في عام 2014 تجاوزت مبيعات الهواتف الذكية المليار وحدة في عام واحد للمرة الأولى. من المصدر

%94 حصة الهواتف الذكية في سوق «المحمول» بحلول 2020

في مطلع عام 2006 بدأت الأجيال الأولى من الهواتف الذكية تدخل الأسواق على استحياء، لتشكّل شريحة صغيرة غير محسوسة من المبيعات، وظلت تنمو نمواً بطيئاً حتى عام 2008، حينما وصلت مبيعاتها إلى ما يتجاوز 200 مليون وحدة بقليل، وعندها بدأت تأخذ مكانها في التقارير الخاصة بتحليل السوق وتوجّهاتها المستقبلية.

وفي عام 2014 تجاوزت مبيعات الهواتف الذكية المليار وحدة في عام واحد للمرة الأولى، والآن تشير التوقعات إلى أنها ستدفع بالهواتف المحمولة العادية إلى الانزواء والاندثار بدءاً من عام 2020، إذ سيكون 94% من الهواتف الموجودة في الأسواق هواتف ذكية، بمبيعات تصل إلى 3.5 مليارات وحدة، ويتبقّى أمامها سنوات أقل حتى تجعل الهواتف العادية تختفي من أيدي المستخدمين تماماً، ويكون مكانها المتاحف فقط.

وسيظل هذا الارتفاع في المبيعات مدفوعاً بالأسواق الناشئة، وستصبح الهند هي المحرّك الجديد للنمو بعد أن أصبحت الصين سوقاً مشبعة بالفعل، إذ من المتوقع أن تنمو مبيعات الهواتف الذكية في الهند بمعدل 31% سنوياً حتى عام 2020.

قوة صاعدة جديدة

سيستمر المشهد العام السائد حاليا في نظم تشغيل الهواتف الذكية وحصص المنتجين بلا تغيير جوهري أو مفاجئ خلال السنوات المقبلة، وإن كانت هناك فرصة أمام شركة «أبل» للتوسع على حساب نظيرتها «سامسونغ»، إذ إن هذا الأمر مرتبط بطرح «أبل» منتجات وخطوط إنتاج جديدة.

وبعد «سامسونغ» و«أبل» ستظل الأسماء الاخرى موجودة بحصصها الضعيفة والقليلة ومنها «لينوفو» و«هواوي» و«إل جي» و«زد تي آي» و«سوني» و«نوكيا» و«إتش تي سي» و«بلاك بيري» وغيرها.

وإلى جانب تلك الشركات، فمن المتوقع أن يلعب المنتجون المحليون دورا مؤثرا على المستوى الوطني والإقليمي خلال السنوات الخمس المقبلة، خصوصا في مناطق الصين والهند وأميركا اللاتينية، إذ سيشكل هؤلاء القوة الصاعدة الجديدة القادرة على جذب مستخدمين جدد للهواتف الذكية، من خلال ميزة الأسعار المنخفضة والأسعار التنافسية التي تتناسب مع الشرائح منخفضة الدخل في مثل هذه البلدان.

أداء قوي

يمكن إرجاع الأداء القوي للهواتف الذكية إلى التوسع في عمليات الترقية والانتقال من الهواتف العادية إلى الذكية في الأسواق المتقدمة، وكذلك بين مستخدمي نظام «آي أو إس» من «أبل» مع إطلاق «آي فون 6» و«آي فون 6 بلس»، فضلاً عن التسارع في التحول من الهواتف العادية إلى الذكية في الأسواق الناشئة، مع انخفاض أسعار الأخيرة.

الماضي والمستقبل

وتفصيلاً، أظهر تقرير حديث صادر عن وحدة أبحاث السوق بمؤسسة «بيزنس إنسايدر» ماضي كل من الهواتف المحمولة الذكية والعادية ومستقبلها خلال السنوات الخمس المقبلة، فذكر أنه في عام 2008 كانت السيطرة شبه كاملة للهواتف العادية، إذ كانت مبيعاتها تناهز المليار ونصف المليار وحدة سنوياً، في حين كانت مبيعات الهواتف الذكية نحو 200 مليون وحدة، ثم بدأت المبيعات السنوية للهواتف الذكية ترتفع، والهواتف العادية تتراجع، حتى تساوى الاثنان في المبيعات خلال عام 2013، وحقق كلاهما ما يناهز المليار وحدة مبيعات، وتحديداً تمّ بيع 990 مليون وحدة من الهواتف الذكية، ثم تجاوزت المليار في عام 2014 حينما تم بيع 1.3 مليار وحدة، وبلغ معدل النمو في عام 2014 نحو 45%.

ارتفاع سريع

بعد ذلك بدأت مبيعات الهواتف الذكية في الارتفاع بسرعة، وبدأت مبيعات الهواتف العادية في الانهيار، وبعدما استغرق الأمر نحو ثماني سنوات لتتجاوز مبيعات الهواتف الذكية المليار الأول في 2014، وتحقق المليار الثاني في أقل من عامين أي خلال العامين الماضي وبدايات الجاري، إذ من المتوقع أن تتجاوز مبيعات الهواتف الذكية مليارَي وحدة في 2016، بينما تنخفض مبيعات الهواتف العادية لأقل من نصف مليار وحدة.

والآن تشكل الهواتف العادية من الأجيال الأولى 25% فقط من إجمالي سوق المحمول حول العالم، ويتوقع أن تنخفض مبيعاتها بمعدل 12% سنوياً حتى عام 2020، وعندها سيكون 94% من الهواتف الموجودة في الأسواق هواتف ذكية، وتصل مبيعاتها الى 3.5 مليارات وحدة، في حين ستصبح حصة الهواتف العادية 6%، ويصل نصيبها لأقل من 200 مليون وحدة.

ويمكن إرجاع هذا الأداء القوي للهواتف الذكية إلى التوسع في عمليات الترقية والانتقال من الهواتف العادية إلى الذكية في الأسواق المتقدمة، وكذلك بين مستخدمي نظام «آي أو إس» من «أبل»، مع إطلاق «آي فون 6» و«آي فون 6 بلس»، فضلاً عن التسارع في التحول من الهواتف العادية إلى الذكية في الأسواق الناشئة، مع انخفاض أسعار الأخيرة.

الهند بدلاً من الصين

سيظل النمو في المبيعات مدفوعاً بالأسواق الناشئة، ولأن الصين أصبحت سوقاً مشبعة بالفعل، ستصبح الهند هي المحرك الجديد للنمو، إذ من المتوقع أن تنمو مبيعات الهواتف الذكية في الهند بمعدل 31% سنوياً حتى عام 2020، مقارنة بمعدل نمو يصل إلى 8% في الصين، فخلال السنوات الماضية كانت السوق الصينية تلعب الدور الأكبر في معدلات نمو الهواتف الذكية، كما كان الحال أيضاً مع الهواتف العادية.

وكانت نسبة انتشار الهواتف الذكية في الهند 20% حتى مطلع العام الماضي، وهذا المعدل سيزداد بمعدل سريع خلال السنوات الخمس المقبلة، فخلال عامي 2013 و2014 قفزت مبيعات الهواتف الذكية في الهند بنسبة 99%، لتصل الى نحو 88 مليون وحدة، بدلاً من 44 مليون وحدة في عام 2013، وبهذا المعدل ستظل الهند حتى عام 2020 هي أسرع أسواق العالم نمواً في مبيعات الهواتف الذكية.

وبحلول 2020 ستكون حصتها هي والصين معاً 38% من مبيعات الهواتف الذكية، وسيصل نصيب الهند الى ثلثي نصيب الصين من الهواتف الذكية.

المنتجون ونظم التشغيل

سيستمر الصراع بين نظم التشغيل العاملة على الهواتف المحمولة، مع قدرة «أبل» على الدفع بسيادة «أندرويد» الى الوراء في مجال المنتجات الجديدة، إذ إنه بعد إطلاق «آي فون 6» وسعت «أبل» حصتها السوقية في الربع الرابع من العام الماضي بمعدل 8%، مقارنة بالعام السابق، وجعلت حصة «أندرويد» تتراجع إلى 77%.

وعلى صعيد المنتجين جاء الأداء القوي لـ«أبل» في مواجهة «سامسونغ» أيضاً، إذ ارتفعت مبيعات «أبل» بنسبة 46% في الربع الرابع من عام 2015، وهو المعدل الأعلى على الاطلاق خلال عامين، في حين انخفضت مبيعات «سامسونغ» بنسبة 7% خلال الفترة نفسها. وبصورة متزامنة استمر المنتجون الصينيون في رفع حصصهم السوقية عالمياً، إذ استطاعت الشركات الصينية الخمس الكبرى أن تصل بحصتها السوقية عالمياً الى 24% في الربع الرابع من 2015، مقارنة بـ18% في الفترة نفسها من العام الذي سبقه.

الأكثر مشاركة