تطبيقات تعرض بالصوت حالة الطقس وأسعار الأسهم ورسائل البريد الإلكتروني

الهواتف الذكية تُساعد ضعيفي البصر على إدراك عالمهم

صورة

قد لا تبدو الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية للوهلة الأولى ابتكارات مُلائمة للمكفوفين وضِعيفي البصر، نظراً لشاشاتها اللمسية وافتقارها شبه الكلي للأزرار المميزة والسطوح البارزة، إلا أنه على العكس من ذلك، يعتقد بعض المكفوفين أنها قدمت لهم أفضل مساعدة، منذ أن اخترع الفرنسي، لويس برايل، طريقته المعروفة باسمه للقراءة والكتابة والمعتمدة على الأحرف البارزة في العقد الثاني من القرن الـ19.

وبدلاً من الاعتماد على اللمس لتمييز الأشياء والحروف، أتاحت هذه الأجهزة للمكفوفين خدمات الأوامر الصوتية للتفاعل مع الهاتف والقراءة والكتابة والتصوير، وخدمات متعددة، مثل تحديد مكان وجودهم واتجاهات الحركة من خلال تقنية تحديد المواقع الجغرافية «جي بي إس» والبوصلة، والتعرف إلى الأوراق المالية، وحتى التقاط الصور ووصف الألوان، ما يعني تمكينهم من معظم وظائف الهاتف تماماً كأي شخص عادي.

وتناول مقال نشرته صحيفة «ذا نيويورك تايمز» الأميركية بعض الخصائص التي توفرها الهواتف الذكية وتطبيقاتها للمكفوفين لتسهيل حياتهم، وتوفير مزيد من الاستقلالية في إدارة شؤونهم.

وأشار المقال إلى تجربة الأميركي لويس بيريز، الذي يحاضر في مجال تصميم التقنيات المساعدة على التعلم، كما يتحدث في مؤتمرات عدة حول فوائد التقنيات للأشخاص المكفوفين.

وعلى الرغم من كون بيريز فاقد البصر بشكل شبه كلي، إلا أنه يهوى التصوير بواسطة هاتفه من نوع «آي فون»، ومثل الآخرين، فإنه يُشارك صوره عبر موقع «فليكر» وتطبيق «إنستاغرام».

وقال للصحيفة: «حتى إذا كنت كفيفاً، فإنه لايزال بإمكانك التقاط صورة»، وأضاف أنه «مع هاتف (آي فون) أستطيع استخدام التقنية نفسها، كما يفعل الجميع، وأن امتلك منتجاً لا يحمل وصمة عار كما تفعل تقنيات أخرى مهمة بالنسبة لي».

ويُتيح نظام «آي أو إس» مزايا متعددة تسهل على المكفوفين التقاط الصور؛ مثل إخبار المستخدم بعدد رؤوس الأشخاص الذين يظهرون ضمن إطار الصورة ومواقعهم، ما يتيح له التأكد من أن الصورة تضم جميع الأشخاص الذين يريد تصويرهم.

كما تتضمن تقنيات شركة «آبل» الأخرى المساعدة للمكفوفين دعم «آي فون» لما يزيد عن 40 لوحة مفاتيح بطريقة «برايل» تعمل بتقنية «بلوتوث»، فضلاً عن خدمة «فويس أوفر» التي تصفها الشركة بأنها «قارئ للشاشة يعتمد على الإيماءات».

وتُقدم «فويس أوفر» للمستخدم وصفاً صوتياً لما يجري على شاشة الهاتف كحالة البطارية والأيقونات التي يلمسها واسم المتصل، كما يتيح إمكانية التفاعل مع الهاتف باللمس المتعدد؛ فعلى سبيل المثال إذا ما مرر المستخدم إصبعه حول سطح الهاتف، فسيقرأ «آي فون» أسماء التطبيقات بصوتٍ عالٍ، لكن الأمر لا يقتصر على نظام «آي أو إس»؛ إذ طورت «غوغل» من التقنيات المساعدة مع أحدث نسخ نظام «أندرويد»، خصوصاً مع تحديث تطبيق «توك باك» الذي يأتي مع معظم الأجهزة، ويقدم رد فعل على تفاعل المستخدم مع الجهاز من خلال الصوت والاهتزازات.

كما تتضمن الهواتف العاملة بنظام «ويندوز فون» تقنية الأوامر الصوتية، لكنها لاتزال أقل، مقارنة مع «آي أو إس» و«أندرويد». وبصرف النظر عن خدمات أنظمة التشغيل تتجلى مزايا الهواتف الذكية للمكفوفين في مئات التطبيقات التي طُورت خصيصاً لتناسبهم، ويقول مكفوفون إنها أتاحت لهم طريقة جديدة كُلياً لإدراك العالم.

وأشار المقال إلى ما وصفها بواحدة من أكبر التحديات التي تواجه المكفوفين في الولايات المتحدة، وهي التعرف إلى فئات النقود الورقية.

واضُطر المكفوفون في الماضي للاستعانة بآخرين، أو حمل جهاز مرتفع الثمن للتعرف إليها، إلا أنه حالياً تتعرف عدد من التطبيقات ــ بالاستعانة بكاميرا الهاتف ــ على فئات النقود، وتقرأها بالصوت.

وعلقت مديرة تسويق التقنية المساعدة في مؤسسة «لايت هاوس إنترناشيونال» الأميركية الخيرية، دوريه راش، وهي تعاني اعتلالاً في الشبكية قائلة: «قبل استخدام الهاتف الذكي، وجب علينا حمل ستة أشياء مختلفة، والآن تجتمع كل هذه الأشياء في جهازٍ واحد».

وأضافت أن «قارئ النقود الذي يتكلف 150 دولاراً الآن هو تطبيق للهاتف بسعر 1.99 دولار».

وتهدم هذه التطبيقات وغيرها نسبياً فكرة أن الشاشات اللمسية بسطحها الأملس لا تُناسب المعاقين بصرياً.

وبحسب راش من «لايت هاوس إنترناشيونال» التي يتركز عملها على الدفاع عن حقوق المكفوفين من خلال إعادة التأهيل والتعليم والبحث، فإنه كانت هناك حالة من التكيف مع الاعتقاد بأنه لا يُمكن للشخص استعمال شاشة لمسية ما دام لا يمكنه رؤيتها، وقالت: «كان الاعتقاد أن الأدوات التي يستخدمها ضعاف البصر يجب أن تتضمن شاشة ملموسة، وهو ما تبين أنه غير صحيح على الإطلاق».

ولايزال مجال التقنيات والتطبيقات المساعدة لذوي الإعاقة بحاجة إلى تطوير، ويعتقد لويس بيريز أن ما يمكنه فعله حالياً بواسطة الهاتف الذكي لم يكن باستطاعته تصوره قبل سنوات قليلة مضت، إلا أنه يرى أن بعض التطبيقات، وبعضها معروف مثل «إنستاغرام»، لا يُحدد أسماء لجميع وظائفه، ما يعني مواجهة الكفيف بعض الصعوبة في إدراكها.

وقال بيريز: «عندما يُصمم بعض المطورين تطبيقاتهم، لا يسمون جميع الأزرار وأدوات التحكم، ولذلك يقول قارئ الشاشة فقط: (هذا زر)، لكنه لا يذكر الوظيفة التي يؤديها هذا الزر بالضبط»، لافتاً إلى حاجة هذا المجال إلى كثيرٍ من التحسينات.

تويتر