«أوراكل» تهاجم «أمازون».. وتصف منتجاتها بـ «البطيئة» و«محدودة القدرات»
شنّ مؤسس ورئيس شركة «أوراكل»، لاري أليسون، هجوماً عنيفاً على شركة «أمازون»، قائلاً إن «ريادة (أمازون) انتهت، وما يمكن للمستخدم فعله مع (أمازون) في 24 ساعة، أصبح بالإمكان فعله مع (أوراكل) في ساعة واحدة».
وأضاف أليسون في خطابه أمام مؤتمر «عالم أوراكل المفتوح»، الذي عقد أخيراً، أن «أمازون» تقدم الآن منتجات بطيئة بأسعار مرتفعة، مشيراً إلى أن بعض تلك المنتجات محدودة القدرات وأبطأ من منتجات «أوراكل» 1000 مرة.
ومع هجومه على «أمازون»، كشف أليسون عن سلسلة من المنتجات والخدمات الجديدة التي تقدمها «أوراكل» في عالم الحوسبة السحابية وخدمات الـ«ويب»، أبرزها الجيل الثاني من خدمة البنية التحتية كخدمة، و«السحابة لدى المتعامل»، التي تقدم فيها خدمات الحوسبة السحابية في مقر المتعامل.
سرعة تحليل أعلى
يعد الهجوم على المنافسين أسلوباً اعتاده مؤسس ورئيس شركة «أوراكل»، لاري أليسون، واستخدمه من قبل في منافساته مع شركات، مثل «ساب» و«سيلزفورس» و«وركادي»، ثم استخدمه هذه المرة مع «أمازون»، إذ اتهم منتجات «أمازون» بالبطء ومحدودية القدرات.
وركز في خطابه أمام مؤتمر «عالم أوراكل المفتوح» الذي عقد في سان فرانسيسكو الأميركية، أخيراً، على خدمات «ويب» أمازون المعروفة على نطاق واسع باسم «إيه دبليو إس»، ومنتجين أساسيين لدى «أمازون»، هما «ريد شيفت»، و«أورورا».
وقال إن منصة «أوراكل» السحابية سجلت سرعة أعلى 24 مرة من خدمات «ويب أمازون» في ما يخص إجراء التحليلات بقواعد بيانات «أوراكل»، مشيراً إلى أن ما يفعله المستخدم في 24 ساعة على خدمات «ويب أمازون» يمكن فعله في ساعة واحدة على منصة «أوراكل» للحوسبة السحابية.
واستمر أليسون في استعراض قوة شركته بقوله إن منصة «أوراكل» للحوسبة السحابية أسرع ثماني مرات في معالجة المعاملات المالية على الـ«ويب»، مقارنة بخدمات «ويب أمازون»، لافتاً إلى محدودية كفاءة التخزين على خدمات «ويب أمازون» التي لا تستطيع أن تتجاوز «أوراكل» عند التوسع عبر الشبكات، وفقاً لأليسون.
معالجة المعاملات المالية
وأضاف أليسون أن قاعدة بيانات «أوراكل» السحابية أسرع أكثر 100 مرة في تحليل البيانات مقارنة بمنتج «ريد شيفت»، الذي لايزال يستخدم نصف عدد وحدات المعالجة المركزية المستخدمة في «أوراكل»، كما أنها أسرع 35 مرة في معالجة المعاملات عبر الـ«ويب» من «أمازون أورورا».
وبيّن أنه عند مقارنة منصة «أوراكل» السحابية بـ«ريد شيفت» في مجال معالجة المعاملات المالية عبر الإنترنت، فإن «ريد شيفت» أبطأ من «أوراكل» ليس 1000 مرة بل آلاف المرات، قائلاً إن «المستخدم لا يستطيع استخدام (ريد شيفت) في معالجة المعاملات المالية على الإنترنت كلياً، بل يتعامل مع تحليلات فقط، وهذا كله يعني أن ريادة (أمازون) في خدمات الـ(ويب) انتهت».
منتجات مغلقة المصدر
ووجّه أليسون هجومه بعد ذلك لبقية خدمات الـ«ويب» الأخرى المعتمدة على الحوسبة السحابية، منها البنية التحتية كخدمة، والمنصات كخدمة، والبرمجيات كخدمة، كما ألقى نظرة عن قرب على الجيل الثاني من مراكز بيانات البنية التحتية كخدمة.
وذكر في هذا السياق نقطتين للهجوم على «أمازون»: الأولى تمثلت في أن كل منتجات «أمازون» مغلقة المصدر، وشبّهها بأنها في وضع أقرب إلى وضع الحاسبات الكبيرة من «آي بي إم» المعروفة باسم «مين فريم»، لافتاً إلى أنها كانت منغلقة على نفسها ويصعب عليها العمل بانفتاح مع أي تقنيات أو نظم أخرى، في حين أن «أوراكل» تعمل بتقنيات مفتوحة المصدر ومتاحة للجميع، ومن ثم يسهل التعامل بينها وبين أي تقنيات أخرى مشابهة، وتتنوع خيارات استخدامها بصورة كبيرة.
وقال أليسون إن «الانغلاق لدى (أمازون) يجعل من يدخل فيها ويعمل بها لا يستطيع الخروج منها، وهذا يقود إلى النقطة الثانية الخاصة بالأسعار»، مضيفاً أن «(أمازون) تحدد الأسعار التي تريدها، وحينما ترفع السعر لا يكون لدى المستخدم خيار سوى الدفع».
خدمات جديدة
وبعدها انتقل أليسون إلى عرض خدمات «أوراكل» الجديدة في مجال خدمات الـ«ويب»، معلناً إطلاق خدمة «إكسادا إكسبريس» السحابية، التي تقدم إصدارة مؤسسية كاملة من قاعدة بيانات «أوراكل» تعمل عبر الـ«ويب». كما أطلق أليسون منتجاً جديداً يحمل اسم «السحابة لدى المتعامل»، موضحاً أنه يباع كملحق لخدمات «أوراكل» السحابية العامة، وعبارة عن خدمة معتمدة على الاشتراك من دون استثمارات في البرمجيات أو المعدات، ويتم تركيبها في مركز بيانات المتعامل في ما وراء الجدران النارية، ليلتحق بالشبكة الخاصة عالية السرعة لدى المتعامل.
وأكد أليسون أن «أوراكل» جاهزة لتقديم حزمة كاملة لمتعامليها من العروض السحابية تتضمن البنية التحتية كخدمة، والمنصات كخدمة، والبرمجيات كخدمة، والجيل الثاني من مراكز بيانات البنية التحتية كخدمة، متناولاً بالتفصيل تقديم البنية التحتية كخدمة.
وأضاف أن «أوراكل» توفر في هذه الخدمة ضعف عدد المعالجات أو المحاور التي تقدمها «أمازون»، وضعفي قوة الذاكرة وأربعة أضعاف التخزين، و10 أضعاف قدرات الإدخال والإخراج.
الرد بالصمت
ومقابل هجوم أليسون، كان رد «أمازون» هو الصمت تاركة الأرقام تتحدث، كما لو أن «الأمر لا يعدو أن يكون طلقات فارغة في الهواء»، على حد وصف تقرير لشبكة «زد دي نت» التقنية المتخصصة عن هذه «المعركة» بين الجانبين.
ووصفت الشبكة ما قاله أليسون بأنه طموحات جريئة بالتأكيد، لكن الواقع يقول إن حجم أعمال «أمازون» يصل إلى ثلاثة أضعاف حجم أعمال أقرب منافسيها التي هي ليست «أوراكل»، وذلك وفق آخر تقارير مؤسسة «سينرجي» للأبحاث الشهر الماضي.
وأشارت إلى أن تقارير مؤسسة «غارتنر» للأبحاث حول خدمات البنية التحتية السحابية تضع «أمازون» في موقع السيادة شبه المطلقة، في حين أن «أوراكل» لا تملك حصة سوقية كافية لأن تضمّها «غارتنر» إلى اللاعبين المهمين في السوق.