توقعات بهاتف «آي فون» جديد يركز على «الصحة الرقمية»
مع اقتراب الموعد المفترض لإطلاق هواتف «آي فون الجديدة» المقرر له أن يكون خلال سبتمبر الجاري أو أكتوبر المقبل، شهد الأسبوع الماضي تسريبات جديدة حول مواصفات وخواص الهواتف الجديدة، كانت خلاصتها أن «آي فون الجديد» يركز اهتمامه الأكبر على التفعيل واسع النطاق لخاصية «سكرين تايم» التي تعتبر أهم أدوات «الصحة الرقمية» في عالم المحمول، كونها ترصد كل حركة تحدث على الهاتف من قبل المستخدم، وتقدمها في صورة إحصاءات تفصيلية، وتعديل في وضعيات التطبيقات المشتتة للانتباه والمستهلكة للوقت على الهاتف كنوع من مكافحة «الإدمان على المحمول»، وبعدها تأتي مواصفات جديدة من بينها تزويد الهاتف بثلاث كاميرات، وتحويل كل الطرز المتوقعة، للعمل بشاشات تعمل بتقنية «أو إل إي دي» أو الانبعاث الضوئي العضوي، التي تحقق صفاء ونقاء ووضوحاً أعلى في الشاشة، وتقلل استهلاك طاقة البطارية. ونشرت أبرز هذه التسريبات في مواقع إلكترونية متخصصة مثل «بيزنس إنسايدر» و«إيكنوميك ديلي نيوز» و«إي تي نيوز» و«ديجي تايمز»، و«تومز جايد» و«دويتش سيكيورتيس».
الصحة الرقمية
منفذ «يو إس بي سي» تتوقع بعض التسريبات أن تعود «أبل» إلى استخدام منفذ «يو إس بي سي» مرة أخرى مع الهواتف الجديدة، بعد الاستغناء عنه في السنوات الأخيرة والاعتماد على منفذ «لايتننغ»، على اعتبار أن كل هواتف «آندرويد» الحديثة تستخدم منفذ «يو إس بي - سي»، مثل هاتف «غالاكسي إس9»، و«ون بلس 6»، و«إتش تي سي يو12 بلس»، و«غوغل بكسل 2»، وم«وتورولا زد2 فورس»، و«هواوي بي 20 برو»، و«غالاكسي إس8». لكن تقارير أخرى شككت في هذا الادعاء، مؤكدة أن هواتف «آي فون» الجديدة لن تعود إلى منفذ «يو بي إس سي»، لأن «أبل» تسعى لجعل هواتفها أنحف، ومنفذ «يو إس بي - سي» أكثر سمكاً من منفذ «لايتننغ». |
بات مصطلح «الصحة الرقمية» يطلق على الأضرار والسلبيات التي تتعرض لها صحة المستخدم الجسدية والنفسية جراء استخدامه لأدوات تقنية المعلومات، مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة القابلة للارتداء، وما تحتويه من تطبيقات ونظم وخدمات إلكترونية مختلفة. وتأتي الهواتف المحمولة الذكية في صدارة الأدوات المؤثرة على الصحة الرقمية، باعتبارها الأجهزة التي تتحقق فيها أعلى مستويات الادمان على الاستخدام، والإفراط في البقاء على تطبيقات الهاتف فترات طويلة، تعزل الشخص عن محيطه وسياقه الاجتماعي الطبيعي. وفي هذا السياق، أجرى الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» الأميركية، تيم كوك، مقابلة مع شبكة «سي إن إن» تحدث فيها عن خاصية «سكرين تايم» التي تم بناؤها في نظام تشغيل «آي أو إس 12» المقرر أن تعمل به هواتف «آي فون» الجديدة.
ولفت كوك إلى أنه فوجئ بالنتائج والإحصاءات التي عرضتها خاصية «سكرين تايم» حول سلوكه الشخصي مع هاتفه، قائلاً: «كنت أعتقد أنني منضبط نوعاً ما في استخدامي للهاتف المحمول، وعندما بدأت في الحصول على البيانات، وجدت أنني أقضي وقتاً أطول بكثير مما ينبغي، وأنا لا أريد أن أعطيكم جميع التطبيقات التي أشغلها، لكن تبين لي أنها كثيرة، ووجدت أيضاً أن عدد الإشعارات التي حصلت عليها لم يعد أمراً منطقياً».
وعمّا إذا كانت هذه الخاصية ستؤثر على أعمال «أبل» وعائداتها من التطبيقات والهواتف، قال كوك إن «أبل» لا تشعر بالقلق من منح هذه المعلومات للمستخدمين، فنحن نريد أن يكون الناس راضين عن الأجهزة التي نقدمها، لكننا لا نريد من الناس أن يقضوا الكثير من الوقت أو كل وقتهم أمام هذه الأجهزة.
من جانبه، قال تريستان هاريس، وهو مصمم سابق في شركة «غوغل» الأميركية، وأصبح الآن من النشطاء البارزين في مجال الصحة الرقمية، إن خاصية «سكرين تايم» ستؤدي إلى نشأة توجه جديد وسباق جديد إلى القمة يهتم أكثر بحماية القيم الإنسانية.
وقت الإيقاف
وفضلاً عن خاصية «سكرين تايم»، سيهتم «آي فون» الجديد بخاصية أخرى تدعى «وقت الإيقاف»، وهي خاصية تغلق كل التطبيقات الموجودة على الهاتف، بما في ذلك جميع الألعاب وجميع الشبكات الاجتماعية، فيما عدا الوظائف الأساسية كالمكالمات والرسائل النصية، وتقول «أبل» إن هذه الخاصية تجعل خدمات الهاتف المحمول «مقطّرة» وقليلة للغاية، وتقترب من الوضع الأساسي الذي تم توصيفه من قبل جامعة «ستانفورد» كوسيلة لمكافحة إدمان الهاتف.
3 كاميرات
ركزت العديد من التسريبات الأخيرة على كاميرات «آي فون» الجديد، مشيرة إلى أن عددها سيرتفع إلى ثلاث كاميرات، تخصص الكاميرا الثالثة لخاصية التقريب أو «زووم»، إضافة إلى التقاط صور ثلاثية الأبعاد عبر تطبيق خاص بذلك، يعمل بمفهوم المثلث، بحيث يتم التقاط الصورة من عدستين، بينما تستخدم الثالثة لمعرفة بُعد العناصر عن الجهاز، وبُعدها عن بقيّة العناصر، لتُشكّل في ما بعد صوراً ثلاثية الأبعاد. ولكي تحقق «أبل» هذا الأمر، فإنها طورت حساسات أو «مستشعرات» خاصة بهذه الكاميرات، تتسم بكونها قادرة على استشعار الأجسام على مسافات أبعد مقارنة بالمستشعرات الحالية.
الشاشة والتصميم
تُجمع معظم التسريبات على أن هواتف «آي فون» الجديدة، التي يتوقع أن تكون ثلاثة طرز، ستعمل جميعاً بشاشات «أو إل إي دي»، لتحقيق مستوى أعلى من الوضوح والنقاء والاستهلاك المنخفض من الطاقة، وبمجرد خروج هذه التسريبات، انخفضت أسهم شركة اليابان للشاشات بنسبة 10%، كونها المورد الرئيس لشاشات«إل سي دي» لشركة «أبل»، وفي المقابل ارتفعت اسهم شركة «إل جي» المحدودة للشاشات كونها المورد المحتمل لشاشات «أو إل إي دي» لـ«أبل».
من ناحية التصميم، أشارت التقارير الأخيرة إلى أن «أبل» قد تغير من تصميم «آي فون 2019»، بحيث تنكمش القطعة السوداء أعلى منتصف شاشة هاتف «آي فون إكس» التي تضم الكاميرا ومستشعر الأشعة تحت الحمراء، وسيكون هذا التغيير في التصميم مواكباً للتقنيات الأكثر تطوراً ودقة داخل الهاتف، ومنها بصمة الوجه التي تتطلب تصنيع العديد من قطع المكونات الجديدة، لكن في الوقت نفسه سيتم الحفاظ على حجم الجزء الذي يضم كل التقنيات بحجم أقل من عام 2017.
يذكر أن تصميم هاتف «آي فون إكس» تعرض لانتقادات واسعة في ما يخص الجزء الأسود، أو ما يسمى بـ«نوتش»، لأن بعض المستخدمين وجدوا أنها لا فائدة منها، وكان من الممكن تضمين الكاميرا وكل المستشعرات الأخرى في الإطار الصغير للشاشة، ليقدم ذلك مساحة شاسعة للشاشة، وفي الوقت نفسه سيتم توفير التقنيات التصويرية المطلوبة دون الإخلال بجمال التصميم.