«أبل» و«سامسونغ» تعتزمان تزويد هواتفهما الجديدة بالتقنية الجديدة اعتباراً من أغسطس الجاري

توقّعات بانتشار أوسع لتقنية تأمين الهواتف ببصمة قزحية العين

قزحية كل شخص متفرّدة تماماً ولا تتكرر لدى شخص آخر. من المصدر

على الرغم من أن تقنية التحقق من الهوية بمسح قزحية العين، والتعرف إليها، ظهرت العام الماضي في اثنين من طرز الهواتف المحمولة الذكية، هما «فوجيتسو»، و«مايكروسوفت لوميا»، فإنها لم تحقق الانتشار الواسع والشعبية الجارفة حتى الآن، لكن هذا الوضع سيتغير على الأرجح بدءاً من أغسطس الجاري، وخلال العامين المقبلين، إذ إن كل التوقعات تشير إلى أن أكبر شركتين مؤثرتين في سوق الهواتف المحمولة الذكية، وهما «سامسونغ» الكورية الجنوبية و«أبل» الأميركية، قررتا تزويد الطرز الجديدة من هواتفهما المقبلة بهذه التقنية، وهي توقعات دفعت مؤسسة «جونيبر» للأبحاث إلى إصدار احصائية تقول إنه بحلول عام 2019 سيكون هناك أكثر من 770 مليون تطبيق معتمد على التحقق من الهوية بالقياسات البيولوجية سيتم تحميلها سنوياً بحلول عام 2019. 

بصمة الأصابع في البنوك

يستخدم ملايين المتعاملين في كل من «بنك أوف أميركا»، و«جي بي مورغان تشيس»، و«ويلز فارجو»، بصمات الأصابع في الوصول إلى حساباتهم المصرفية عبر الهاتف المحمول. ويسمح بنك «ويلز فارجو» أيضاً لبعض المستخدمين بمسح عيونهم عبر كاميرات هواتفهم المحمولة من أجل الوصول إلى حسابات مصرفية للمؤسسات.

25 مليار دولار القيمة السوقية التقديرية لصناعة القياسات البيولوجية بحلول 2019.

بصمة العين

وتعتمد تقنية التعرف إلى الهوية ببصمة قزحية العين على حقيقة أساسية، وهي أن قزحية كل شخص متفردة تماماً ولا تتكرر لدى الشخص الآخر، وفي حين أن مسح شبكية العين يتطلب رؤية قريبة للغاية عبر فتحة أو عدسة مجهر، فإن التقاط صورة للقزحية يبدو كأنه التقاط صورة عادية، ولذلك فإن الحصول على بصمة القزحية يتم من خلال التقاط صورة يتم تكوينها من خلال مسح القزحية، والتعرف الى السطح واللون وشكل الغشاء الدائري لعين المستخدم.

ونظراً لأن الكاميرات الملحقة بالهواتف الذكية تطورت بصورة كبيرة من حيث جودة ووضوح الصور التي تلتقطها، فقد أصبح من السهل إضافة مسح القزحية للأعمال التي تقوم بها هذه الكاميرات، وعملياً، فإن معظم الهواتف المحمولة لا تحتاج إلى معدات أو أجزاء إضافية لكي تشغل هذه الخاصية، إذ يمكنها استخدام الكاميرا الأمامية الحالية، وتثبيت الخوارزمية أو النموذج الرياضي الخاص بمسح القزحية، ليصبح الهاتف الذكي مالكاً لنظام التعرف إلى الهوية باستخدام بصمة القزحية.

تأمين عالٍ

وطبقاً لما قاله الباحث في مجال القياسات البيولوجية والرئيس التنفيذي لإحدى الشركات الناشئة العاملة في هذا المجال، آلان ماكابي، لموقع «تيك ريبابليك»، فإن نظام التحقق من الهوية ببصمة القزحية ليس سهل الاختراق، كما هو الحال مع نظم التحقق الأخرى المعتمدة على القياسات البيولوجية، مثل بصمة الأصابع، فـ«الهاكرز» يمكنهم محاكاة بصمات بيولوجية أو أهداف بيولوجية اصطناعية، مثل بصمات الأصابع المصنوعة من السيليكون والتي يمكنها أن تخدع النظام وتجعله يسمح بالمرور، لكن موفّري هذه التقنيات يمكنهم استخدام تقنيات مختلفة، مثل فحص الحيوية، كأن تطلب من الشخص أن يغمز بعينه مراراً، ثم تقيس معدل تدفق الدم في العين أو استخدام التحقق من الصوت لقراءة الوقت والتاريخ، لكن هذه النظم تحتاج في المقابل إلى عمليات قيد وقبول معقدة وقوية، خشية أن يقوم مجرم بتسجيل قزحياتهم أو بصمات أصابعهم باسم شخص آخر.

وفي مقابل هذه المخاوف، عبر 80% من المستخدمين، الذين شملهم استطلاع رأي أعدته شركة «جونيبر للأبحاث»، عن اعتقادهم بأن التحقق البيولوجي أكثر أمناً من كلمات المرور التقليدية.

جهود الشركات

ومن الشركات الرائدة في استخدام بصمة قزحية العين في تأمين الهواتف المحمولة الذكية شركة «فوجيتسو» التي طرحت الهاتف الذكي «آروس إن إكس إف 04 جي» مطلع العام الماضي في اليابان، وشركة «مايكروسوفت» التي طرحت الهاتف الذكي «لوميا 950 إكس إل» في نهاية العام الماضي أيضاً. إلا أن هذين الطرازين لم يحققا لبصمة القزحية الشعبية المتوقعة، إذ لايزال الجميع في انتظار ما ستقوم به كل من شركتا «سامسونغ» الكورية الجنوبية و«أبل» الأميركية في هذا الصدد، ليحدث نقطة التحول الكبرى في الاستخدام الواسع النطاق لبصمة القزحية. ويتوقع أن تعلن «سامسونغ» عن استخدامها لهذه التقنية مع هاتف «غالاكسي نوت 7» المقرر إطلاقه في أغسطس الجاري، طبقاً لما أورده موقع «ديجي تايمز».

واستندت هذه التوقعات إلى أن «سامسونغ» حصلت فعلياً على العلامة التجارية «قزحية غالاكسي»، و«بصمة عين غالاكسي» في كل من الولايات المتحدة وأوروبا وكوريا الجنوبية في مايو الماضي، كما أن براءة اختراع «غالاكسي نوت 7» جاء بها نظام للتعرف الى القزحية يستخدم ثلاث عدسات لالتقاط صورة، ثم فحص قزحية المستخدم بناء على الصورة المنتجة. أما «أبل» فتتفاوت التوقعات بشأنها بين طرح هذه التقنية في هواتفها المحمولة لعام 2017 أو 2018. وذكر موقع «دي جي» أن الشركة تستكشف تقنية مسح القزحية منذ مطلع عام 2014، إذ تملك «أبل» العديد من براءات الاختراع، من بينها نظام التعرف الى الوجوه ثلاثي الأبعاد الذي يحقق المزيد من الدقة.

وكانت «أبل» استحوذت في يناير 2015 على شركة متخصصة في التعرف إلى الوجوه ثلاثي الأبعاد لحظياً، وهي شركة «فيس شيفت»، التي حصلت على براءة اختراع في تقنية متقدمة لتتبع العين، تسمح بتتبع نظرات المستخدم، وتتناوب المعلومات على شاشة مستخدم رسومية، كما استخدمت «أبل» التحقق البيولوجي على نطاق واسع مع مفتاح هواتف «آي فون» الرئيسة، حينما طبقت نظام بصمة الأصابع عام 2013، وأطلقت عليها خاصية التحقق باللمس، ما أدى الى تطبيق واسع لهذه التقنية. وعلى الرغم من هذه المقدمات لدى «سامسونغ» و«أبل»، فإن أياً منهما لم يؤكد حتى الآن التسريبات والشائعات الخاصة بنظام مسح القزحية الخاص بكل منهما، لكن تقريراً صادراً عن شركة «جونيبر» للأبحاث يتوقع أن أكثر من 770 مليون تطبيق معتمد على التحقق من الهوية بالقياسات البيولوجية سيتم تحميلها سنوياً بحلول عام 2019، بارتفاع يبلغ ستة ملايين تطبيق عما كان قائماً في عام 2015، كما ستقدر القيمة السوقية لصناعة القياسات البيولوجية بنحو 25 مليار دولار، ما يخفض بصورة درامية من استخدام كلمات المرور المعتمدة على الحروف والأرقام في الهواتف الذكية.

تويتر