سيشل.. رحلة إلى بلاد التنوع العرقي واجمل شواطيء العالم

تعتبر جزيرة سيشل من أفضل الوجهات السياحية في العالم، فإضافة إلى امتلاكها للكثير من المناظر الطبيعية الخلابة فهي تتميز بالتاريخ والتراث الثري وبالتنوع الثقافي والعرقي المميز والذي يُشعر الزوار بالأريحية البالغة.
 تتمتع سيشل بموقع رائع ومناظر طبيعية خلابة أهلتها لتكون من أفضل الأماكن السياحية في العالم، ويعد قطاع السياحة في الجزيرة من أكبر المساهمين في النهوض بالاقتصاد المحلي وتجذب جزيرة سيشل سنويا أكثر من 280 ألف سائح من كل أنحاء العالم تمتلك الجزيرة أفضل المنتجعات السياحية والشواطئ الجميلة وتم إضافة موقعان من الجزيرة إلى لائحة منظمة اليونسكو للتراث العالمي خلال عام 1980، وتحتوي سيشل على 115 جزيرة صغيرة، حيث تنقسم إلى مجموعتين جزريتين رئيستين؛ المجموعة الأولى هي جزر ماهي، وهي عبارة عن مجموعة جزر تضم أكثر من 40 جزيرة غرانيتية مركزية وجبلية، أما المجموعة الثانية فتضم أكثر من 70 جزيرة خارجية مسطحة.
جزيرة ماهي
تقع جزيرة ماهي في الجزء الشمالي الشرقي من جزيرة سيشيل، وهي أكبر جزيرة فيها، ويعيش فيها ما يُقارب 86% من إجمالي سكان ولاية سيشيل، وتتميز الجزيرة بامتلاكها لأنواع نادرة من النباتات، خصوصاً تلك المهددة بالانقراض، مثل شجرة قنديل البحر، إضافة إلى أنواع نباتات الأوركيد النادرة، وقد حققت الجزيرة على أرض الواقع مشروع استصلاح الأراضي عندما عانت شح المساكن في الجزيرة، خصوصاً في ميناء فيكتوريا وبيل أومبير.
وفي جزر السيشيل، يمتاز كونستانس إفيليا وكونستانس ليموريا بموقعَين ساحرَين، حيث أروع شواطئ العالم على الإطلاق. تحيط بهذا الأرخبيل الفاخر رمال بيضاء بين رحاب مساحات غنّاء، فيتنعّم محبّو الشاطئ والطبيعة بنزهات رومانسية أكثر من رائعة.

 

إطلالة فريدة
يقع منتجع كونستانس إفيليا، المعروف بأنّه أكبر فندق في السيشيل، على الساحل الغربي لجزيرة ماهي الرئيسة، حيث تحيط به أشجار القرم ويوفّر إطلالةً فريدةً على الحديقة البحرية الوطنية لميناء لوناي، كما أنّه يمتدّ على شاطئَين، الشاطئ الشمالي والشاطئ الجنوبي. يحتضن المنتجع أجنحةً وفللاً معظمها على الشاطئ الشمالي أو على مسافة بعيدة عن الساحل. تنتشر أجنحة جونيور حول الشاطئ الجنوبي مع مساحات رئيسة لتناول الطعام. أمّا بالنسبة إلى المساكن الأكثر انعزالاً، فتُعتبر الفلل على سفوح التلال والمجهزة بمسابح خاصة مترامية الأطراف والمطلة على مناظر مبهرة للمحيط الهندي، المرتعَ المثالي لتمضية أروع العطلات. تجدر الإشارة إلى أنّ خدمة النقل متاحة بين جانبَي المنتجع، ويتمّ تقديم دراجاتٍ هوائية مجانية للمقيمين في الفلل.
خيارات كثيرة
يوفّر المنتجع خيارات طعام لا تحصى، إذ يضمّ ما مجموعه 10 مطاعم واستراحات متنوعة، بدءاً من المأكولات الآسيوية وصولاً إلى ثمار البحر المتوسطية الطازجة، أبرزها «سيسيلوا» الذي يقدّم بوفيه عشاء مُشكَّل مع موسيقى حية وعروض رقص تقليدي، أو «كيان» المشهور بأطباقه المميزة التي تجمع ما بين التقنيات الفرنسية والتأثيرات الآسيوية، إلى جانب رُكن السوشي مع السمك الطازج بجانب المسبح. هذا دون أن ننسى مطعم «آدم أند إيف» المتخصص في المأكولات الآسيوية، و«كوروسول»، المطعم الرئيس الذي يقدّم بوفيهات فطور وعشاء مع محطات طهي حي. ولا يضمّ هذا المنتجع الفاخر والفسيح مرافق مذهلةً فحسب، بل خصّص أيضاً نادي كونستانس للصغار، حيث يستطيع الأطفال تمضية نهارهم تحت إشراف الخبراء فيما يشاركون في نشاطات شيّقة، وذلك وسط أجواء مذهلة تتّخذ من جنة استوائية على الأرض خلفيةً لها

 

مغامرة مذهلة الى برالين
أما عن كونستانس ليموريا، الذي تحيط به المياه العميقة للمحيط الهندي، ما يجعله وجهة مريحة للباحثين عن الخصوصية والرفاهية بإطلالته الخلابة وتصميمه المميز. ويقع منتجع كونستانس ليموريا في جزيرة برالين التي تشتهر بأجوائها الهادئة وشواطئها النقية الرائعة ونباتاتها النادرة، فضلاً عن تاريخها العريق بصفتها ميناء للتجار العرب. يقع منتجع كونستانس ليموريا على الساحل الغربي من جزيرة برالين، على ضفاف بحيرة آنس كيرلان المنعزلة، وتحيط به بعضٌ من أروع الشواطئ في العالم.
وتُعتبر الرحلة إلى جزيرة برالين مغامرةً بحدّ ذاتها، بحيث يصعد الضيوف على متن عبّارة سريعة من ماهي ويصلون إلى الجزيرة في غضون ساعة واحدة. كما يمكنهم أن يحجزوا رحلة طيران مدتها 10 دقائق من ماهي إلى مطار برالين على متن طيران سيشل، ويستمتعوا بالإطلالات المذهلة على الجزيرتَين. أما الأشخاص الذين ينشدون تجربة حصرية، فيمكنهم أن يركبوا على متن القارب الخاص الفاخر للوصول إلى الجزيرة.
ملاذ مثالي للأزواج والعائلات
تمثل طبيعة برالين الآسرة ملاذا مثاليا للأزواج اللذين اختاروا هذه الوجهة لقضاء شهر العسل أو عائلات تودّ استكشاف الطبيعة الهادئة وتمضية أجمل الأوقات معاً. لا تشهد جزيرة برالين اكتظاظاً كبيراً، مما ساهم في الحفاظ على سحرها وجمالها، لتُشكّل بالتالي ملاذاً رائعاً لعشّاق الهدوء والطبيعة. تتمتع الجزيرة بمناظر طبيعية خلّابة، بدءاً من الشواطئ الرملية الجميلة والمياه النقية الصافية وصولاً إلى الغابات الكثيفة المليئة بأشجار النخيل وشلالات تاكاماكا العذبة وغيرها الكثير من المعالم الطبيعية.
يُعتبر منتجع كونستانس ليموريا الذي يمتد على 100 هكتار أكبر منتجع في جزيرة برالين، وقد حاز لقب أفضل منتجع لتمضية شهر العسل في جزر السيشل. في الواقع، يضم المنتجع الشاسع ثلاثة شواطئ وغابات ساحلية وممرات مائية غنّاء وملعب غولف مؤلفاً من 18 حفرة. كما تتّسم هذه الوجهة الأنيقة بطابع ريفي من الخارج إذ شُيّدت بمواد طبيعية، مثل الخشب والحجر والقشّ والجرانيت الزهري، فيما تم تجهيز مساحاتها داخلية بمفروشات فاخرة تلبّي معايير المنتجعات من فئة الخمس نجوم.
أنشطة لا مثيل لها  
لا تكتمل الإقامة في منتجع كونستانس ليموريا من دون زيارة محميّة وادي ماي الطبيعية التي تضم ما تبقى من غابات النخيل الأصلية في جزر السيشل، والتي غالباً ما يُطلَق عليها لقب "جنة عدن" بفضل طبيعتها النائية والساحرة. كما أدرِج وادي ماي على لائحة اليونسكو لمواقع التراث العالمي ويخضع للحماية تحت إشراف حكومة جزر السيشل منذ العام 1966 بهدف الحفاظ على طبيعته الفريدة. من جهة أخرى، تُعد بذور شجرة "كوكو دو مير" أكبر بذور في العالم ويتراوح وزن ثمرتها بين 15 إلى 30 كلغ، ولا تنمو بشكل طبيعي سوى على جزيرتَي برالين وكوريوز. وتعود أقدم شجرة "كوكو دو مير" إلى حوالي 300 عام، فيما يبلغ ارتفاعها 27 متراً وتتمتّع بجذع مستقيم وأوراق كبيرة متفرّعة. ويتراوح سعر بذور شجرة "كوكو دو مير" الثمينة ما بين 200 و600 يورو.
يشكّل أكتوبر وفبراير بداية موسم عودة السلاحف صقرية المنقار والسلاحف الخضراء المهددة بالانقراض إلى الشاطئ. وتُعتبر الشواطئ النقية حول منتجع كونستانس ليموريا المكان المثالي لتضع فيه هذه السلاحف بيضها. في الواقع، تضع كل سلحفاة ما يصل إلى ألف بيضة في الموسم، بحيث تعود إلى الشاطئ خمس مرات لتضع ما يصل إلى 200 بيضة في كل مرة.

 

الأكثر مشاركة