«غوغل» تصـل بخرائطهــا إلى قمم الجبال
أعلنت شركة «غوغل»، عملاق التكنولوجيا والإنترنت، عن آخر مشروعاتها المتعلقة بخدمة خرائطها الشهيرة «غوغل مابس»، إذ يعمل المشروع الجديد على نقل الخرائط والصور التفاعلية إلى أعالي الجبال، بشكل يسمح للمستخدم التجول من منزله، في أماكن يصعب الوصول إليها.
وتعتمد الخدمة الجديدة على تقنية مبنية على ميزة «غوغل ستريت فيو»، التي تسمح للمستخدم بالتجول داخل المدن والشوارع من خلال شاشة حاسبه الشخصي واللوحي، أو هاتفه الذكي، وذلك بفضل الصور البانورامية التي تلتقطها «غوغل» باستخدام تقنيات خاصة تتيح مشاهدَ كاملة على مستوى 360 درجة.
لكن المشاهد الجديدة التي أضافتها «غوغل» إلى خرائطها، تختلف بشكل كبير عن مجرد التجول في الشوارع، إذ أضافت «غوغل» الصور البانورامية لعدد من أشهر القمم في العالم، وهي قمة جبل إيفرست المغطاة بالثلج في جبال الهمالايا، وبركان دورمانت في جبال كالمنجارو في إفريقيا، وجبل إلبروس في أوروبا، وقمة جبل أكونكاجوا في الأرجنتين. ويستطيع المستخدم بفضل هذه الصور الجديدة المشي والتجول في هذه المناطق الشاهقة من خلال بضع نقرات على الفأرة.
ويستخدم فريق التصوير في «خرائط غوغل» مجموعة متنوعة من الأدوات، إضافة إلى السيارات، من أجل التقاط الصور من جميع الأماكن حول العالم، بما في ذلك العربات المدفوعة باليد، ودراجات ذات عجلات ثلاثية، وعربات الثلوج، إلا أن تسلق الجبال بهدف التقاط الصور البانورامية لقممها، تطلّب نوعاً جديداً من التخطيط والتقنيات، وذلك بحسب تصريحات الخبير في «غوغل»، دان فريدينبرغ، لموقع «سي إن إن». يشار إلى أن فريدينبرغ أسهم في تصوير قمم الجبال الأربعة.
وبحسب فريدنبرغ، فإن طبيعة المهمة كانت تعني عدم الاعتماد على حمل المعدات الثقيلة، ما يعني أن حمل الكاميرات الكبيرة مع تجهيزاتها التي تستخدمها «غوغل» عادةً في التصوير لم تكن بالفكرة الجيدة، لذا، لجأ المغامرون إلى التقنيات الأقل تطوراً، وقرروا الاعتماد على الكاميرات الرقمية التقليدية بدل الاعتماد على التجهيزات المتطورة.
وتم الاعتماد بشكل خاص على استخدام عدسات «عين السمكة»، وهي التقنية نفسها التي استخدمتها الشركة لتصوير أكثر من 100 ألف متجر من الداخل في خدمة «غوغل بزنس فوتو»، التي تسمح بالتجول داخل المتاجر.
وتعد مهمة تصوير قمم الجمال واحدة من أصعب المهام التي وقعت على عاتق فريق الخرائط في «غوغل»، إذ تعامل فريق المغامرين مع هطول الأمطار الغزيرة، والانهيارات الطينية، حتى أنهم تعرضوا لزلزال بقوة 6.9 ريختر بالقرب من إيفيرست في منتصف الليل.
وشكلت الارتفاعات الشاهقة للجبال عائقاً آخر تطلب تخطيطاً حريصاً، إذ يتوجب على المغامر التقاط بضعة صور في كل ارتفاع معين، وتوجب على ثلاثة مغامرين التقاط صور في جميع الاتجاهات في ارتفاعات مختلفة، ويتم تكرار العملية في كل 20 قدماً، وهي مهمة ليست بالسهلة، بحسب فريدنبرغ، خصوصاً في ظل نقص الأوكسجين، لكن لحسن الحظ، فتجميع هذه الصور والمعلومات في مكاتب شركة «غوغل» في «ماونتن فيو» كانت مهمة أقل تعقيداً، إذ يعتمد مهندسو «غوغل» على برمجيات خاصة من تطويرهم تربط هذه الصور مع معلومات موقعها الجغرافي، ثم تصل الصور ببعضها لإنشاء المسارات البانورامية، التي يستطيع المستخدم التجول فيها، وذلك باستخدام برمجيات تعتمد على خوارزميات بالغة التعقيد للوصول إلى أفضل تجربة واقعية ممكنة. يشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تخرج فيها «غوغل» عن المألوف وتنتقل بالمستخدم إلى أماكن نائية أو يصعب الوصول إليها ضمن خدمة «ستريت فيو»، إذ كانت طرحت سابقاً إمكانية التجول في بعض مناطق القطب الشمالي، وفي غابات الأمازون، وسفوح الجبال المخصصة للتزلج، إضافة إلى توفيرها صوراً بانورامية متنوعة عالية الدقة لبعض أبرز أماكن الجذب السياحي حول العالم.
كما قدمت ضمن تطبيقها الشهير «غوغل إيرث» إمكانية النزول تحت سطح الماء لاستكشاف المحيطات، إضافة إلى الصور الجوية والصور الفضائية العالية الدقة لعدد كبير من المدن حول العالم.