معظم أعمال التحول تتركز في الوصول بسرعات شبكات الاتصالات إلى 1 غيغابايت وتجاوزها
شركات تحقق نجاحات فعلية في تشغيل «الجيل الخامس للمـــــــحمول»
تسارعت خلال الفترة الأخيرة وتيرة الخطوات التي ينجزها العالم باتجاه الوصول إلى الجيل الخامس للمحمول، بعدما انتقلت الجهود الجارية في هذا المجال من المعامل ومراكز الأبحاث إلى التشغيل على الشبكات والبنية التحتية التجارية التي تعمل عليها شبكات وشركات الاتصالات الحالية.
وتتركز معظم أعمال التحول للجيل الخامس حالياً في الوصول بسرعات شبكات الاتصالات إلى مستويات كسر حاجز «1 غيغابايت».
وفي هذا السياق، حققت شركة «فيريزون» الأميركية، المشغل العملاق لشبكات الاتصالات المحمولة في الولايات المتحدة، نجاحات فعلية في تشغيل الجيل الخامس على نطاق مصغر في 11 مدينة أميركية، فيما نجحت شركة «سينغ تيل» السنغافورية في الوصول إلى سرعة «1 غيغابايت» على تقنيات الجيل الرابع، كما نفذت شركة «تيلسترا» الأسترالية تجربة تشغيل للجيل الخامس، وكسرت حاجز «1 غيغابايت»، وأعلنت شركة «إريكسون» عن كسر حاجر «1 غيغابايت» ووصلت بالفعل الى سرعة 1.07 غيغا بايت.
الجيل الخامس
11 مشروعاً تجارياً تنفذ «شركة فيريزون الأميركية» حالياً 11 مشروعاً لتطبيق وتشغيل شبكات ما قبل الجيل الخامس مع كل من: «سيسكو»، و«سامسونغ»، و«إريكسون»، و«إنتل»، و«إل جي»، و«نوكيا»، و«كوالكوم». وأكدت «فيريزون» أن التشغيل البيني هو المفتاح الأساسي للوصول إلى الجيل الخامس، لافتة إلى أنه يتم تنفيذ هذه المشروعات في مدن مثل: «آن آربور» بولاية ميتشغان، و«أتلانتا» في ولاية جورجيا، و«دالاس» في تكساس، و«ميامي» في فلوريدا، وواشنطن، إضافة إلى مدن: «بيراندسفيل»، و«دينفر»، و«نيوجيرسي»، و«بروكتون»، و«ماساشوستس»، و«كلورادو». • أستراليا تشغل أول شبكة تتخطى سرعة 1 غيغابايت. • تقنية «إل إيه إيه» تسمح للمشغلين باستخدام الطيف غير المرخص بطريقة عادلة. |
ويطلق مصطلح «الجيل الخامس للمحمول» على معيار اتصالات يعمل على طيف ترددي يقع عند ترددات 28 و37 و39 غيغا هيرتز، وما بعد ذلك، في حين يقع الطيف الترددي للجيلين الثالث والرابع بين 400 ميغاهيرتز و2.5 غيغاهيرتز، إضافة إلى الطيف غير المرخص الذى يعمل في المدى القصير عند تردد 2.5 غيغا و5 غيغا هيرتز المستخدم مع «واي فاي» و«بلوتوث» وغيرها من إشارات البث قصيرة المدى.
وبذلك، يتفوق في سرعته وسعته بصورة كبيرة على معايير الاتصالات المستخدمة في الأجيال الحالية والسابقة، إذ يستطيع ربط أي شيء بسرعات تعادل 10 مرات ضعف سرعة أسرع الشبكات الحالية، ويدعم 100 ضعف عدد الأدوات الحالية، ويسمح لآلاف المستخدمين بتحميل الملفات بصورة متزامنة معاً، بسرعة تصل إلى غيغابايت في الثانية بالنسبة للمجموعات الصغيرة.
تجربة مشتركة
كانت شبكة «زد دي نت» المتخصصة في التقنية، نشرت خلال أغسطس الجاري، سلسلة تقارير حول مدى التقدم الجاري تحقيقه عالمياً، للوصول إلى الجيل الخامس للمحمول، وآخر ما ورد في هذا السياق التجربة التي نفذتها كل من «إريكسون» و«كوالكوم» و«فيريزون» بصورة مشتركة، وتم الإعلان عن نتائجها في 22 أغسطس الجاري.
وحققت التجربة سرعة في النقل وتبادل البيانات وصلت الى 1.07 غيغابايت، في وقت قال رئيس أعمال نطاق الشبكات في «إريكسون»، فريدريك جيجدلينج، إن «تحقيق سرعات قدرها 1.07 غيغابايت باستخدام الشرائح الإلكترونية التجارية، والبنية التحتية التجارية لشبكة اتصالات (فيريزون)، يعد علامة تقدم ضخمة في الطريق إلى الجيل الخامس للمحمول».
«ستريت باث»
ليست هذه الخطوة التي كشف عنها قبل أيام سوى حلقة جديدة في سلسلة متصلة من الخطوات المتسارعة في مجال الوصول إلى الجيل الخامس.
ففي مايو الماضي، فازت «فيريزون» في معركة عطاءات ضد منافستها «إيه تي آند تي» للاستحواذ على «شركة ستريت باث للاتصالات»، ودفعت 3.1 مليارات دولار مقابل الحصول على محفظتها التقنية الكاملة التي تضم ترخيصاً بتقنية الطول الموجي 735 ملليمتراً في نطاق 39 غيغاهيرتز، وترخيصاً بتقنية الطول الموجي 133 ملليمتراً في نطاق 28 غيغاهيرتز.
و«ستريت باث» هي شركة تشغل شبكة محمولة تعمل بما يعرف بـ«الخلايا الملليمترية»، أو «خلايا الاتصالات اللاسلكية» التي تتبادل الاشارات اللاسلكية بسرعات عالية جداً على مسافات قصيرة، وهو بالضبط ما يحتاجه الجيل الخامس من شبكات الاتصالات المحمولة.
وإضافة إلى ذلك، استحوذت «فيريزون» في وقت مبكر من الشهر الجاري، على شركة كبلات ضوئية في شيكاغو مقابل 225 مليون دولار.
وستستخدم هذه الاصول في تقدم «فيريزون» باتجاه الجيل الخامس، إذ إن شبكة «شركة شيكاغو للكوابل الضوئية» تتضمن 500 موقع للخلايا فائقة الصغر للاتصالات اللاسلكية، و500 موقع للخلايا الصغيرة التي تتصل فعلياً بأبراج «فيريزون» الكبيرة وخلايا الاتصالات الصغيرة.
طيف غير مرخص
وقد أعلنت «إريكسون» في بداية الشهر الجاري عن تقنية جديدة تعرف باسم «إل إيه إيه» التي تمكّن مشغلي شبكات المحمول من استخدام الطيف غير المرخص (الطيف الذي لا يحتاج الى ترخيص بالاستخدام من قبل السلطات العامة)، وهو من الأشياء المطلوبة لتشغيل شبكات «إل تي إي» بسرعة «1 غيغابايت».
وبحسب «إريكسون»، فإن شبكات «إل تي إي» تتطلب طيفاً ترددياً أكبر مما هو موجود في رخص الاستخدام القائمة بحوزة معظم مشغلي شبكات المحمول.
وتسمح تقنية «إل إيه إيه» للمشغلين باستخدام الطيف غير المرخص بطريقة عادلة ومنظمة، جنباً الى جنب مع ما يحوزونه من طيف خاضع للترخيص، وتحقيق هذا الأمر، يوفر للمشتركين سعة أو طاقة نقل أكبر وسرعات أعلى، كما يمكن مشغلي الشبكات من عمل استخدام فاعل، وأكثر كفاءة لمصادر الطيف غير المرخص.
أما «فيريزون» فتؤكد من جانبها أن الشرائح الإلكترونية اللازمة للجيل الخامس أصبحت متاحة من كل من «إنتل»، و«كوالكوم»، و«سامسونغ»، ولذلك فإن الاستعداد العالمي للانتقال للجيل الخامس مستمر.
أستراليا في المقدمة
وكانت «إريسكون» و«كوالكوم» أطلقتا بالمشاركة مع شركة «تيلسترا» لشبكات المحمول في أستراليا، أول شبكة تجارية في العالم تعمل بسرعة «1 غيغابايت»، كما أنجزت «إريكسون» شبكة من الجيل الرابع تعمل على سرعة «1غيغابايت» مع شركة «سينغ تيل» في سنغافورة يناير 2017.
أما شركة «إيه تي آن تي» الأميركية فتخطط لإطلاق ما يسمى بـ«أسواق الجيل الخامس الصاعدة» في كل من مدينتي أوستن وإنديانابوليس.
وعلى الرغم من أن الجيل الخامس لايزال تحت التطوير، فإن من المتوقع أن يكون له سوقاً ضخمة، إذ تتوقع «إريكسون» أن تصل قيمة سوق الجيل الخامس إلى 1.2 تريليون دولار بحلول عام 2026.