أطلقتها شركة «أفكتيفا»
«إيموشن أي» تقنية جديدة لتعليم أجهزة الكمبيوتر «فهم المشاعر الإنسانية»
تعتبر أجهزة الكمبيوتر ذكية، لأنها تستطيع تخزين ومعالجة كميات ضخمة من المعلومات في طرفة عين، وترجمة اللغة في لحظات، حتى إنها تشغّل الآلات، لكنها لا تفقه شيئاً في المشاعر، لكن خبيرة الكمبيوتر الأميركية من أصل مصري رنا القليوبي (43 عاماً)، تريد تغيير هذا الواقع، وذلك حسب تقرير نشره موقع «سي إن إن».
وشاركت القليوبي في تأسيس شركة «أفكتيفا»، بينما كانت تحضّر لشهادة الدكتوراه في معهد «ماساشوستس» للتكنولوجيا، وهي متخصصة في تقنية «إيموشن أي» وهي فرع من الذكاء الاصطناعي. وتريد القليوبي من خلال هذا البحث تعليم أجهزة الكمبيوتر كيفية التعرف إلى المشاعر الإنسانية. وتقول إن التكنولوجيا أدت إلى ظهور «أزمة تعاطف»، وإن مهمتها تهدف إلى إضفاء صفة الإنسانية عليها.
وتمثل أحد التطبيقات المبكرة لتقنية «إيموشن أي»، التي تعمل القليوبي على استكشافها، في النظارات المزودة بالتكنولوجيا، لمساعدة الأطفال المصابين بالتوحد على قراءة تعبيرات الوجه.
وساعدت هذه النظارات من يرتديها على الاستجابة للعديد من الإيماءات غير اللفظية مثل الابتسامة و(التكشيرة).
وتضيف القليوبي: «بدأنا رؤية الكثير من التطورات الإيجابية لدى هؤلاء الأطفال، وبعد سنوات من البحث والتطوير، تم إطلاق هذه التقنية رسمياً في عام 2017 من أجل دمجها في النظارات الذكية مثل نظارات (غوغل)».
ومن المجالات التي تعتقد، رنا القليوبي، أن تقنية «إيموشن أي» يمكن أن يكون لها تطبيقات على إنقاذ حياة البشر، هي صناعة السيارات، حيث يتم تزويدها بأنظمة مراقبة للسائق تستخدم كاميرات داخل السيارات ويمكن أن تكشف عن أن السائق أصبح في حالة سهو ونعاس، وبالتالي يقوم النظام بمنع وقوع الحوادث.
وفي مايو عام 2021، تعاونت شركة «أفكتيفا» مع شركة «سمارت أي» الرائدة في تقنية تتبع العين لمراقبة سائقي السيارات، وعملت الشركتان على دمج تقنياتهما.
ووفق المفوضية الأوروبية فإن 90% من حوادث الطرق سببها أخطاء بشرية، الأمر الذي جعل الاتحاد الأوروبي يدخل أنظمة جديدة على صناعة جميع السيارات الأوروبية بما فيها هذه التقنية التي نتحدث عنها، والتي سيتم تزويدها بالسيارات الأوروبية بحلول عام 2022.
وثمة أنظمة تجري دراستها في شركات صناعة السيارات في الولايات المتحدة من أجل دمج تقنية مراقبة السائق في بعض هذه السيارات. وتعمل شركة «أفكتيفا» حالياً مع شركات صناعة سيارات شهيرة بما فيها «بي إم دبليو»، و«بورش» و«هيونداي».
وتضيف القليوبي: «ثمة تطبيقات أخرى على السيارات أيضاً، وتتضمن كاميرات يمكن أن ترى قمرة السيارة بالكامل لتعديل تجربة القيادة»، لافتة إلى أنه «إذا كان طفلي نائماً في الكرسي الخلفي فيمكن تعتيم الأضواء، أو وقف الموسيقى، ويمكن تغيير درجة الحرارة، ويمكن إضفاء السمات الشخصية على السيارة، اعتماداً على من يركب فيها، وماذا يفعل، وبماذا يشعر».
ولكن استخدام تقنية «إيموشن أي» لمراقبة الناس، يمكن أن تكون مثيرة للجدل، إذ إن التحيز ضد عرق أو جنس، قضية تحدث بصورة متكررة. وتم تغريم الشركة المشغلة للمترو في البرازيل مبلغ 20 ألف دولار، لأنها كانت تجمع معلومات من خلال الوجه دون موافقة مستخدمي المترو، في حين أن بعض العلماء يشككون في فاعلية استخدام تقنية «إيموشن أي» لقراءة المشاعر.