3 تحديات أمام «سناب شات» في توجهها للبورصة رغم تقييمها بـ 25 مليار دولار
أثار الإعلان، أخيراً، عن تقدم شركة «سناب شات» المالكة لمنصة التواصل الاجتماعي ـ التي تحمل الاسم نفسه ـ بطلب لإدراجها في البورصة، ضجة كبرى، وترقباً أكبر في سوق الأوراق المالية، حيث يتوقع أن يتم الطرح للاكتتاب العام الشهر المقبل. لكن طلب الإدراج المنشور على موقع لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية www.sec.gov يشير إلى أن لمعان «سناب شات» ليس كله ذهباً، إذ إن الشركة ذاهبة إلى ذلك بتحديات ضخمة، ولو كان التقييم المتوقع لها يدور حول 20 و25 مليار دولار.
- «سناب شات» تعمل جاهدة على أن تضيف منتجات وخدمات جديدة. - «الشركة» دفعت 157.5 مليون دولار تعويضاً لأحد مؤسسيها. |
ويحتوي طلب الإدراج بالبورصة، الذي راجعته «الإمارات اليوم»، على ثلاث نقاط رئيسة، تدفع للقول إن «ذهب سناب شات» ليس نقياً كلياً، أبرزها أن الشركة لم تحسم أمرها بعد في ما يتعلق «بنقطة الارتكاز» المحورية التي تدور حولها جميع أعمالها، والمتمثلة في تطبيق «سناب شات» فقط، كما أن الشركة تعتبر خاسرة نتيجة عدم التوازن بين العائدات والمصروفات، فضلاً عن دعوى قضائية مرفوعة ضد الشركة.
الجوانب الإيجابية
وبالنظر إلى الجوانب المختلفة في طلب الإدراج المنشور على موقع لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية www.sec.gov، لوحظ أن الجوانب الإيجابية اللامعة لدى «سناب شات» تتمثل في تطبيق يعمل كمنصة قوية، تسمح بتبادل ومشاركة الصور بأمان بين ملايين المستخدمين، ثم تمسحها بصورة آلية بعد مشاهدتها. كما يحتوي التطبيق على خاصية البحث عن الأصدقاء، التي تسمح للمستخدمين بتحميل قائمة الأصدقاء المسجلة على هواتفهم، الأمر الذي يسهل عملية إرسال الصور لهم بصورة آلية دون الذهاب لقائمة الهاتف.
158 مليون مستخدم نشط لـ «سناب شات» يومياً في 2016. |
نمو العائدات
ومما يلمع أيضاً، وفقاً لطلب الإدراج، وصول عائدات «سناب شات» العام الماضي إلى نحو 404.5 ملايين دولار، مقارنة بعائدات عام 2015، التي كانت 58 مليون دولار فقط، ووصول عدد مستخدمي التطبيق النشطين يومياً إلى 158 مليون مستخدم، مرتفعاً عن 46 مليون مستخدم قبل عامين، بنمو 350%، فضلاً عن أنه يعمل فيها 1859 موظفاً.
وجاء في الطلب أيضاً أن نحو 10 مليارات فيديو تتم مشاهدتها يومياً عبر التطبيق، فيما تقدر شركة «إي ماركتير» لبحوث التجارة الإلكترونية، والإعلان عبر الإنترنت أن تبلغ عائدات الإعلانات التي من الممكن أن تحصل عليها «سناب شات» العام الجاري إلى نحو مليار دولار، ما يشير إلى ارتفاع كبير مقارنة بعائدات عام 2016.
كما جاء في طلب الإدراج أن التقييم المتوقع للشركة يدور حول 20 و25 مليار دولار، ويجعلها واحدة من أكبر عمليات الطرح العام بالبورصات منذ عمليات الطرح العملاقة التي تمثلت في شركة «فيس بوك»، مقابل 81 مليار دولار، وشركة «علي بابا» الصينية مقابل 171 مليار دولار.
نقطة ارتكاز
في المقابل، فإن هناك ما هو «ليس ذهباً» في كل هذا اللمعان الصادر عن «سناب شات»، يتركز في ثلاث نقاط رئيسة، أهمها أن الشركة لم تحسم أمرها في ما يتعلق «بنقطة الارتكاز» المحورية التي تدور حولها جميع أعمالها، فمن الواضح أنها تحاول تثبيت صورة ذهنية بأن تطبيق أو منصة «سناب شات» ليست هي كل الشركة، وإن كان منصة أعمال رئيسة، ولذلك فهي ستغير اسمها كشركة من «سناب شات» إلى «سناب» فقط، ما يوحي بأنها تعمل جاهدة على أن تضيف منتجات وخدمات أخرى، لها شخصيتها المستقلة، لكنها في الوقت نفسه تتبادل الإفادة، وتتبنى فكرة الارتباط القوى مع التطبيق. ولعل نظارة «سبكتيكلز» تمثل الخطوة الأولى الأكثر تعبيراً عن هذا الاتجاه.
ويعبر عن ذلك أيضاً ما قاله مؤسس الشركة، إيفان شبيغل، بخصوص توجهات الشركة المستقبلية ونظارة «سبكتيكلز»، مشيراً إلى أن «(سناب) ربما تحول تركيزها إلى رصد أنشطة الحياة اليومية، وإنتاج محتوى وسرد القصص».
شركة خاسرة
أما النقطة الثانية «غير الذهبية» لدى الشركة، فتتمثل في أن «سناب شات» شركة خاسرة، نتيجة عدم التوازن بين العائدات والمصروفات، إذ بلغت خسائرها، حسب ما ورد في طلب الإدراج، 514.6 مليون دولار خلال العام الماضي، في حين أن مستويات الاستثمار وخطة الطريق التي وضعتها لنفسها تتطلب أن تزيد العائدات على مليار دولار حتى تبدأ مرحلة التوازن والتحول التدريجي نحو الربحية، مع الوصول إلى بضعة مليارات عائدات.
دعاوى وتعويضات
أما النقطة الثالثة فهي أن الشركة تذهب إلى الطرح العام تحت ظلال دعويين قضائيتين، إحداهما تمت تسويتها ودياً، والأخرى لم يفصل فيها بعد، وكلتاهما تمثل نقطة «غير ذهبية» في ما يلمع لديها من أرقام.
ووفقاً لطلب الإدراج، فإن الدعوى الأولى كانت قد رفعها الشريك المؤسس الثالث للشركة، ريجي براون، ضد شريكيه المؤسسين الآخرين إيفان سبيغل، وبوبي ميرفي، والتي طالب فيها بـ 500 مليون دولار تعويضاً عن طرده من الشركة، على الرغم من كونه صاحب الفكرة المحورية الإضافية، التي ضمنت لـ«سناب شات» قدراً كبيراً من تميزه ونجاحه، وهي فكرة مسح وإلغاء الصور والفيديوهات بعد مشاهدتها بين الأصدقاء.
وجاء في الطلب، أنه تمت تسوية الخلاف بين الأطراف ودياً في سبتمبر 2014، بموافقة ريجي براون على الحصول على 157.5 مليون دولار نقداً من «سناب شات» مقابل التنازل عن الدعوى.
مخطط احتيالي
أما الدعوة الثانية التي لم يفصل فيها حتى الآن، وتمثل حساسية لـ«سناب شات»، فهي المقامة من قبل الموظف السابق في الشركة، أنتوني بومباليانو، التي وصفها أحد المحللين بأنها «آخر شيء يمكن أن تريده (سناب شات)، وهي تحضر نفسها للطرح بالبورصة، كون بومباليانو كان مديراً لفريق النمو في الشركة».
وقال بومباليانو في دعواه إنه «تعرض للطرد من الشركة، بسبب رفضه الانصياع للمخطط الاحتيالي الذي تنفذه الشركة». وحسب نص الدعوى، فإن «سناب شات» رأت بالموظف عائقاً أمام الطرح للاكتتاب العام في البورصة، وذلك لرفضه التغاضي عن المخطط التضليلي الذي تعمل عليه الشركة، وعزمها تقديم أرقام ومعلومات مخالفة عن الواقع للمستثمرين والرأي العام.
من جهته، قال محامي الموظف إن «(سناب شات) حاولت تلطيخ سمعة بومباليانو، وذلك من خلال طرده بعد ثلاثة أسابيع فقط من توظيفه، ما يشيع عنه أشياء خاطئة»، وفي المقابل قال متحدث باسم «سناب شات» إن «الشركة اطلعت على الشكوى، وكل ما تحويه ملفق من موظف سابق».