مطوروه يسعون لجعله خياراً للتسلية والفائدة عبر الهواتف الذكية

«كات أكاديمي»: تطبيق يستعين بصور القطط لتعليم اللغات الجديدة

صور القطط خصوصاً الصغيرة منها تجذب أعداداً كبيرة من المعجبين عبر الإنترنت. أرشيفية.

خلال السنوات القليلة الماضية صارت صور القطط الصغيرة والجميلة تمثل ما يشبه الهوس لدى بعض مستخدمي الإنترنت حول العالم، وحققت بعض القطط، من دون أن تدري، شهرة جعلتها أقرب إلى نجوم الفن والرياضة، ونالت صورها ومقاطع الفيديو الخاصة بها المنشورة على موقع «يوتيوب» ملايين المشاهدات، ويسعى تطبيق جديد للهواتف الذكية لاستثمار الولع بصور القطط وتعبيراتها الطريفة في مساعدة الأشخاص على تعلم اللغات الجديدة.

وتنتشر عبر مواقع الإنترنت والشبكات الاجتماعية أعداد هائلة من الصور التي يشاركها المستخدمون، كما خُصصت مواقع بالكامل لصور القطط، يحظى بعضها بملايين الزيارات كل شهر.

ومن بين نجوم القطط في عالم الإنترنت، القط المعروف باسم «جيرمبي كات»، الذي يتميز بملامح وجهه الغاضبة، وحظيت أولى صوره المنشورة على الإنترنت بـ1.5 مليون مشاهدة خلال الساعات الـ36 الأولى، وتطور الأمر بعد ذلك إلى موقع خاص به، وصفحة على موقع «فيس بوك» يصل عدد معجبيها إلى 2.5 مليون شخص، إضافة إلى «نيان»، الذي ظهر قبل ثلاث سنوات، وهو فيديو بالرسوم المتحركة لقط يتحرك في الفضاء مع موسيقى أغنية يابانية، وتمت مشاهدته أكثر من 100 مليون مرة على موقع «يوتيوب».

وهذا جعل القطط تُصنف واحدة من «الميم»، وهو مصطلح يشير إلى انتشار فكرة أو نمط أو رمز عبر المواقع والشبكات الاجتماعية، كعبارة أو خطأ إملائي متعمد أو صورة، الأمر الذي دفع شركة «ميمريس» البريطانية للتفكير في الاستفادة من هذا الاتجاه الشائع في تحسين ذاكرة الأشخاص عند تعلمهم اللغات.

وبدأت «ميمريس» قبل ثلاث سنوات تقديم دورات تعليمية في اللغات وبعض العلوم عبر موقعها على الإنترنت وتطبيقات الهواتف الذكية، تعتمد فيها على البطاقات التعليمية والصور، وتشير الشركة إلى نجاحها في مساعدة 100 مليون مستخدم على اكتساب مهارات لغوية جديدة.

وبحثت «ميمريس» في العوامل التي تُساعد مستخدمي دوراتها على تذكر المعلومات الجديدة، وكشف فريق عمل الشركة عن وجود رابط بين الصور المضحكة وقدرة الشخص على استرجاع العبارات التي تعلمها، واتجه في ما بعد إلى تحديد أي نوع من الصور أو الذكريات البصرية ساعد المستخدمين على التذكر والتعلم بسرعة، وبين التحليل أن صور القطط من بين فئات الصور الأكثر فاعلية في المساعدة على التذكر.

واستناداً إلى هذا التحليل، طورت الشركة البريطانية تطبيق «كات أكاديمي»، وكشفت عن الإصدار الأول منه لتعليم اللغة الإسبانية خلال نوفمبر الماضي، ويُتاح التطبيق عبر متجر «آي تونز» للأجهزة العاملة بنظام «آي أو إس» مقابل 99 سنتاً.

ويعرض «كات أكاديمي» 1000 صورة لقطط بتعبيرات وجلسات مختلفة مرحة مع جُمَل معبرة باللغة الإسبانية، إضافة إلى الكلمات والعبارات والقواعد النحوية الأساسية، واختبارات عدّة تغطي الكتابة والاستماع والمحادثة، ويسعى القائمون على التطبيق ليكون خياراً يلجأ إليه المستخدمون للتسلية والتعلم عبر هواتفهم الذكية.

وتستشهد «ميمريس» في شرحها لأسباب نجاح أسلوبها الجديد بدراسة يابانية أجريت العام الماضي، وأشارت إلى العلاقة بين الصور الجذابة وتحسين الوظيفة الإدراكية، ووجدت الدراسة دوراً للصور الجذابة، خصوصاً للقطط الصغيرة في تحسين أداء الوظائف المعرفية.

ونقل تقرير نشره موقع «بي بي سي» عن أحد مؤسسي الشركة، ويدعى إد كوك، قوله «إن فن الذاكرة هو فن استخدام المعلومات»، وسبق لكوك نيل جائزة «غراند ماستر أوف ميموري» للذاكرة عام 2004، التي تتطلب القدرة على حفظ 1000 رقم خلال ساعة واحدة، وتذكر ترتيب أوجه 10 بطاقات خلال ساعة، وتذكر ترتيب أحد أوجه البطاقات خلال أقل من دقيقتين.

وأضاف كوك: «التطبيق يعلّم من خلال صور شيقة، ويمكنك استخدام خيالك بطريقةٍ فعالة»، وأشار إلى أنهم وجدوا صور القطط هي الأكثر شعبية على موقعهم، وأرجعوا ذلك في البداية إلى الاهتمام المتزايد بها على الإنترنت، لكن تبين في ما بعد أن جاذبية صور القطط تعني انتباه المستخدمين.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، بن هوه «على مدى الـ10 آلاف عام الماضية، اعتدنا اعتبار القطط أسلحة للجاذبية الشاملة، ووصفها بأنها أكثر تعقيداً وقدرة على التعبير من الكلاب، وهو ما أدى إلى شهرتها عبر الإنترنت».

واعتمد فريق «ميمريس» على الحشد الجماعي لتكوين قاعدة من الصور لتطبيق «كات أكاديميي»، وأدرجوا في مدونة على منصة «تمبلر» 1000 عبارة، وطلبوا من الزوار إرسال صور لقطط مرحة يُمكن أن تُلائم هذه العبارات، وهو ما أتاح لهم خيارات متنوعة.

لكن هنا يبرز تساؤل، فهل يمكن لتطبيق مثل «كات أكاديميي» أن يؤثر في أسلوب التعلم للأفضل؟ وللإجابة عنه يرى الخبير المتخصص في علم النفس التربوي، باري بورن، أنه «كلما زاد التأثير البصري وأحيط بعددٍ أقل من الكلمات، زادت فاعلية الأداة تعليمية»، مشيراً إلى أهمية المزج بين الفكاهة والتأثير البصري، وهو ما يظهر في الأشياء التي تنتشر على الإنترنت والإعلانات التي تجذب انتباه الأشخاص.

وربما يفتح «كات أكاديمي» الباب لنقل الإقبال على صور القطط الموجودة على الإنترنت إلى مرحلة أخرى، تقدم فيها ما هو أكثر من الضحك والتسلية، وتكون أداة تعليمية، ويعتقد إد كوك أن هذه هي الحال، ويُعلق آمالاً كبيرة على تطبيقات أخرى في المستقبل.

وتخطط «ميمريس» لتوفير إصدار من تطبيق «كات أكاديمي» لنظام التشغيل «أندرويد»، وإتاحة لغات أخرى مستقبلاً.

تويتر