أدوات تحوّل «آي فون» إلى محافظ مالية رقمية مشفرة
كشفت شركة «أبل» الأميركية عن مجموعة أدوات جديدة للتشفير، أطلقت عليها «كريبتو كيت»، في خطوة تمهيدية لتحويل هواتف «آي فون» إلى محافظ مالية رقمية مشفرة، تتعامل ليس فقط مع خدمات الدفع الإلكترونية التي تعتمد على العملات الحالية والنظم المالية والبنكية التقليدية، وإنما تتعامل أيضاً مع عملات الإنترنت المشفرة، وعلى رأسها «بيتكوين» و«إيثريوم»، ما يعد خطوة كبرى نحو نشر العملات الرقمية المشفرة في عالم الهواتف والتطبيقات المحمولة، بعد أن ظلت منذ ظهورها قاصرة على العمل عبر الإنترنت.
المشروع الثالث أفاد خبراء بأن تقنية «كريبتو كيت» من شركة «أبل» ليست المحاولة الأولى لنقل العملات الرقمية إلى عالم الهواتف الذكية وتطبيقاتها، حيث سبقتها محاولتان أخريان، الأولى قامت بها شركة «إتش تي سي»، التي أعلنت منذ العام الماضي عزمها على إنشاء محافظ مالية رقمية مشفرة أصلية على هواتفها الذكية، فيما كشفت عن الثانية شركة «سامسونغ»، بإعلانها أن لديها مشروعاً لتشغيل تطبيقات سلاسل الكتل على هاتف «سامسونغ إس 10»، الذي سيحتوي على محفظة مالية رقمية مشفرة، تتضمن عملات الإنترنت المشفرة. |
جاء ذلك في جلسة خاصة، حملت عنوان «التشفير والتطبيقات الخاصة بك»، عقدتها «أبل» ضمن فعاليات المؤتمر السنوي العالمي لمطوري الشركة، أخيراً.
ونشر موقع «كمبيوتر وورلد»، تقريراً، رصد خلاله ردود أفعال عدد من الخبراء خلال الأيام الماضية، تجاه التقنية الجديدة، بعد أن نشرت «أبل» وثيقة تشرح تفاصيل تقنيتها وحدود عملها بعد انقضاء المؤتمر، حيث رأى الخبراء أن «كريبتو كيت» تضع هواتف «آي فون» قاب قوسين أو أدنى من التحول إلى محفظة مالية رقمية مشفرة، تتعامل في كل العملات والمعاملات المالية التي تتم عبر المدفوعات الإلكترونية، بما في ذلك عملات الإنترنت المشفرة.
«كريبتو كيت»
ووفقاً لوثيقة الشرح التي نشرتها «أبل» عبر موقعها الرسمي، فإن «كريبتو كيت» عبارة عن مجموعة أدوات للتطوير والبرمجة، متخصصة في إضافة طبقة من التشفير والتكويد والتأمين، يمكن لمطوري ومبرمجي «أبل» استخدامها في بناء تطبيقات وبرامج دفع إلكتروني وبرامج مالية ومصادقات، يتم تشغيلها على هواتف «آي فون» التي تعمل بأحدث إصدار من نظام تشغيل «آي أو إس» المخصص لأجهزة «أبل» المحمولة واليدوية، وهو «آي أو إس 13»، الذي تم الكشف عنه خلال المؤتمر الأخير.
وتقوم «كريبتو كيت» بإنشاء تجزئات للتوقيعات الرقمية والمفاتيح العامة والخاصة التي يمكن تخزينها وإدارتها بسهولة بواسطة أداة التأمين المعروفة باسم «سيكيور إن ديف» من «أبل»، التي يمكن أن تمثل العملات المشفرة، ويمكن استبدالها من قِبل مالكي هواتف «آي فون» كطريقة للدفع من خلال تطبيق ما.
وأكدت وثيقة «أبل» أن «كريبتو كيت» ستمكن المطورين من إجراء تبادل المفاتيح وتكييف تشفير المفتاح العام لتقييم التوقيعات الرقمية، وحساب الآمن المشفر، وهي مكونات أساسية في تطوير تطبيقات تعتمد على تقنية «سلاسل الكتل».
واجهة برمجة
وقال عضو في فريق هندسة التشفير والأمن في «أبل»، فريدريك جاكوبس، إن «كريبتو كيت» واجهة برمجة تطبيقات سريعة وآمنة لتنفيذ عمليات تشفير العملات. وأضاف: «نظراً لأن (كريبتو كيت) توفر طبقة ثانية من الأمان من خلال تشفير التطبيقات العاملة مع نظام تشغيل (آي أو إس 13) الجديد، بمفاتيح خاصة وعامة، فإنه يمكنها معالجة المشكلات الأخرى المتعلقة باختراق الأجهزة، مثل اقتحام بطاقة الاتصال (سيم كارد)، وهو هجوم ضار يستخدم غالباً للسيطرة على حياة الشخص الرقمية والمالية».
مقدمة
وأجمع العديد من الخبراء على أن «كريبتو كيت» هي المقدمة إلى وصول «بيتكوين» وأخواتها من عملات الإنترنت المشفرة إلى هواتف «آي فون»، معتبرين أن جوهر الطريقة التي تعمل بها هذه الأداة يناسب التطبيقات التي يتم بناؤها بتقنية «سلاسل الكتل»، وهذا ما أشارت إليه «أبل» بالفعل.
وفي هذا السياق، قال أحد كبار الخبراء بمشروع «سلاسل الكتل» مفتوح المصدر التابع لمؤسسة «لينكس»، ديفيد هوسبي، إن تقنية «سلاسل الكتل» معروف أنها التقنية التي تمثل محور أو قلب عملات الإنترنت المشفرة، بل وتعتبر العملات المشفرة أحد تطبيقاتها، مضيفاً أن أداة «أبل» الجديدة تقوم ببعض المهام الرئيسة، منها التشفير وإنشاء المفاتيح والتجزئة، ويمكنها أن ترتبط بمجموعات خاصة مخزنة في نظام بيئي آمن، وهذه جميعها من ركائز تقنية سلاسل الكتل والعملات المشفرة.
أشار هوسبي إلى ملاحظة أخرى تدعم التصور الخاص بأن «كريبتو كيت» هي الخطوة التمهيدية لنقل عملات الإنترنت إلى «آي فون»، وهي أن «أبل» قامت بتضمين رموز عملة «بيتكوين» وعملة «إثيريوم» المشفرتين إلى الرموز التي تتعامل بها تقنية «سيكيور إنديف» للتأمين الخاصة بها.
من جانبه، وافق كبير مسؤولي المختبرات في شركة «ريد رايت» للبحوث والاستشارات، كيل إليكوت، على الرأي القائل بأن «كريبتو كيت» مقدمة لنقل العملات المشفرة إلى «آي فون»، لأنها تمنح مطوري «أبل» القدرة على إنشاء تطبيقات مبنية على أساس تقنية سلاسل الكتل والتشفير، وتجعلهم قادرين على توفير محفظة تشفير أكثر أماناً من أي شيء آخر في الوقت الحالي.