«تحسينات منتصف الجيل».. «عمليات تجميل» للسيارات لجذب المتعاملين
تلجأ شركات السيارات العالمية لإدخال تطويرات وتحسينات دورية على طرزها القياسية، بهدف إثارة حماس المتعاملين وجذب انتباههم، وتعرف هذه العملية بـ«تحسينات منتصف الجيل»، المتمثلة في إضفاء بعض الملامح الجديدة، والتحسينات التصميمية، وتزويد المركبة بتقنيات حديثة بين جيلين متعاقبين من سياراتها.
واتسع مصطلح تحديثات منتصف الجيل، لتتعدى كونها مجرد رتوش تصميمية، بعد أن كانت سابقاً، لا تتعدى إدخال مصنعي السيارات بعض التغييرات التصميمية الطفيفة، بعد أن انصب اهتمام الشركات في يومنا هذا على تحسين التجهيزات والأنظمة الداخلية بالسيارة، مثل الأنظمة الإلكترونية، وخفض معدلات استهلاك الوقود وانبعاثات الغازات الضارة الناجمة عن محركاتها، ما ينعكس بشكل آخر على زيادة سعر السيارة.
ويرى أستاذ اقتصاد السيارات في جامعة العلوم التطبيقية بمدينة بيرغيش غلادباخ الألمانية، شتيفان براتزل، أن «الحاجة لتحديثات البرامج والأنظمة الإلكترونية أصبحت في تزايد مستمر، وقد اقتربت شركات السيارات من الوصول إلى الاندماج مع الهواتف الذكية، وتطوير تطبيقات مبرمجة بشكل ذاتي».
وشهدت الآونة الأخيرة تغييرات كبيرة على صعيد التطورات التقنية، مثل دخول أنظمة الربط الشبكي لأنظمة الهواتف الخليوية بمختلف أنواعها، سواء «أبل كاربلاي»، أو نظام «ميرو لينك»، وصولاً إلى نظام «أوتو أندرويد»، وجميعها ضمن تقنيات تستخدم لدمج الهاتف الذكي في السيارة.
وأضاف برازل أن «معيار الحداثة لدى المتعاملين حالياً، لم يعد يرتكز على الرتوش التصميمية، التي تتجمل بها السيارة، وإنما على مزايا الاتصالات، التي توفرها».
وبصورة موازية، يمثل خفض الانبعاثات الضارة التحدي الذي يواجه مطوري السيارات بجانب تحديث إلكترونيات السيارة؛ نظراً لأن شركات السيارات مطالبة طبقاً للوائح المواصفة الأوروبية للعادم «إي يو 6»، باستبدال وتعديل محركاتها الحالية، بعد أن اشترطت المواصفات الأوروبية للعادم بأن تصل جميع الشركات إلى معدلات 95 غراماً من انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون للكيلومتر الواحد من المسافة المقطوعة. ويتطلب تقليص كل غرام من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون جهوداً هائلة، ولعل أقوى دليل على ذلك ما صرح به مدير شركة «فولكس فاغن» الألمانية، مارتن فينتر كورن، حين قال: «كل غرام يتم توفيره من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون يُكلف شركتنا 100 مليون يورو».