عبر تغيير تقنيات المعالجة الخاصة بخوادمها

«مايكروسوفت» تطرح تعديلات عتادية لدعم محرك «Bing»

صورة

أطلقت شركة «مايكروسوفت» خدمة البحث الخاصة بها أول مرة تحت مسمى MSN Search عام 1998، ليتم في ما بعد استبدالها بالمحرك Windows Live Search عام 2006، وبعد ذلك بثلاثة أعوام، كشف الرئيس التنفيذي للشركة آنذاك، ستيف بالمر، عن محرك «Bing» ليصبح خدمة البحث الرسمية الخاصة بالشركة.

وعانت خدمة البحث على شبكة الإنترنت من «مايكروسوفت» انخفاض حصتها السوقية، التي تحسنت عام 2011 لتصل إلى 12.8% بعد الإعلان عن شراكة بين «مايكروسوفت» و«ياهو» قضت بدعم «Bing» لمحرك بحث «ياهو»، مع احتفاظ شركة «ياهو» بمعظم عائدات الإعلانات على خدمة البحث خاصتها.

وتعمل «مايكروسوفت» باستمرار على إضافة تحسينات لدعم «Bing» في ظل سيطرة واضحة لمحرك بحث «غوغل»، وحالياً تعمل الشركة على إجراء تغييرات واسعة تتعلق بالعتاد الصلب الخاص بالخدمة.

نقل الفكرة إلى الخوادم

تبدو شركة «مايكروسوفت» واثقة بنجاحها باستخدام رقائق FPGAs في خوادم محرك «Bing»، إذ توقع أحد مسؤولي الشركة، بيتر لي، أن نجاح التجربة سيؤدي إلى نقل هذه الفكرة إلى كل خوادم الشركة المتصلة بالإنترنت.

وتشغل «مايكروسوفت»، مثلها مثل بقية شركات الإنترنت العملاقة، خدماتها بالاستفادة من آلاف الخوادم ضمن مراكز البيانات الخاصة بالشركة حول العالم، وجميع هذه الخوادم تأتي مُزودة بمعالجات شركة «إنتل»، أكبر مُصنِع للرقائق الإلكترونية في العالم.

وتخطط «مايكروسوفت» لتغيير تقنيات المعالجة الخاصة بخوادمها من خلال الاعتماد على ما يُعرف بمصفوفة البوابات القابلة للبرمجة حقلياً Field Programmable Gate Arrays، التي تُعرف اختصاراً بـ FPGAs، وهي مُعالجات تستطيع الشركة تعديلها بشكل مُخصص للتعامل مع برمجياتها، وذلك حسب ما أشار المسؤول في فريق أبحاث «مايكروسوفت»، دوك برغر.

وتستطيع هذه الرقائق الإلكترونية، المُصَنَعة من قبل شركة «آلتيرا» Altera، تسريع مُحرك البحث Bing، كما من شأنها أن تُغير كُلياً طريقة تشغيل «مايكروسوفت» لخدماتها على شبكة الإنترنت، وفقاً لبرغر.

ونالت الخطة الجديدة إعجاب المسؤول عن محرك البحث Bing لدى «مايكروسوفت»، كيو-آي لو، الذي اختبرها على 1600 خادم قبل أن يُعطي الضوء الأخضر لنقل التجربة إلى جميع مراكز البيانات الخاصة بخدمة محرك البحث Bing.

وسيتم الانتقال إلى نظام الخوادم الجديد بشكلٍ كامل مطلع العام المقبل، الذي من شأنه حل مُشكلة تسبب قلقاً للعديد من الشركات التقنية الكبرى، مثل «مايكروسوفت» و«غوغل» و«فيس بوك»، وهي أن الرقائق الإلكترونية لم تتطور أخيراً بالشكل الكافي لمُجاراة نمو مثل هذه الشركات على شبكة الإنترنت، إذ تبحث الشركات الكبرى عن طرق جديدة لتحسين سرعة وكفاءة نُظمها.

وفي سبيل ذلك، تختبر شركتا «فيس بوك» و«غوغل» استخدام معالجات منخفضة الكلفة مبنية وفق معمارية ARM، وفقاً لتقارير حديثة، في حين تطرح «مايكروسوفت» رقائق FPGAs الإلكترونية في خوادمها، ما يُعدُ تحدياً كبيراً لتحسين أداء البرمجيات، تراهن عليه «مايكروسوفت»، على حد تعبير برغر.

وتوجد رقائق FPGAs في الأسواق منذ أعوام عدة، إذ يتم استخدامها من قبل مُصممي الأجهزة الإلكترونية لتطوير نماذج منخفضة الكلفة من أجهزتهم، ويتم كذلك استخدامها في الأجهزة المعقدة، إذ تم الاستفادة منها في الحواسب المُتخصصة بإدارة نظام العملة الرقمية «بيتكوين» Bitcoin، وفي الأنظمة المتطورة الخاصة بتحليل البيانات في بعض شركات «وول ستريت».

ويعمل باحثو «مايكروسوفت» باستخدامهم لرقائق FPGAs على بناء شبكة بحث خارقة أطلقت عليها الشركة اسم «كاتابولت» Catapult، مؤلفة من 1632 خادما، يضم الواحد من تلك الخوادم معالج «زيون» Xeon من «إنتل»، إضافة إلى بطاقة تضم رقاقة FPGA من إنتاج «آلتيرا»، متصلة بشبكة «كاتابولت».

ويأخذ هذا النظام طلبات البحث من محرك «Bing»، لتقوم بعد ذلك رقائق FPGAs، المبرمجة من قبل «مايكروسوفت» للتعامل مع عمليات حسابية ضخمة، باكتشاف صفحات الإنترنت الواجب إظهارها في نتائج البحث الخاصة بمُستخدمي محرك Bing.

وتوفر رقائق FPGAs الإلكترونية سرعة في معالجة خوارزميات Bing تفوق ما توفره معالجات الخوادم التقليدية بنحو 40 مرة، لكن هذا لا يعني أن محرك Bing سيصبح أسرع بمقدار 40 مرة، إذ إن بعض العمليات ستبقى خاضعة للتنفيذ من قبل معالجات «إنتل»، لكن «مايكروسوفت» تؤمن أن أداء محرك «Bing» سيتحسن بمقدار مرتين على الأقل، حسب ما أفاد برغر. ومن المُميز في النظام المقبل لمحرك «Bing» أن «مايكروسوفت» تستطيع تحديث برمجيات هذه الرقائق الإلكترونية بسهولة وبشكلٍ يُشابه تحديثتها لمحرك «Bing»، كما تُوفر هذه الطريقة مرونة بإصلاح الأخطاء التي قد تظهر في محرك البحث.

تويتر