موقع تحول إلى وسيلة فعالة لرصد الاتجاهات الرائجة وتتبع اهتمامات المستخدمين
«بنترست».. أداة لتسويق المجلات ونافذة على اهتمامات القراء
في حين تجتذب المواقع الكبيرة مثل «فيس بوك» و«تويتر»، اهتمام المديرين التنفيذيين في الشركات الإعلامية الراسخة، تتأكد مكانة موقع «بنترست»، باعتباره قوة فاعلة في شبكات الإعلام الاجتماعي، خصوصاً في ما يتعلق بمساعدة المجلات على تسويق محتواها، ومتابعة اهتمامات القراء، والتنبؤ بما يروقهم مُسبقاً.
ويُمثل «بنترست» Pinterest أداة للاكتشاف البصري، إذ يُتيح الموقع لأعضائه نشر صورهم المفضلة في الأزياء، ووصفات الطعام، والأشغال اليدوية، والهوايات، ونصائح لتزيين المنازل ونحو ذلك، وتبادلها مع غيرهم من المستخدمين، من خلال ما يُعرف بالتثبيت Pin على «ألواح الملاحظات» Boards.
ويتسم «بنترست»، الذي أسسه كل من «بن سيلبرمان»، الذي عمل سابقاً في شركة «غوغل» الأميركية، و«إيفان شارب» الذي تدرب مهندساً معمارياً، بثرائه البصري.
قيمة تقديرية
ونما الموقع، الذي بدأ في عام 2010 في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية، ليصل عدد موظفيه حالياً إلى 400 شخص، كما نجح في الحصول على 200 مليون دولار ضمن جولة تمويل أخيرة قدرت قيمته بخمسة مليارات دولار (نحو 18.4 مليار درهم).
وفضلاً عن توفير الموقع لبعض العروض الإعلانية المحدودة قبل فترة ليست بالطويلة، فإن الناشرين والمحررين يلجأوون إليه كوسيلة فعالة لرصد الاتجاهات الرائجة وتتبع اهتمامات المستخدمين، إذ تتابع مسؤولة محتوى المنزل في مجلة «بتر هومز آند غاردنز» Better Homes and Gardens المعنية بالمنازل والحدائق، جيل واج، «بنترست»، بحثاً عن الاتجاهات المفضلة في تزيين المنازل لموسم الأعياد المُقبل. وقالت إنه «مع استخدام المستهلكين لـ(بنترست) بسبل مختلفة، فإنه يكتسب أهمية متزايدة بالنسبة للمجلة».
شؤون المرأة
ويسعى «بنترست» إلى توثيق صلاته بالمجلات، خصوصاً المتخصصة بشؤون المرأة؛ إذ تُشكل النساء نسبة 71% من مستخدمي الموقع.
ويُساعد «بنترست» في وصول العديد من القراء إلى مجلات معينة، إذ يفوق موقعي «فيس بوك» و«تويتر» باعتباره مصدراً لزيارات موقع مجلة «سلف» Self الأميركية المهتمة بالصحة والأزياء.
ويبدو ذلك متوقعاً في ظل التراجع المستمر في قراءة النسخ الورقية من المجلات، ما يدفع الناشرين إلى بذل الجهد لجذب القراء من خلال مواقع الإعلام الاجتماعي، ومن ثم يسعون إلى بناء علاقات وثيقة مع مواقع مثل «فيس بوك»، «تويتر»، و«بنترست» في محاولة للوصول للمزيد من القراء، وربما المزيد من المشتركين. كما يأمل الناشرون أن يُسهم ارتفاع عدد زوار مواقعهم في جذب المعلنين.
وضمن عمل «بنترست» على تعزيز تعاونه مع الناشرين، فقد وظّف منتصف الأسبوع الماضي، روبرت ماكدونالد، لتولي مسؤولية إدارة العلاقات الإعلامية في الموقع، وهي الوظيفة التي قام بها سابقاً في شركة «غوغل». ويُخطط ماكدونالد للاستعانة بموظفين جدد خلال الشهور المقبلة، للعمل مع المجلات المطبوعة والرقمية.
وأشارت المسؤولة التنفيذية في «بنترست» والمسؤولة عن شراكات الموقع، جوان برادفورد، إلى أنه نظراً لصدور غالبية محتوى الموقع عن جهات احترافية مثل المجلات، فإنه من المهم تعريف هذه الجهات بأفضل السبل للاستخدام.
وأضافت: «لا نعتقد أننا استثمرنا بما يكفي حتى الآن، لنيل الفرصة بشكلٍ كامل، ومساعدة هؤلاء الناشرين»، معتقدة أنهم يُقدمون الكثير من المحتوى عالي المستوى الذي يتحمس له المستخدمون كثيراً.
نمو متصاعد
وعلى الرغم من أن «بنترست» يجتذب ثلث عدد زوار «فيس بوك»، فإن عدد زواره يتصاعد بمعدل سريع؛ إذ شهد زيادة بنسبة 49% بين أغسطس 2013 إلى أغسطس 2014 ليصل إلى 64.22 مليون زائر، وفقاً لبيانات شركة «كوم سكور» لتحليلات الإنترنت.
وقال رئيس شركة «أهالوجي» Ahalogy التي تساعد الشركات على تعظيم استفادتها من «بنترست» كمنصة للتسويق، بوب جيلبريث، إنه في حين قد يُمثل «بنترست» تهديداً كبيراً للمنشورات المطبوعة التقليدية، فإنه قد يمنحهم فرصة في الوقت نفسه، لافتاً إلى أن بعض أكثر المحتوى شعبية في الموقع، يعود إلى الصور عالية الجودة من المجلات والصحف.
وفي مثالٍ آخر، يستفيد محررو موقع الأخبار والترفيه «بَزفيد» BuzzFeed من «بنترست» في جذب القراء عبر نشر مواد جذابة من الناحية البصرية، فضلاً عن استثماره في اكتشاف موضوعات مهمة. ويتفوق «بنترست» على «تويتر» في توجيه القراء إلى الموقع.
وقالت المديرة الإبداعية في «بَزفيد»، إميلي فليشاكر: «ننظر إلى (بنترست) كالكشك الخاص بنا لبيع الصحف»، لافتة إلى أنهم يواصلون التفكير في ما يُناسب الموقع، ويُلائم نسخته للأجهزة المحمولة في مختلفة خطوات الإنتاج.
كما تهتم الأسماء الأقدم في مجال الإعلام بالاستفادة من موقع «بنترست»، ومنها دار نشر «هيرست». وجذبت تغطية مجلة «هاربر بازار» Harper’s Bazaar عن الأزياء نحو 4.7 ملايين متابع في «بنترست»، وأعُيد نشر مقال للمجلة المعنية بشؤون المرأة «كوزموبوليتان» Cosmopolitan عن تصليح الملابس ما يزيد على 81 ألف مرة.
وتتمتع العديد من القصص المنشورة في مجلات المرأة بشعبيةٍ كبيرة تستمر لفترةٍ طويلة بعد نشرها.
برنامج ترويجي
وضمن المقارنة بين «فيس بوك» و«تويتر» من جهة، و«بنترست» من جهةٍ أخرى، قال نائب الرئيس للجمهور في «هيرست ديجيتال»، برايان مادن، إن «فيس بوك» و«تويتر» يعرضان ما يحدث في هذه اللحظة، مُقابل ما يُوفره «بنترست» من فرصة لتوقع صعود قصة ما في الفترة المُقبلة.
ويأمل «بنترست» تدعيم علاقاته بالناشرين من خلال برنامجه الترويجي Promoted Pins الذي بدأ باختباره قبل أشهر قليلة، ويسمح للشركات بتوجيه محتوى لجمهور الموقع بمقابل مادي، ما يُساعد على زيادة ظهور الشركات.