «فوس بايتنت» المتخصص بمتابعة قضايا براءات الاختراع، فمن المتوقع أن تكون «سامسونغ» المستفيد الأكبر من هذا القرار، إذ كانت المحكمة في قضية أخيرة بين «أبل» و«سامسونغ» قد وجدت بأن ‬21 جهازاً من أجهزة «سامسونغ» تنتهك براءة الاختراع هذه بالذات.

وكانت محكمة أميركية أصدرت في أغسطس الماضي قراراً في قضية اعتُبرت من أكبر القضايا القانونية المتعلقة ببراءات الاختراع على الإطلاق، إذ وجدت أن «سامسونغ» تنتهك براءات اختراع عدة لـ«أبل» في ‬21 هاتفاً من هواتفها التي تعمل بنظام «أندرويد»، ونتيجة لذلك فرضت المحكمة على «سامسونغ» دفع غرامة لـ«أبل» تجاوزت المليار دولار.

إلا أن القاضية المسؤولة عن هذه القضية، أمرت في مارس الماضي، بخفض مبلغ الغرامة إلى نحو ‬598.9 مليون دولار، ما يشكل نحو ‬43٪ من قيمتها الإجمالية، وذلك بسبب وجود خلل في المعايير التي تبنتها هيئة المحلفين للوصول إلى القرار.

كما تحدثت القاضية حول وجود ‬14 هاتفاً من الهواتف التي وجدت المحكمة أنها تنتهك براءات اختراع «أبل»، تحتاج إلى إعادة نظر، وبالتالي سيتم إعادة المحاكمة قريباً بوجود هيئة محلفين جديدة.

وتأمل «سامسونغ» استثمار هذه الفرصة المتمثلة في احتمال خسارة «أبل» لعدد من براءات اختراعها لمحاولة خفض مبلغ الغرامة مرة أخرى، وإثبات أنها لم تنتهك براءات الاختراع محور الخلاف.

يُذكر أن «أبل»، بدأت باللجوء إلى استخدام براءات اختراعها لمقاضاة منافسيها من الشركات التي تُنتج الهواتف بنظام «أندرويد» منذ ظهور النظام الذي طورته «غوغل»، والذي أدى إلى تراجع الحصة السوقية لهواتف «آي فون» حول العالم.

الأكثر مشاركة