موظفون سخروا من تغيير قِيَم الشركة ووصفوها بـ «عقيدة»
«فيس بوك» ترفع الروح المعنوية لموظفيها بشعارات جديدة
في اجتماع افتراضي ضمّ جميع العاملين في شركة «فيس بوك» الأميركية، الثلاثاء الماضي، عزّزت «فيس بوك» من محاولاتها ليس لتغيير اسم علامتها التجارية فقط، بل في إدارة قوة العمل المحبطة لديها، الرافضة غالباً لمجموعة جديدة من قيم التعاون المشتقة من شعار البحارة.
قيم جديدة
وحمل الرئيس التنفيذي لـ«فيس بوك»، مارك زوكربيرغ، الذي أعاد تسمية الشركة إلى «ميتا» أواخر عام 2021، مجموعة شرائح تعرض القيم الجديدة للشركة، التي تتوقع من جميع الموظفين أن تكون «ميتا» في قمة أولوياتهم، يلي ذلك الفريق الذي يعمل معه «ميتا ماتيس»، ومن ثم الفرد «مي»، أي «أنا»، أو وفق ما قالت «فيس بوك»: «ميتا.. ميتاميتس.. مي».
وقال زوكربيرغ إن قيم الشركة ستكون كما يلي: «عليك أن تعيش في المستقبل»، ومن ثم «عليك أن تكون مباشراً، واحترم زملاءك».
«تحرك بسرعة»
وبحسب ما ذكره ثلاثة موظفين حضروا الاجتماع، وتحدثوا من دون ذكر أسمائهم، فإنه كان في السابق أيضاً: «كن منفتحاً».
وتغيّر شعار الشركة الذي كان قبل سنوات عدة: «تحرك بسرعة وكسّر الأشياء» إلى «تحرك بسرعة» فقط، في وقت أعلنت فيه الشركة أنها «ستتحرك بسرعة مع الجميع».
وكانت عملية تغيير قيم الشركة محط سخرية بعض الموظفين في الداخل، إذ وصف هؤلاء هذه القيم بأنها بمثابة «عقيدة» للشركة لا يجب المساس بها، إلا أن «فيس بوك» لم تعلق على ذلك.
عبارة للبحارة
وقال المدير التقني لـ«فيس بوك»، آندرو بوسورث، في تغريدة: «إن القول (ميتا.. ميتاميتس.. مي) كان إشارة إلى عبارة يستخدمها البحارة، واستخدمها تطبيق الصور (إنستغرام) لبعض الوقت.
والعبارة التي استخدمها (إنستغرام) هي: (شب.. شب ميتس سلف)، بمعنى: (السفينة.. زملاؤك البحارة.. أنا)».
وأوضح بوسورث في التغريدة أن مصطلح «ميتاميتس» تمت صياغته من قبل العالم دوغلاس هوفستادتر، بعد أن طلب منه أحد الموظفين تزويده بأفكار جديدة.
هوية جديدة
وتعكس هذه التغيّرات سعي «فيس بوك» إلى هوية جديدة بعد سنوات من الجدل الذي أدى إلى إضعاف الروح المعنوية للعاملين. وغيّرت الشركة اسمها إلى «ميتا» للمساعدة على نقل التركيز إلى صنع الأجهزة، فيما جاء تغيير الاسم بعد أن كشف المختصّون عن مدى الضرر الذي تسببه الشركة للمجتمع، بما فيها التأثير السلبي في جسد النساء، والسماح بالمعلومات الكاذبة بالانتشار. وجاءت هذه التحذيرات للتأثير السلبي للشركة منذ سنوات عدة، لكن أحداً لم يستمع اليها.
ولطالما كان لدى «فيس بوك» ثقافة قوة العمل التي تقدر الانفتاح، ولكن بالنظر إلى أن المديرين أصبحوا أكثر قلقاً من نتيجة التسريبات التي أضرت بسُمعة الشركة، فقد تغيّر ذلك الآن وفق ما يقوله أشخاص مطلعون على ممارسات الشركة، الذين تحدثوا دون الكشف عن هويتهم لوصف مسائل داخلية في الشركة.
تواصل داخلي
ويتواصل موظفو الشركة البالغ عددهم نحو 71 ألف موظف مع بعضهم بعضاً عبر نظام دردشة داخلي شبيه بـ«فيس بوك» يطلق عليه اسم «وركبليس».
ولطالما انخرط الموظفون في السابق في نقاشات عميقة على موقع «وركبليس» بدءاً من قضية «حياة السود مهمة» إلى الانتخابات وغيرها. ونشروا أيضاً بحثاً داخلياً حول منتجات الشركة وتأثيرها في المجتمع.