تطبيق يوفر أداة تساعد مكفوفي البصر على التجول بحرية ويدعم لغات بينها «العربيـــة»
«بليند سكوير».. خرائط صوتيــــة لإرشاد المكفوفين
توفر شبكة «فورسكوير» الاجتماعية قاعدة كبيرة من المعلومات حول الوجهات المختلفة، مثل المتاجر والمطاعم والأماكن العامة، من خلال ما يضيفه مستخدموه الذين يتجاوز عددهم 30 مليوناً، في وقت يستعين فيه تطبيق «بليند سكوير» بهذه المعلومات.
وفضلاً عن الخرائط، وإمكانات تحديد المواقع الجغرافية، وتحويل النصوص إلى أصوات، ليكون مرشداً للمكفوفين، فإنه يمكنهم الاعتماد عليه للتجول بحرية في أماكن لا يعرفونها، ويُعرفهم بأسماء الطرق وأهم الوجهات القريبة، كما يتيح لهم المشاركة في «فورسكوير» وتسجيل أماكن وجودهم.
آلية العمل
يعمل تطبيق «بليند سكوير» المتاح لنظام «آي أو إس»، خريطة افتراضية صوتية للمكفوفين، تزودهم بمعلومات عن الأماكن التي يوجدون فيها، وإرشادات لكيفية الوصول إلى وجهات معينة، ومعلومات عن الاتجاهات وأسماء الشوارع والتقاطعات المحيطة بهم.
ويمكن للمستخدم من خلال هز الهاتف، الاستماع إلى اسم الشارع الذي يوجد فيه حينها، كما يسمح التطبيق بتسجيل مروره «شيك إن» في «فورسكوير»، ونشر المعلومة عبر حسابه في «فيس بوك» أو «تويتر»، كما يشمل «بليند سكوير» دليلاً للأماكن مُقسماً الى تصنيفات عديدة، مثل الترفيه، والمحال التجارية، والجامعات، والمطاعم، والتنزه أثناء الليل، والمناطق السكنية، وغيرها.
وإضافة إلى ذلك، يسمح «بليند سكوير» للمستخدم بحفظ الأماكن المفضلة في خدمة «آي كلاود»، ويرسل تنبيهاً في حال مروره بالقرب منها مرة أخرى. كما يتضمن تقييماً لأكثر الأماكن شعبية، مثل المطاعم والمقاهي، بحسب مرات زيارتها في «فورسكوير»، ما يساعد المستخدم على إدراك ما حوله بشكل أفضل. وبذلك يحاول «بليند سكوير» تسهيل حياة مكفوفي البصر، بتوفير أداة تساعدهم على التجول بحرية دون أن يُضطروا للاكتفاء بالأماكن التي اعتادوا زيارتها، كما يساعدهم في حال فقدوا الطريق للوصول إلى وجهتهم، أو اختيار وسيلة المواصلات الملائمة، وفي حال ركوبهم لسيارة أو حافلة، فإنه يمكنهم الاستماع إلى أسماء الأماكن التي يمرون عليها وتحديد متى يودون النزول. ويعتمد التطبيق على تقنية تحديد المواقع الجغرافية «جي بي إس»، وبيانات «فورسكوير»، وهي شبكة اجتماعية قائمة على تسجيل المستخدمين للأماكن التي يزورونها وإضافة تعليقاتهم حولها، وخرائط «أوبن ستريت ماب»، وهي خرائط مفتوحة ومجانية على الإنترنت يمكن للجميع الإسهام في تحريرها وتعديلها، فضلاً عن خدمة «فويس أوفر» من شركة «أبل» الأميركية لتحويل النصوص إلى صوت، وخدمة «أكابيلا» المماثلة.
لغات ومستخدمون
ويتوافر «بليند سكوير» للتحميل من متجر «آي تونز» مقابل 24 دولاراً (88 درهماً)، ويدعم لغات من بينها العربية، والفرنسية، والألمانية، والإيطالية، واليابانية، والتركية، فضلاً عن الإنجليزية.
ويوصي مُطور التطبيق، إيكا بيرتيما، المستخدمين باستعمال السماعات التي تنقل الصوت مباشرةً إلى الأذن الداخلية عبر عظام الجمجمة، ما يتيح لهم الاستماع إلى الأصوات الطبيعية في الشارع، وكذلك أداة للتحكم عن بعد في جهاز «آي باد» من خلال «بلوتوث»، مثل «آي كنترول باد». وجرب التطبيق، الذي انطلق في مايو من العام الماضي، مكفوفون من دول بينها الولايات المتحدة وأستراليا، بإضافة إلى فنلندا التي ينتمي إليها مطور التطبيق. وتقول المدونة، جوانا أوجا، إن استخدامها لتطبيق «بليند سكوير» ساعدها على ممارسة التزلج دون الخوف من الذهاب إلى مكان غير معروف، والاضطرار إلى الاستعانة بآخرين للعودة، كما أنه يساعدها على اكتشاف أماكن جديدة في مدينتها، هلسنكي.
وبفضل رأيها في التطبيق، يخطط «بيرتيما» لإضافة مزايا أخرى للمستخدمين في العاصمة الفنلندية، مثل مواعيد الحافلات العامة.
وكان من بين من اختبر التطبيق، المقيم في فيلادلفيا، أوستن سيرافين، الذي ذكر أن «بليند سكوير» ساعده على فهم جغرافيا ومخططات الشوارع، كما أشار إلى استمتاعه بالتعرف الى تعليقات الناس على الأماكن في «فورسكوير»، ووصف التطبيق بأنه وسيلة جيدة لمعرفة مواقع حفلات الشوارع والأحداث الجارية.
تقنيات مساعدة
وتشهد سوق التقنيات المساعدة لذوي الإعاقة اتجاهاً متزايداً نحو تطوير تطبيقات للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، ما يتيح انتشارها بين قطاعات أوسع من المستخدمين، ومن بينها «فيربالي» الذي يُحول الكلمات المكتوبة إلى منطوقة، كما يعتمد واجهة يقل فيها عدد المفاتيح اللازم استخدامها للكتابة، ما يُلائم المصابين بالشلل الدماغي ومرضى «باركنسون»، وكذلك تطبيق «سبيك إت» الذي يقرأ رسائل البريد الإلكتروني والمقالات والوثائق.
وهناك واجهة «إيكوال آيز» للهواتف الذكية العاملة بنظام «أندرويد»، التي تستهدف مساعدة ضعيفي البصر، من خلال الاعتماد على أيقونات بسيطة وكبيرة الحجم وذات ألوان صارخة يسهل تمييزها، وتقديم رد صوتي، وتوفر المهام الأساسية للهاتف، مثل إجراء المكالمات والرسائل القصيرة والوقت والطقس، والموقع، ودرجة الإضاءة في المكان.
وبجانب إسهام هذا النوع من التطبيقات في نشر التقنيات المساعدة، وحتى الإضافة إلى حجم سوقها الذي يُقدر بمليارات الدولارات كل عام، فإنها تفيد في تخفيف شعور ذوي الاعاقة بالاختلاف عمّن حولهم، وتزيل بعض الحرج الاجتماعي الذي قد يمنعهم من الاندماج مع الآخرين والمشاركة في الحياة العامة؛ إذ إن الأشخاص العاديين يستخدمون الأجهزة نفسها، وتبدو بالمظهر ذاته مع الجميع.
ويرى «جون شيمل» الذي يدرس تصميم التقنيات المساعدة في «جامعة نيويورك»، أن استخدام الطفل لتطبيق مساعد على كمبيوتره اللوحي الذي يشبه ما يستخدمه الأطفال الآخرون، لن يجعله مميزاً عنهم، ويحقق له المساواة في هذه الناحية، إضافة إلى أنه لن يُصاب بوصمة أو سمة مميزة من استخدامه لجهاز مختلف كبير الحجم، ما يعينه على التفاعل مع الآخرين وممارسته لحياة طبيعية. وسبق لـ «ميشل» أن صمم واجهة باسم «رامبس» لتشغيل الموسيقى من خلال تحكم المستخدم في مقعده المتحرك، وتستشعر سعة واتجاه عجلات المقعد، إذ يمكن مثلاً تشغيل قطعة موسيقية بلمس العجلة اليمنى، وإيقافها بلمس العجلة اليسرى، ويعتزم «ميشل» تطويرها لتسمح للمستخدم بالتحكم في الألعاب والكمبيوتر والموسيقى من خلال مقعده المتحرك.