قدرة الحواسيب على انتقاء وتنظيم الأخبار
يتبادر إلى الذهن العديد من التساؤلات حول قدرة الحواسيب على انتقاء وتنظيم الأخبار، وهو الدور الذي طالما لعبه المحررون، إضافة إلى آثار التغيير في طريقة استهلاك الناس للأخبار، وبالتالي تأثيره في رؤيتهم للعالم.
من ناحية «فيس بوك»، قال قائد الفريق المسؤول عن تصميم التعليمات البرمجية التي تتحكم في قسم «خلاصات الأخبار» في «فيس بوك»، المهندس كريغ مارا، إنه لا يُفكر كثيراً في تأثيره في الصحافة، مضيفاً: «نحاول ألا ننظر لأنفسنا بوضوح كمحررين».
وأوضح: «لا نريد أن يكون لنا حكم تحريري على المحتوى في (خلاصات الأخبار) الخاصة بك، تختار أصدقاءك، وتتصل بالصفحات التي ترغب في الاتصال بها، وأنت أفضل من يُقرر الأمور التي تهمك»، وتابع: «نعتقد أن الأمور التي تربط نفسك بها هي أكثر ما سيهمك القراءة عنه»، في إشارة إلى تدخل «فيس بوك» في «خلاصات الأخبار» الخاصة بالمستخدمين.
وفي كل أسبوع، يُعيد مارا مع فريقه، الذي يتألف من 16 شخصاً تقريباً، ضبط التعليمات البرمجية المعقدة التي تُحدد ما سيظهر للمستخدم حين يُسجل الدخول إلى موقع «فيس بوك».
ووفقاً لمارا، البالغ من العمر 26 عاماً، تعتمد التعليمات البرمجية على «آلاف وآلاف» من المعايير، وتتضمن الجهاز المُستخدم، وعدد التعليقات والإعجابات (لايك) التي نالتها كل قصة، والوقت الذي قضاه القراء مع المقال.
وتهدف هذه العملية إلى التوصل إلى المحتوى الذي يُمتع المستخدمين أكثر من غيره، وهو ما تختلف نتائجه في المناطق المختلفة من العالم.
وقال مارا إن «الناس في الهند على سبيل المثال يُفضلون مشاركة ما تُطلق عليه (فيس بوك) مصطلح (أيه بي سي ديز) ABCDs، وهي الحروف الأولى من كلمات: التنجيم، وبوليوود أو أخبار السينما الهندية، ورياضة الكريكيت، والمعتقدات الدينية». ويُظهر الواقع تأثر مكانة المواقع الإخبارية والإصدارات الإعلامية كثيراً بما يتم نشره ضمن خلاصات الأخبار في «فيس بوك»؛ ففي حال لقي موقع حظاً طيباً مع خوارزميات «فيس بوك»، فالفوائد كبيرة، وكذلك في حال قرر مارا وفريقه مثلاً أن أموراً معينة كالعناوين التي تتلاعب بالقراء لاستدراجهم للنقر على الروابط للحصول على مزيد من المعلومات غير مناسبة للقراء، فالأضرار ستكون واضحة. وعلى سبيل المثال، فحين أدخل «فيس بوك» تغييرات على خوارزمياته في ديسمبر من العام الماضي؛ بهدف إبراز المحتوى عالي الجودة، شهدت ما يُطلق عليه مواقع الأخبار واسعة الانتشار مثل «أب وورثي» Upworthy، و«إليت ديلي» Elite Daily، و«ديستراكتيفي» Distractify، تراجعاً كبيراً في عدد زوارها.