طرز «آي فون» و«آي باد» التي طرحت أخيراً هي بداية لتحول هذه الأجهزة إلى أدوات لإدارة تقنيات الواقع المعزز. ■ أرشيفية

طرز «آي فون» و«آي باد».. أدوات لرسم الخرائط والمسح الثلاثي الأبعاد

أفادت شركة «أبل» بأن طرز هواتفها «آي فون»، وأجهزتها اللوحية «آي باد» التي طرحت العام الجاري، هي بداية تحول هذه الأجهزة إلى أدوات لإدارة تقنيات وتطبيقات الواقع المعزز، بأكثر من كونها أجهزة للتعامل في المكالمات المسموعة والمرئية، وأشكال المحتوى المتنوعة من البيانات والمعلومات الأخرى، موضحة أن هذه الأجهزة ستعمل بصورة اعتيادية، ولفترات طويلة من اليوم، كأجهزة استشعار عالية الحساسية، ترسم الخرائط، وتقوم بالمسح الثلاثي الأبعاد للكائنات والأهداف من حولها، وتعمل كامتداد للحواس الطبيعية للإنسان من بصر وسمع، لإضافة قدرات وخبرات حياتية جديدة، أو للمساعدة في تعويض ضعف وفقد بعض الحواس، كما هي الحال مع الصم والمكفوفين.

استراتيجية

جاء ذلك في لقاء أجراه موقع «سي نت» cnet.com المتخصص في التقنية، مع رئيس قسم تقنيات الواقع المعزز في «أبل»، مايك روكويل، وكبير مديري منتجات الواقع المعزز في الشركة، أليساندرا ماكجينيس، حول التحول الجديد.

وكشف اللقاء الذي نشر، أخيراً، جانباً من استراتيجية «أبل» المستقبلية الخاصة بتقنية الواقع المعزز، التي طالما عرفت منذ عام 2017 بـ«السلاح السري لأبل نحو المستقبل».

«ليدار»

ووفقاً لما قاله مسؤولا «أبل»، فإن التحول الرئيس نحو «منتجات الواقع المعزز»، يتمثل في دمج أدوات وآليات هذه التقنية، في اثنين من المنتجات الكبرى لـ«أبل»، هما هواتف «آي فون»، وأجهزة «آي باد»، وفي مقدمة ذلك أجهزة الاستشعار العاملة بتقنية «ليدار»، التي تستشعر العمق، وتهيئ الفرصة لتشغيل الماسحات المتقدمة الثلاثية الأبعاد، مع الكاميرات العالية الحساسية، وهي أمور تعمل كأنها العمود الفقري لنظارات الواقع المعزز. وقدم روكويل، وماكجينيس، مزيداً من الشرح في هذه النقطة، حيث أوضحا أن استراتيجية «أبل» تقوم على جعل كل شيء يعمل بشكل أفضل بتقنية الواقع المعزز، على الجهاز الذي لدى المستخدم بالفعل، لا تقديم أجهزة جديدة خاصة بالواقع المعزز، عبر وضع طبقات الواقع المعزز في مواقع من العالم الحقيقي وظهور الخبرات تلقائياً، أثناء صنع أدوات إبداعية وتطوير التكنولوجيا المساعدة بناء على قدرات الواقع المعزز.

أدوات

وكان مسؤولا الشركة يلمحان بذلك إلى أن أدوات وتطبيقات «أبل» للواقع المعزز، سيتم وضعها في الأجهزة والتطبيقات الواسعة الانتشار حالياً، بصورة تدريجية شيئاً فشيئاً، لا تقديم أجهزة واقع معزز من الصفر، وهو نهج يختلف عما تقوم به شركات «غوغل» و«فيس بوك» «مايكروسوفت»، وغيرها من الشركات التي قدمت أجهزة واقع معزز لم يستخدمها الكثير من الأشخاص كما هي الحال مع الهواتف الذكية والحاسبات اللوحية، كـ«آي فون» و«آي باد»، فنظارات الواقع الافتراضي والمعزز مثل «أوكيليوس كويست 2» الأكثر شهرة، بلغت مبيعاتها ما يراوح بين خمسة وستة ملايين نظارة، في حين تقدر مبيعات «آي فون» و«آي باد» بمئات الملايين.

«قصاصات البرمجيات»

وتواصلاً مع هذا المفهوم الخاص بالأجهزة والأدوات، تتبنى «أبل» مفهوم «قصاصات البرمجيات» في ما يتعلق بتطبيقات الواقع المعزز، بمعنى أنها لا تميل إلى بناء وتقديم تطبيقات كبرى تحدث تغييراً أو انقلاباً في عالم الواقع المعزز، وإنما تعمل على نشر أعداد كبيرة من البرمجيات الصغيرة، التي توفر وظائف متنوعة وسريعة، قائمة على الواقع المعزز، وتأتي مع «آي فون»، و«آي باد»، كأدوات مثبتة سلفاً بنظام التشغيل «آي أو إس».

لحظات سريعة

وفي هذا السياق، قالت أليساندرا ماكجينيس إن «الطريق كان ولايزال صعباً وشاقاً، أمام المطورين الذين يستخدمون الواقع الافتراضي فقط، أو الواقع المعزز فقط، وهناك بالفعل نحو 10 آلاف تطبيق على نظام (آي او إس)، وضعها ما يقرب من 7000 مطور، جميعها تركز على تمكين تقنيات الواقع المعزز، لكننا نرى مستقبل تطبيقات الواقع المعزز كلحظات سريعة، تستخدم أربع أو خمس مرات في اليوم، للقيام بأشياء مختلفة، عبر تجارب خفيفة الوزن». وأضافت: «هذا على الأرجح سيكون صعباً عبر تطبيق كبير قادر على التغيير، وإنما عبر برمجيات صغيرة، أو قصاصات برمجية، كل منها تقدم واحدة من الوظائف السريعة المتنوعة، من خلال إجراء مسح ضوئي أو الضغط على مفتاح ما، وفجأة إحضار الواقع المعزز المتعلق بالمكان الذي أعيش فيه، ثم الانتقال إلى شيء آخر عبر قصاصة برمجية أخرى.. وهكذا».

امتداد للحواس

ترى شركة «أبل» أن تقنية الواقع المعزز، يمكن أن تكون امتداداً يوسّع الحواس البشرية، أو يساعد في تعويضها عند فقدها، خصوصاً في مجال الصوت والرؤية، عبر أشياء مثل العدسات اللاصقة العاملة بالواقع المعزز، التي تفيد ضعاف البصر، أو خاصية على «آي فون» للكشف عن الأشخاص، والتعرف إلى المسافات في ما بينهم، أو تطبيق للتسوق مبني على الواقع المعزز، يستخدم في ظروف الوباء والتباعد الاجتماعي، ويتيح رؤية ثلاثية الأبعاد للأشياء التي يرغب المستخدم في شرائها، وهو تطبيق إن وجد يجعل الأشخاص أكثر احتمالاً بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات، على اتخاذ قرارات بالشراء من المنزل، مقارنة بعرض السلعة في صورة عادية ثنائية الأبعاد.

الأكثر مشاركة