«جيميل» يسمح للمطورين بالاطلاع على الرسائل.. و«غالاكسي إس 9» يسرّب الصور
«غوغل» و«سامسونغ» تواجهان مشكلتين تتعلقان بسرية البيانات وحماية الخصوصية
تعرضت شركتا «غوغل» و«سامسونغ» لحرج كبير، خلال اليومين الماضيين، إثر ظهور تقارير تتحدث عن أخطاء غير متوقعة من الشركتين تتعلق بسرية البيانات وحماية خصوصية المستخدمين، حيث نشر مستخدمون شكاوى تتعلق بقيام برنامج «سامسونغ» للمراسلة النصية في هواتف «غالاكسي إس 9» بإرسال صورهم الشخصية الخاصة إلى أشخاص آخرين دون علمهم ومن تلقاء نفسه، بينما ظهرت تقارير تفيد بأن شركة «غوغل» تسمح للمطورين والمبرمجين التابعين للشركات العاملة في مجال تطوير التطبيقات والخدمات المستندة للبريد الالكتروني بالوصول إلى صناديق بريد مستخدمي خدمة «جيميل»، وتمنحهم إمكانية الاطلاع عليها، لأغراض تتعلق بتطوير التطبيقات الجاري تطويرها.
وظهرت الشكاوى المتعلقة بمشكلة «سامسونغ» على منتدى موقع «ريد ديت»، في حين كشف تقرير نشر في صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية عن مشكلة «غوغل»، فيما قدم موقع «بيزنس إنسايدر» تغطية متلاحقة للمشكلتين في تقارير متوالية.
مشكلة «سامسونغ»
حل مؤقّت قال خبراء متابعون للمشكلة التي تتعلق بشركة «سامسونغ» إن أحد الحلول المؤقتة أمام مستخدمي هواتف «غالاكسي إس 9» و«إس 9 بلس»، هو إيقاف تشغيل تطبيق «سامسونغ» للمراسلة النصية، واستخدام تطبيق آخر، مثل تطبيق رسائل «أندرويد». حل فوري أكد محللو موقع «بيزنس إنسايدر» أن الحل الفوري للحماية من الخطأ المتعلق بمشكلة «جيميل»، هو أن يلغي المستخدم «الأذونات» الممنوحة لأي تطبيق خارجي بالوصول الى ملف بيانات التعريف الخاص بحسابه على «جيميل». |
ووفقاً لـ«بيزنس إنسايدر»، فإن العديد من مستخدمي هواتف «سامسونغ»، وتحديداً طرازي «غالاكسي إس 9» و«غالاكسي إس 9 بلس»، أبلغوا عن أن هواتفهم ترسل صورهم بشكل عشوائي إلى جهات الاتصال دون علمهم. وقال أحد المستخدمين إنه اكتشف هذا الأمر بالمصادفة حينما وصلت الصور الموجودة بمعرض الصور في هاتفه الى هاتف زوجته من دون أن يقوم هو بذلك، مؤكداً أنه تحقق من ذلك جيداً.
وبعدها توالت شكاوى مماثلة، أكد فيها مستخدمون آخرون أن تلك الهواتف ترسل صوراً من معرض الصور إلى أصدقائهم وزملائهم من المسجلين في قوائم الاتصال. وذكر أحد المستخدمين أن هاتفه أرسل معرض الصور بالكامل إلى صديقه.
وأشارت المناقشات التي اشتعلت على منتدى «ريد ديت» حول هذا الموضوع إلى أن الصور يتم إرسالها عبر تطبيق «سامسونغ» للمراسلة النصية، من دون أن يكون هناك سجل يشير إلى أنه تم إرسال الصور من الهاتف إلى هاتف شخص آخر.
وكتب أحد المستخدمين: «يبدو هذا بمثابة كابوس بالنسبة لي، حيث إن لدي الكثير من المتعاملين في هاتفي، وسيكون الأمر سيئاً جداً إذا كان بإمكانهم الوصول إلى معرضي».
ونسب موقع «بيزنس إنسايدر» تصريحاً لمتحدث رسمي باسم شركة «سامسونغ»، جاء فيه أن الشركة على دراية بهذه الشكاوى والتقارير المتعلقة بها، وأن الفرق الفنية التابعة للشركة تحقق وتبحث في الأمر. وحث المتحدث المستخدمين الذين ظهرت لديهم هذه المشكلة على المسارعة بالاتصال بالشركة وموافاتها بتفاصيل ما تعرّضوا له.
مشكلة «غوغل»
وبالنسبة لمشكلة بريد «جيميل»، التابع لشركة «غوغل»، فإنها تتمثل بحالتين، الأولى أن المستخدمين المشتركين في «الخدمات المستندة إلى البريد الإلكتروني» مثل «مقارنات أسعار التسوق» و«تخطيط رحلات السفر» عرضة لخطر قراءة رسائلهم الخاصة من قبل أطراف أخرى، هم المبرمجون والمطورون في الشركات المسؤولة عن تطوير هذه التطبيقات، وغيرها من التطبيقات المماثلة.
أما الحالة الثانية فتتعلق بالتطبيقات المستخدمة في تنفيذ عمليات تسجيل الدخول إلى المواقع والخدمات المختلفة، عبر الانترنت، بالاستناد إلى البيانات الموجودة في ملف تعريف المستخدم الموجود بحسابه على «جيميل»، وهي ممارسة معروفة وشائعة للغاية عبر الانترنت، ويتم اللجوء إليها عندما يرغب المستخدم في عدم إرهاق نفسه بالقيام بخطوات التسجيل المعتادة التي تطلبها المواقع والتطبيقات والخدمات المختلفة، مثل تسجيل الاسم وكتابة كلمة مرور واسم مستخدم، وبعض البيانات الأخرى.
مجال مفتوح
وبحسب ما جاء في تقرير «وول ستريت»، فإن «غوغل» لم تتخذ التدابير الاحتياطية الكافية لتأمين بيانات مستخدمي «جيميل» في كلتا الحالتين، وتركت المجال مفتوحاً بما يسمح للمطورين والمبرمجين المسؤولين عن التطبيقات المستندة لخدمات البريد الالكتروني، والتطبيقات المسؤولة عن قراءة ملف بيانات التعريف، بالوصول إلى الرسائل الموجودة في حساب البريد الإلكتروني نفسها والاطلاع عليها، بل ومسحها إلكترونياً.
بدوره، قال متحدث باسم «غوغل» إن «الشركة تضع عملية تدقيق صارمة، يتعين على مطوري البرامج الخارجيين اجتيازها قبل التمتع بهذا الحق، وأن الأمر يتم وفق اتفاقية خصوصية مقبولة». لكن المتحدث لم يوضح مدى التزام هؤلاء المطورين الخارجيين باتفاقاتهم، وما إذا كانت «غوغل» تفعل أي شيء لضمان ذلك.