كمبيوتر خارق لتسهيل الأبحاث
سيكون بإمكان العلماء من جميع التخصصات الاستفادة من جهاز واحد عملاق، إذ يضع خبراء أميركيون هذه الأيام اللمسات الأخيرة لتجهيز كمبيوتر عملاق والأكثر تعقيداً من نوعه. ويفتح الباب للباحثين في شتى المجالات للقيام بأبحاثهم واستغلال القدرات الهائلة للكمبيوتر «تيتان». ويقوم مختبر «أوك ريدج الوطني» في ولاية تينسي الأميركية، بتشغيله بالتعاون مع خبراء آخرين. وصمم الجهاز ليكون أحد أسرع جهازين في العالم، إذ بإمكانه أن يقوم بنحو 20000 تريليون عملية حسابية في الثانية.
يقول الخبير في شركة «نفيديا» التي زودت «تيتان» بالبرمجيات، ستيف سكوت، «نحن نهتم بهذا الكمبيوتر، لأن مجتمعاتنا تعاني مشكلات كثيرة»، موضحا، «هناك مشكلات تتعلق بالصحة، وجيل في طريقه للشيخوخة، إضافة إلى ذلك تواجه الولايات المتحدة مشكلة تتعلق بالطاقة، باتت أجهزة الكمبيوتر تستخدم لحل مثل هذه المشكلات». يقول سكوت «كل هذه المجالات لها فوائد عظيمة تعود على المجتمع، وتحتاج هذه التخصصات إلى كمبيوتر فائق الأداء لتحقيق تقدم».
6 مجالات رئيسة يدعمها «تيتان»
-- علم المادة والذرة: يتناول المادة في مستوى الذرة من أجل فهم خصائصها، كما يهدف لبناء مواد جديدة لديها خصائص أقوى. -- التغير المناخي: سيحصل الباحثون على إجابات لأسئلتهم حول ما يحدث للمناخ، وكيف يتم التأقلم مع ذلك. -- الوقود العضوي: دراسة بعض النباتات وتحويلها إلى إيثانول باستخدام الإنزيمات. -- الطاقة النووية: تستخدم التكنولوجيا لتحفيز تدفق النترونات خلال الانصهار والانشطار. وتهتم بأشكال جديدة لطاقة منصهرة تكون نظيفة وآمنة، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الوقود نظيفة وتحترق لمدة أطول. -- الإشعال: يسمح «تيتان» بتحفيز الحرق للباحثين عن أفضل الحلول لإيجاد وقود فعال. -- الفيزياء الفلكية: تتيح التكنولوجيا الجديدة لعلماء الفيزياء إجراء المزيد من التجارب لمعرفة أسرار النجوم والمجرات والتفاعلات الكونية. |
ويعتقد أن يكون «تيتان» أسرع من الجهازين الخارقين اللذين بحوزة اليابان والصين، وينافس كمبيوتر «سيكويا» الذي يمتلكه مختبر لورانس ليفرمور الوطني. وكانت اليابان قد انتجت، العام الماضي، أسرع كمبيوتر في العالم يستطيع القيام بـ8000 تريليون عملية حسابية في الثانية. واحتلت اليابان المركز الأول في قائمة أسرع حواسب آلية فائقة. وتزيد سرعة الحاسوب بمقدار ثلاث مرات على كمبيوتر «تيان 1 إيه» الصيني، الذي كان يتصدر القائمة من قبل بسرعة في العمليات الحسابية تصل إلى 2.26 ألف تريليون عملية في الثانية الواحدة.
وخرجت ألمانيا من المراكز الـ10 الأولى في القائمة التي تضم أسرع 500 كمبيوتر في العالم، حيث تراجع نظام «يوجينه»، الذي طوره مركز أبحاث ألماني إلى المركز 12 بسرعة في العمليات الحسابية تصل إلى 1000 تريليون عملية في الثانية.
تم تصميم «تيتان» بشكل مختلف، إذ جمع بين رقائق الغرافيك المستخدمة في ألعاب الفيديو والمعالجات العادية. وتم الاستعانة بالرقائق لزيادة سرعة الحواسيب وجعلها تقوم بعمليات عدة في آن واحد وبسرعة فائقة. ويستهلك الكمبيوتر الجديد كمية أكبر من الطاقة مقارنة بسلفه «جاكوار» الذي صممته أيضا «أوك ريدج»، إلا أنه يفوقه سرعة بأكثر من 10 مرات. وقد احتل «جاكوار» المرتبة الأولى على قائمة أسرع الكمبيوترات في العالم، في ،2009 واستمر نجاحه عاماً كاملاً إلى أن أطلق الصينيون كمبيوتراً أسرع منه في .2010 ويعتبر الخبير بيل بلاك، الجهاز الجديد، الذي يمتلك نحو 700 تيرا بايت من الذاكرة، منعرجاً مهماً في تاريخ تكنولوجيا المعلومات، إذ تتم الاستعانة بالرقائق التي باتت مهمة في كفاءة أداء الكمبيوترات الخارقة.
ويوضح بلاك، «ان هذه النقطة الحاسمة ستؤثر في صناعة الأجهزة فائقة السرعة في المستقبل».