«غالاكسي نوت 7» يدخل التاريخ مـــن بوابة «بث الخطر» لا «إضافة المزايــــا»
يبدو أن هاتف «غالاكسي نوت 7» الذكي سيسجل نفسه في تاريخ التقنية، باعتباره أول هاتف يدخل للأسواق من باب «بث الخطر» لا إضافة المزايا، فبعد الحادثة التي وقعت أخيراً حينما انفجرت وحدة من «غالاكسي نوت 7» المستبدلة في جيب راكب على متن طائرة أميركية قبيل إقلاعها في رحلة داخلية، بدأت النظرة إلى «غالاكسي نوت 7» تتعامل معه باعتباره جسماً قابلاً للتسبب في حوادث خطرة، يتعين معرفة كيفية التعايش معها عند وقوعها، وكيفية تفاديها من الأصل، وهذا لم يحدث من قبل على الإطلاق مع منتج تقني، كان يفترض أن يجسد قمة الجودة في الأداء، والأمل في العبور إلى مستقبل أفضل، والتميز بالقوة الأكبر على التحمل، مع التنوع في الوظائف والمزايا التي يقدمها، وذلك ما دفع شركة «سامسونغ» للإعلان أخيراً، عن توقفها التام عن إنتاج «غالاكسي نوت 7»، بعد أن بدأت الوحدات المستبدلة أيضاً في الاحتراق، والتي أدت في بعض الأحيان إلى أضرار وحروق لمستخدميها، مطالبة المتعاملين بالتوقف عن شرائه.
التعايش مع الأخطار
نصائح الأمان ينصح من يصرّ على استخدام هاتف «غالاكسي نوت 7» بعد شرائه فعلياً بما يلي: 1ـ التوقف عن شحن الهاتف في حال أصبحت حرارته مرتفعة للغاية. 2ـ الحرص على شحن الهاتف بالشاحن الأصلي. 3ـ عدم شحن الهاتف قرب السرير. 4ـ عدم اصطحاب الهاتف على متن الطائرة إذا كنت في رحلة عمل، أو مراجعة شركة الطيران أولاً، لأن بعض شركات الطيران اتخذت قراراً بحظر وجوده مع ركابها كإجراء احترازي. • 1991 في هذا العام قامت «سوني» باستخدام طريقة لعزل أيونات الليثيوم عن الأكسجين والماء بإبقائها ضمن مادة كيميائية أخرى. |
بدأت هذه النظرة إلى «غالاكسي نوت 7» تترجم نفسها في التغيير النوعي الذي حدث في طبيعة التحليلات والمراجعات الفنية التي تتناوله، فقد بدا الكثير منها لا يهتم كثيراً بمواصفاته ومزاياه وكيفية تشغيله وقدراته التنافسية أمام المنتجات المنافسة الأخرى، بقدر اهتمامه بتوضيح لماذا ينفجر؟ ومتى؟ وكيف؟ وما المطلوب من حامل الهاتف أو حتى المحيطين به القيام به لتفادي أضرار انفجاره وتقليلها إلى أقل حد ممكن؟
بعبارة أخرى بات الحديث ينصب حالياً على كيفية التعايش مع أخطاره ودرء أضراره، وأسلوب التصرف معه عند انفجاره، بدلاً من شرح مزاياه وكيفية استعماله والتمتع بوظائفه، وهو ما لم يحدث مع منتج مماثل من قبل.
قصة فشل
أحد التقارير التي تناولت «غالاكسي نوت 7» نشر على موقع «سي نت نيوز»، وتناول ملابسات حادث انفجار وحدة من الهاتف على متن طائرة تابعة لشركة «ساوث ويست» الأميركية، كانت رابضة بمطار مدينة «لويسفيل» في انتظار الإقلاع إلى مدينة «بالتيمور»، حينما فوجئ راكب بتصاعد الدخان من هاتف «غالاكسي نوت 7» الذي كان يضعه في جيبه، فما كان من الراكب سوى إلقاء الهاتف على أرضية الطائرة ليحرق جزءاً من السجاد، وفيما كان الدخان يتصاعد من الهاتف بكثافة، أصر الطاقم وسلطات المطار على إخلاء الطائرة. استعرض التقرير بعد ذلك كيفية التعامل مع خطر انفجار «غالاكسي نوت 7»، وأورد العديد من التفاصيل كان في مقدمتها: ماذا لو كانت الواقعة قد وقعت واشتريت «غالاكسي نوت 7» أو حتى حصلت على وحدة مستبدلة منه من التي طرحتها شركة «سامسونغ» الكورية الجنوبية بعد سحب الوحدات التي طرحت في البداية؟ ذلك لأن الوضع بحسب التقرير أن «غالاكسي نوت 7» يتجه لأن يكون قصة فشل للشركة الكورية الجنوبية، ففي الوقت الذي اعترفت فيه الشركة بأن النسخ الأولى من الهاتف تعاني عيباً خطيراً يؤدي إلى احتراقها وانفجارها، فإن النسخ الجديدة والمستبدلة لا يبدو أنها أحسن حالاً.
سبب الانفجار
وعرض التقرير السيناريو الأكثر شيوعاً وانتشاراً لتفسير ما يحدث لـ«غالاكسي نوت 7»، فذكر أن سبب انفجار الهاتف يكمن في بطارية الليثيوم الأيونية، وهي مصدر شائع للطاقة، لا يستعمل في الهواتف المحمولة فحسب، بل في أجهزة الكمبيوتر والمعدات الكهربائية والألعاب كذلك.
وطبقاً لما نقلته صحيفة «لايف ساينس» الأميركية عن رئيس مكتب السلامة الإلكترونية في مختبر «لوس ألاموس» الوطني في ولاية نيو ميكسيكو، لويد جوردون، فإن عنصر الليثيوم (العنصر الثالث من الجدول الدوري) ذا اللون الفضي يمكن أن يحترق عندما يتعرض للأكسجين أو الماء، وذلك عند استخدامه في البطاريات، ولذلك لابد من إبقائه معزولاً تماماً عن الماء والأكسجين، وهو ما فعلته شركة «سوني» منذ عام 1991، حينما استخدمت طريقة لعزل أيونات الليثيوم عن الأكسجين والماء بإبقائها ضمن مادة كيميائية أخرى، حتى لا تكون البطارية مكوّنة من الليثيوم فقط.
جودة المكونات
القضية إذن، بحسب جوردون، تكمن في جودة المكونات المصنوع منها البطارية، ومعايير الأمان المتبعة في التصنيع، ففي حالة البطاريات رديئة التصنيع يستمر شحن البطارية حتى بعد امتلائها، وفي هذه الحالة تتجمع أيونات الليثيوم في موضع واحد فيها، وتترسب على شكل ليثيوم معدني، ويؤدي ذلك إلى تسخين زائد على الحد، ما يتسبب في تكوين فقاعات من الأكسجين داخل المزيج الهلامي الذي يتضمن الليثيوم المعدني، وما أن يتكون الأكسجين حتى يحدث بينه وبين الليثيوم تفاعل شديد، فيحدث الانفجار والاحتراق.
أمّا البطاريات المعزولة جيداً، والمصنعة بمعايير الجودة المناسبة، فيتوقف شحنها كلياً عندما تمتلئ، ومن ثم لا تتعرض لمثل هذه الحوادث. ليس هذا السيناريو النهائي المعتمد من قبل «سامسونغ» وشركائها المصنعين للبطاريات والمكونات الأخرى لهواتف «غالاكسي نوت 7»، لكنه أكثر التفسيرات شيوعاً.
واستناداً إلى هذا السيناريو، قدم العديد من الخبراء نصائح للتعامل مع «غالاكسي نوت 7»، كان من بينها أن الخيار الأفضل هو إغلاق الهاتف وانتظار وصول بديله، ولتنفيذ هذا الخيار، على المستخدم أن يفرغ بياناته من الهاتف، والحصول على نسخة منها، ثم تفريغ البطارية تماماً ووضعه في علبته لحين استرداد قيمته أو طرح حلول أخرى من جانب الشركة للمستخدمين.